قالت وكالة رويترز: قد تتبع قطر سياسة خارجية أقل اندفاعا بعد الانتكاسات التي منيت بها في سوريا ومصر، لكن من المرجح أن تواصل مساندة ثورات الربيع العربي وتمويل النفوذ الإسلامي لكن بصورة أكثر هدوءا. وأضافت رويترز، قدمت الدولة الصغيرة جانبا كبيرا من الدعم للثورات العربية وأثارت مساعدتها لحكم الإخوان المسلمين في مصر قلق الأسر الحاكمة في الدول الخليجية المجاورة التي تعتبر الجماعة تهديدا لها. وفي إطار سياسة قديمة تقوم على الترويج للذات في المحافل الدولية توسطت قطر في وقت سابق في نزاعات تمتد من الصومال إلى لبنان وأصبحت طفل الأسر الخليجية الحاكمة المشاغب باستخدامها قناة الجزيرة التليفزيونية لمهاجمة الحكم الاستبدادي خارج حدودها والترويج لوجهات نظر الإسلاميين. وذكرت رويترز أن هناك منتقدين يقولون إن الدولة الغنية المصدرة للغاز أخذت جزاءها، ويجب عليها الآن أن تتوخى المزيد من الحذر في الخارج وأن تترك دفة القيادة للسعودية القوة الاقليمية في المنطقة وتركز على أولويات داخلية مثل مشروعات تشييد قبل أن تستضيف كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وتابعت الوكالة، منح تنصيب الأمير الشاب تميم بن حمد آل ثاني أميرا للبلاد الشهر الماضي بعد تنازل والده عن الحكم فرصة لقطر كي تبدأ بداية جديدة، مع ذلك فمن يعرفون قطر لا يتوقعون أي تحولات جذرية. يقول غانم نسيبة الخبير في سياسات دول الخليج العربية في كورنر ستون جلوبال أسوسييتس "قد يفضلون تغيير السياسة، لكنهم في موقف لا يسمح لهم بذلك على الأقل على الفور." ويضيف نسيبة، إن الدوحة راهنت على الإخوان المسلمين، وبالنسبة للدولة القطرية "من الصعب جدا التراجع الآن حتى لو نصحهم بعض مستشاريهم بذلك." وتابع نسيبة "التخلي عن الإخوان المسلمين سيدمر شعبيتهم داخل المعسكر الموالي للإخوان في العالم العربي. دخلوا مقامرة ويأملون أن تؤتي ثمارها يوما ما في المستقبل." وذكر توربيورن سولتفيت كبير المحللين في مابلكروفت وهي شركة لاستشارات المخاطر السياسية مقرها لندن إن قطر "ستقلص على الأرجح من سياستها الخارجية المغامرة لكنني لا أتوقع أن تتخلى عنها تماما." واستطرد "سيظل من المهم بالنسبة لهم الاحتفاظ بسياسة مستقلة لتمييز أنفسهم عن المملكة العربية السعودية."