قدمت روسيا اليوم الأربعاء احتجاجا رسميا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد احتجازها ما وصفته بأنه عميل لوكالة المخابرات المركزية في موسكو، في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الحادث قد يقوض الثقة المتبادلة بين البلدين. وقال التليفزيون الرسمي إن موسكو طردت بالفعل عميلاً أمريكياً في شهر يناير الماضي. من ناحية أخرى، قال خبراء إن فضيحة التجسس لن تضر بصورة خطيرة بالتعاون بين موسكو وواشنطن. واستدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الأمريكي مايكل ماكفول ، حيث أعرب نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف عن احتجاجه وأبلغه بضرورة مغادرة العميل الأمريكي البلاد في أسرع وقت وذلك وفقا لبيان صدر عن الخارجية الروسية. وكان قد تم الكشف عن العميل ريان فوجل أمس الثلاثاء عندما اتهمته هيئة الأمن الاتحادية الروسية بمحاولة تجنيد أحد خبرائها شمال القوقاز للتجسس لصالح الولاياتالمتحدة. وقد اندهش المراقبون من جوانب غريبة، مثل حقيقة أن فوجل وضع على رأسه شعرا مستعارا أشقر تحت قبعة بيسبول أثناء اعتقاله، وأن حقبة التجسس الخاصة به اشتملت على أدوات تكنولوجية بدائية مثل بوصلة وخريطة لموسكو. كما نشرت وسائل الاعلام الروسية الرسالة التي قالوا إنه كان يحملها معه، والتي تقدم لمن يتم تجنيدهم مبالغ تصل إلى مليون دولار سنويا. ووصف المراقبون الرسالة بأنها تفتقر للخبرة إلى حد مريب وأن المكافأة المعروضة لا يمكن تصديقها. في الوقت ذاته تراجعت التخمينات الأولية بأن القضية ملفقة مساء أمس الثلاثاء، عندما بث التليفزيون الرسمي لقطات فيديو تظهر فوجل وثلاثة من موظفي السفارة الأمريكية ذوي الوجوه الجامدة يتم توبيخهم من قبل مسئول بهيئة الأمن الاتحادية الروسية لارتكابهم "جريمة خطيرة". وفي شريط الفيديو أشار مسئول هيئة الأمن الاتحادية الروسية، إلى أن الحادث وقع بعد أيام فقط من اتفاق البلدين على تعميق التعاون الأمني على خلفية حادث تفجيرات بوسطن. وكان قد أعلن رسميا عن أن فوجل يعمل بوظيفة سكرتير ثالث في القسم السياسي بالسفارة الأمريكية وقد تم تسليمه إلى مقر البعثة الأمريكية بعد جلسة استماع في مكتب لهيئة الأمن الاتحادية الروسية لم يكشف عنه. وقد رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على القضية، مؤكدة فقط أن أحد موظفي السفارة تم احتجازه بصورة مؤقتة. وقال الرئيس بوتين اليوم الأربعاء إن الحادث يعرض محاولات تحسين العلاقات بين الدولتين للخطر. وقال المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، لوكالة ايتار تاس للأنباء "هذا لا يساهم في عملية تعزيز الثقة المتبادلة". وكشفت هيئة الأمن الاتحادية الروسية اليوم الأربعاء أيضا أن عميلا أمريكيا آخر كان قد تم طرده من روسيا في يناير الماضي بعد القبض عليه أثناء محاولته تجنيد عملاء.