استجابات وردود فعل كثيرة إيجابية حصلت عليها حملة تمرد سواء من جانب الأحزاب السياسية أو من أفراد المجتمع المصرى، مما يثير تساؤلا حول من يقود الرأى العام المصرى الآن وهل تراجع دور الأحزاب السياسية أمام الحركات الشبابية. ومنذ انطلاق شرارة ثورة الخامس و العشرون من يناير، تغيرت النظرة المجتمعية للشباب،وأصبحت الحركات الشبابية تمثل شريكا أساسيا فى الحياة السياسية المصرية، بل أصبحت الأحزاب السياسية فى عدد من المواقف تبنى رؤيتها ومواقفها بناء على ما يتخذه الشباب الثورى من مبادرات ومواقف. يشير الدكتور حسن نافعة –أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أننا لا نستطيع أن نقول إن هناك موجها وحيدا للرأى العام والأحزاب السياسية تلعب دورها ووسائل الإعلام أيضا تلعب دورا فى هذا، وكذلك مؤسسات المجتمع المدنى، ولكن الملحوظ فى الآونة الأخيرة أن الشباب يعود مرة أخرى إلى الساحة نتيجة لإحسساسه بالإهمال من جانب جميع الأطراف. وأكد نافعة فى تصريحاته "لبوابة الأهرام"، أن إحساس الشباب بالتهميش من جانب النظام الحاكم، بالإضافة إلى عدم إيجاد نفسه داخل الأحزاب المعارضة بشكلها الحالى الضعيف و المنقسم على نفسه، أفسح المجال بشكل أكبر للنشطاء من الشباب الذين يريدون استرجاع زخم الثورة وأن يصبح صوتهم مسموع بشكل أكبر بسبب حالة الإحباط القائمة الآن. وأشار إلى أننا لا نستطيع القول بأن الشباب يلعب نفس الدور الذى لعبه أثناء الفترة الثورية منذ 25 يناير وحتى أحداث 11 فبراير، لكن الوضع الحالى يساعد الشباب فى تشكيل نفسه من جديد خاصة إذا تجاوبت معهم من نطلق عليها "الأغلبية الصامتة" بشكل كبير وهذا ليس مستبعدا. وأضاف د.حسن أن دور المعارضة الآن لا يتسم بالزخم والحيوية، لأن قيادات معظم الأحزاب السياسية هى لأجيال لا تنتمى لشريحة الشباب الذين لم يأخذوا حقهم كاملا حتى فى أحزاب المعارضة وبالتالى ينشط من جديد من خلال قنوات أخرى غير الأحزاب، كالحركات الشبابية أو ينشط بمفرده. وأوضح أن النغمة الثورية لم تعد تخرج من أحزاب سياسية، بل من قطاعات شبابية وفئات الشباب داخل الأحزاب ويبدو أن هناك فرصة الآن لإعادة تشكيل الحركة الشبابية كى تستعيد زخمها الثورى الذى كان في أثناء الثورة لكن هذا يتوقف على مدى تجاوب أغلبية الشعب الصامتة معها. من ناحية أخرى، يرى الدكتور رفعت السعيد -القيادى بجبهة الإنقاذ وقيادى حزب التجمع- أننا لا نستطيع الفصل بين الشباب وبين الأحزاب السياسية فشباب جبهة الإنقاذ موجودة فى مقدمة العمل السياسى ومقدمة الحشد لمظاهرات الجمعة 17 مايو. ويقول فى تصريحاته "لبوابة الأهرام" إنه طبيعى أن يكون الشباب أكثر حماسة وأكثر قدرة وأكثر رغبة فى العمل الجماهيرى، لكن ليس معنى هذا أنهم يفرضون شيئا على الأحزاب، فهم جزء لا يتجزأ من الأحزاب، لكنهم يجتمعون فى شكل منظم خاص بهم ويتخذون من الإجراءات ما يرون أنه يحقق أهداف جبهة الإنقاذ. ويؤكد السعيد أن الشباب هم وقود ثورة 25 يناير والشباب بطبيعتهم أكثر رغبة فى النضال من كبار السن سواء من السياسيين أو المواطن العادى.