نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريرا مطولا عن الزميل أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، وقامت بترجمته وإعادة نشره صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن. وهاجم التقرير المسلماني صاحب المواقف العدائية من إسرائيل والذي توقع زوالها. وفيما يلي مقتطفات من التقرير: يسميه مُجلّوه فولتير الثورة المصرية. قبل نحو من سنة اقترح عليه عدد من كبار المعسكر المدني ان يترشح في الانتخابات الحرة الأولى لرئاسة مصر، فرفض الاقتراح بأدب لأنه ربما قدّر أن هذا ليس هو الوقت المناسب إلى الآن. لكن حينما توجه إليه رئيس مصر المؤقت عدلي منصور قبل بضعة أيام باقتراح أن يصبح متحدثه الشخصي، استقر رأيه على انه حان الوقت ليوسخ يديه بالسياسة. لم يصبح أحمد مسلماني بتعيينه متحدثا للرئيس صوت مصر الرسمي فقط، بل وجه "الثورة الثانية" المدنية والليبرالية التي استقر رأيها على الاعتماد على قادة "جيش الشعب" للتحرر من الحكم الديني المتطرف للإخوان المسلمين. بيد أن معنى المصطلحين "مدني" و"ليبرالي" في مصر يختلف جدا عن معناهما في الغرب، وليس كشخصية المسلماني لبيان الفرق العظيم بين الصورة التي تحاول الثورة المصرية أن تمنحها لنفسها منذ أيامها الأولى، وبين ما هي عليه في الحقيقة وهي أنها موجة قومية معادية لأمريكا ولإسرائيل وللسامية. من المهم أن نؤكد أن ليست جميع تيارات الثورة المصرية مشاركة في هذا التصور العام، لكن أكثرها يؤمن به. لم يُعزل مبارك فقط بسبب الفساد والاستبداد اللذين نُسبا الى نظامه، بل لأن الجماهير كانت تراه متعاونا مع إسرائيل ومع الولاياتالمتحدة. وطُرح مرسي عن كرسي الرئاسة أيضا لأن معارضيه غضبوا لأنه لم يلغ اتفاقات السلام مع إسرائيل، ولم يضع حدا للهيمنة الأمريكية على مصر. إن المسلماني الذي يتوقع له كثيرون حياة مهنية لامعة في السياسة المصرية، وهناك من يعتقدون انه سيصبح رئيسا ذات يوم، يؤمن إيمانا خالصا بالطبيعة القومية للثورة المصرية، وكونها وسيلة لتحويل مصر إلى قوة عظمى إقليمية ووسيلة لاختفاء اسرائيل المأمول من خريطة الشرق الأوسط.... نشأ المسلماني في فترة بلا حروب، حينما كان بلده يتمتع بثمار السلام مع إسرائيل ويسير في طريق التطور والنماء. وكان يمكن ان يكون ممثلا لجيل السلام المصري وصوتا سليما يؤيد التغيير والأمل، لكنه أصبح نتاج بيئته التقليدية والمحافظة ونتاج مؤسسات التربية والدين والإعلام والأكاديمية التي عملت على قمع كل بارقة تعايش مع إسرائيل. ولا ينبع نجاحه المهني والشعبي من الجرأة والتمرد والتجديد، بل من التمسك بأفكار قومية قديمة وآراء مسبقة عنصرية ونظريات مؤامرة خيالية. وقد منح المسلماني كل ذلك في برامجه في التلفاز ومقالاته وكتبه رداء جديدا وشابا ومقاتلا وأكاديميا في ظاهر الأمر. قبل بضعة أشهر نشر المسلماني كتابا يحمل الاسم الإشكالي وهو "ما بعد اسرائيل". والحديث في واقع الأمر عن صيغة ثانية لكتاب نشره قبل عشر سنوات في ذروة الانتفاضة الثانية، تنبأ فيه بنهاية إسرائيل والصهيونية، وأُضيف الى الصيغة الحالية عدد من الفصول يتناول التطورات التي مر بها الشرق الأوسط في السنوات التي مرت منذ ذلك الحين ولا سيما أحداث "الربيع العربي". وقوي فقط إيمان المسلماني بأن إسرائيل تخطو نحو الفناء. وهو يقول في مقدمة الطبعة الجديدة ان "الربيع العربي" يرمز الى "الشتاء الإسرائيلي".... ويقول الصحافي السريع الكتابة وصاحب الخيال الخصب إن مصر صاغت منذ ان سقط مبارك من جديد موقفا حازما في مواجهة إسرائيل، وان الجيش المصري يشعر في السنوات الأخيرة بأن حربا جديدة مع إسرائيل على الأبواب. ويقول المسلماني إن الثورة التي أفضت الى سقوط مبارك أصابت إسرائيل بمفاجأة مطلقة لا تقل عن مفاجأة حرب يوم الغفران، وهو يرى أن فترة مبارك كانت بالنسبة لإسرائيل "نصرا بلا حرب" وكانت بالنسبة لمصر "هزيمة بلا حرب". ويقول المسلماني إن إسرائيل عملت طول فترة ولاية مبارك على أضعاف مصر لكن الثورة أنهت خطة "مصر الصغيرة". ويكشف المسلماني في كتابه عن "مؤامرة إسرائيلية" أخرى، وهي تهويد سكان واحة سيوا على مبعدة 800 كم غرب القاهرة وجعلهم "أبناء الفلاش مورا المصريين". ويُبحر المسلماني أيضا إلى الماضي، ويُحدث قراءه عن ان صدمة انهيار مملكة الصليبيين في الشرق الأوسط قبل نحو من ألف سنة أفضت بإسرائيل إلى أن تنشئ بعد تأسيسها فورا معهدا لبحث تاريخ الصليبيين. وقد وجد العاملون في هذا المعهد أن الصليبيين كانوا شديدي التعلق بمساعدة خارجية، ولهذا بنت إسرائيل قوة مستقلة. وهذا ما يجعل إسرائيل أيضا تحرص على الحفاظ على مبادرة الهجوم ولا تنتظر ان تهاجَم. ويلخص المسلماني قائلا إن "إسرائيل في مفترق طرق وكذلك العالم العربي أيضا. قد يتطور المستقبل في اتجاه الفكرة العامة لهذا الكتاب، وهي الشتاء الإسرائيلي والربيع العربي. وقد يتطور الربيع العربي ليصبح شتاء من جديد ويغرق العالم العربي في الفشل مرة أخرى. لكنني من أنصار مدرسة الأمل". وإذا كان شخص مثل المسلماني متفائلا فعندنا سبب جيد لنكون متشائمين.