تشهد محافظة الأقصر مؤتمرًا عالميًا ينظمه المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع المعهد العلمي الفرنسي للآثار في الفترة من 29 إلى 31 يناير الجاري بمناسبة مرور 103 أعوام على اكتشاف خبيئة الكرنك، التي عثر عليها عالم الآثار الفرنسي "جورج لوجران" خلال الفترة مابين 1903 إلى 1908، والتي تضم 17 ألف قطعة أثرية. وتعقد فعاليات المؤتمر بمكتبة مبارك العامة بالأقصر بحضور الدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر، والدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار. وأكد الدكتور سمير فرج أن الأقصر مدينة الحضارة والتاريخ، كما أنها مازالت تضم الكثير من الآثار، وتكشف الأقصر عن تاريخها الفرعونى بين الحين والآخر، لتعيد مكانتها الأسطورية فى العالم. وأضاف أنه سيتم قريبًا افتتاح أقدم طريق تاريخي، وهو طريق الكباش الذى يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك، وسيفتتح الرئيس حسني مبارك هذا الطريق خلال احتفالية عالمية يحضرها عدد من ملوك ورؤساء دول العالم. ويتناول المؤتمر رحلة اكتشافات عالم الآثار الفرنسي "جورج لوجران"، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الحضاري في العالم العربي، ويعد "لوجران" هو رجل الكرنك كما يطلق عليه بعض علماء المصريات. وأشار فرج أنه بالرغم من مرور نحو مائة عام علي وفاة لوجران مازالت ذكراه خالدة، حيث تعد محصلة ما أنقذه من تماثيل الخبيئة لا تقدر بثمن علي الإطلاق. وأكد فرج أن معبد آمون رع وملحقاته كان شغل لوجران الشاغل، بل أن ولعه بالحضارة المصرية القديمة دفعه لأن يرسم صورًا زيتية يقوم ببيعها بالقطعة ليكسب قوته، وما يتبقي له من وقت ومال كان يكرسه للبحث العلمي، فتوالت مقالاته وأبحاثه التي أثرى بها علم المصريات. وجدير بالذكر أنه مع نهاية عام 1903، بدأت ساحة الكرنك تكشف ل "لوجران" عن أسرارها وما تخبئه من كنوز في باطن الأرض، وكان أول ما أظهرته شاهد تاريخي ضخم ل "سيتي الأول" ثاني فراعنة الأسرة التاسعة عشرة، تلاها اكتشاف صف من التماثيل، حتي أن سجل الحفائر ضم 519 قطعة مسلسلة منذ نهاية عام 1903 وحتي بداية موسم الفيضان في 1904، حيث كانت تتوقف عمليات الحفر والتنقيب. وبدأ لوجران منذ ذلك الحين بتسجيل النصوص الهيروغليفية للوثائق في يومياته الخاصة، ويعطي كل منها رقمًا، وقد خصص سجلاً بالمتحف المصري لتسجيل الاكتشافات مدون بها حرف k الدال علي كلمةِ "karnak" مضافًا إليه لفظ "خبيئة".