تحتفل الأقصر نهاية يناير الجاري، بمرور مائة وثلاثة أعوام على اكتشاف خبيئة الكرنك، التي اكتشفها عالم الآثار الفرنسي "جورج لوجران". وتستضيف المدينة في الفترة من 29 حتى 31 يناير الحالي، مؤتمرا عالميا، ينظمه المعهد العلمي الفرنسي للآثار، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار المصري ، لهذه الاحتفالية، حيث تضم الخبيئة 17 ألف قطعة أثرية. ويُعد "لوجران" الذي ولد في باريس عام 1865 رجل الكرنك بلا منازع، حسبما أطلق عليه علماء المصريات، وكاشف أسرار معبد آمون رع، وقد عثر لوجران على خبيئة الكرنك في الزاوية الشمالية الغربية من الفناء الكبير للمعبد. ويرجع السبب في وجود تلك الخبيئة إلي أنه قديما خاصة في الدولة الحديثة كانت أرجاء معبد الإله آمون بالكرنك مأوي لعدد كبير جدا من التماثيل واللوحات النذرية للآلهة والملوك والأفراد, والتي تراكمت علي مدي قرون عديدة حتى كادت تسد الفناء القريب من بيت الكاهن الأكبر للإله آمون وكذلك الممرات الجنوبية المؤدية إلي قدس الأقداس. وفي العصر البطلمي، وأثناء ترميم المعبد في عصري بطليموس الرابع والخامس وجدوا أنه من الضروري التقليل من هذا الكم الهائل التي تفيض به جوانب المعبد محاولين إخلاء المكان المؤدي إلى قدس الأقداس, فحفر المعماريون القدامى حفرة ضخمة في فناء الملك تحتمس الثالث ووضعوا بها مقتنيات مختلفة الأحجام والخامات وعدد من اللوحات وبقايا نقوش وغيرها من آثار الملوك عبر العصور الفرعونية المختلفة.