قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجمعة إن إسرائيل والفلسطينيين أرسوا الأساس لاستئناف محادثات السلام، بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات، لكنه نبه إلى أن الاتفاق ليس نهائيا ويتطلب المزيد من الجهود الدبلوماسية. ولم يكشف كيري عن تفاصيل تذكر في الوقت الذي يختتم فيه سادس جولاته بالشرق الأوسط هذا العام في إطار جهود الوساطة. وتوقع كيري أن يتوجه مبعوث إسرائيلي وآخر فلسطيني إلى واشنطن قريبا للمشاركة فيما وصفه مسئول أمريكي بأنه سيكون استئنافا للمفاوضات المباشرة. وقال كيري للصحفيين في العاصمة الأردنية عمان: "يسرني أن أعلن أننا توصلنا لاتفاق يضع أساسا لاستئناف المفاوضات المباشرة بشأن قضايا الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وأضاف: "أفضل سبيل لمنح هذه المفاوضات فرصة هو الحفاظ عليها سرية. نعرف أن التحديات تتطلب بعض الخيارات الصعبة جدا في الأيام المقبلة. لكنني اليوم متفائل"، وشهدت جهود السلام حالات تعثر وانطلاق على مدى عقدين انتهت بانهيارها في أواخر عام 2010 بسبب الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال الفلسطينيون، الذين يحظون بدعم دولي، إن حدود دولتهم يجب أن تقام على أساس حدود ما قبل عام 1967 وهو مطلب يصعب تلبيته في ظل إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بالمستوطنات المقامة على مساحات شاسعة في أي اتفاق سلام نهائي. وأبدى مسئولون إسرائيليون وفلسطينيون ترحيبا حذرا بإعلان كيري. وقالت تسيبي ليفني الوزيرة الإسرائيلية المكلفة بخوض المساعي الدبلوماسية على صفحتها على فيسبوك "أعلم أنه حالما تبدأ المفاوضات ستكون معقدة وليست سهلة"، وأضافت: "لكنني على اقتناع تام بأن هذا هو الأمر الصواب الذي ينبغي أن نقوم به من أجل مستقبلنا وأمننا واقتصادنا وقيم إسرائيل". وقال واصل أبو يوسف العضو الكبير في منظمة التحرير الفلسطينية لرويترز إن إعلان اليوم لا يعني العودة إلى المفاوضات بل يعني أن الجهود ستستمر لضمان تحقيق المطالب الفلسطينية وعلى إسرائيل أن تعترف بحدود عام 1967. وقال كيري إن ليفني والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات قد يتوجها إلى واشنطن "في غضون الأسبوع المقبل أو نحو ذلك وسنصدر جميعا إعلانا آخر عندئذ". وعندما سئل مسئول أمريكي عما إذا كان اجتماع المبعوثين سيعتبر بداية المفاوضات قال "نعم"، وقال مسئول إسرائيلي لرويترز طلب عدم ذكر اسمه إن مفاوضات السلام قد تستغرق شهورا. وأضاف أن هذه الفترة ضرورية "لضمان أن تكون العملية مجدية وشاملة وسيتجاوز الأمر سبتمبر". ويشير المسئول إلى الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، حيث يسعى الفلسطينيون في ظل غياب المفاوضات المباشرة إلى كسب تأييد دولي للاعتراف بدولتهم في الأراضي التي تحتلها إسرائيل. ورحبت الأممالمتحدة بإعلان كيري في بيان ووصفته بأنه "تطور إيجابي" ولكنها حثت أيضا الجانبين على "إظهار الزعامة والشجاعة والمسئولية لمواصلة هذا الجهد للتوصل إلى فكرة الدولتين". وكثيرا ما اعترض نتنياهو المنتمي إلى اليمين على الانسحاب إلى حدود عام 1967 وتضم حكومته الائتلافية فصيلا قوميا دينيا يعارض أي إزالة للمستوطنات. غير أن وزير المالية يئير لابيد المنتمي إلى الوسط والشريك في الائتلاف قال للقناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي: "هناك أغلبية قوية في هذه الحكومة تؤيد خوض المفاوضات". وتظل سلطة عباس موضع شك. فبينما تمارس حكومته المدعومة من الولاياتالمتحدة سلطتها في الضفة الغربية تخضع إدارة غزة لمسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي ترفض التعايش الدائم مع إسرائيل. وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، إن عباس لا يتمتع بالشرعية اللازمة للتفاوض بخصوص القضايا المصيرية باسم الشعب الفلسطيني.