استأنفت محكمة جنايات الإسكندرية صباح اليوم السبت نظر الجلسة السادسة من محاكمة المخبرين المتهمين باستعمال القسوة مع الشاب خالد سعيد، الذي لقى مصرعه مطلع يونيو من العام الماضي، واتهمت أسرته مخبرين بالقسم بالتسبب في مقتله. واستجابت المحكمة لطلب دفاع المتهمين تأجيل القضية لجلسة 26 فبراير. قامت النيابة بمرافعة مقتضبة استغرقت نحو خمس دقائق، وطالبت خلالها بتوقيع أقصى عقوبة عن تهمة استعمال القسوة على المجني عليه، والقبض عليه دون وجه حق. استمعت المحكمة لمرافعة المدعين بالحق المدني. وهم أسرة خالد سعيد ومثلهم المحامون رأفت نوار وحافظ أبوسعدة ومحمود البكري عفيفي. وفجر دفاع أسرة خالد سعيد العديد من المفاجآت، حيث طالب ببطلان تقريري الطب الشرعي، اللذين أفادا بوفاة خالد سعيد نتيجة ابتلاعه لفافة بانجو. قال الدفاع في مرافعته :إن التقرير الأول، يعد باطلا لصدوره عن الطبيب محمد عبدالعزيز وهو غير ذي صفة حيث يشترط القانون، أن يمضي الطبيب الشرعي القائم على تشريح اي جثة، وكتابة تقرير عن حالتها، ثماني سنوات في الخدمة.والثابت أن الطبيب الذي أعد التقرير لم يمض بالخدمة سوى ثلاث سنوات فقط، لأنه حديث التخرج، الأمر الذي يصبح معه تقريره باطلا. كما طالب دفاع أسرة خالد سعيد، الذي قامت لجنة ثلاثية برئاسة كبير الأطباء الشرعيين، بتشريح جثته مرة ثانية ببطلان تقرير التشريح الثاني، لأن اللجنة تم تشكيلها بالمخالفة للوائح المكتب الفني لكبير الأطباء الشرعيين، وفقا لما ذكره الدفاع. دفعت هيئة الدفاع ببطلان جميع الإجراءات التي قام بها رجال البحث الجنائي، التي أفادت جميعها أن سبب الوفاة يرجع إلى ابتلاع خالد سعيد لفافة بانجو. وفجر الدفاع مفاجأة جديدة حين كشف عن عدم وجود أثر لهذه اللفافة في القضية رغم أن المحكمة طالبت أكثر من مرة بإحضار هذه اللفافة من مصلحة الطب الشرعي، وهو ما يجعل محور القضية غير موجود. وكشف الدفاع خلال مرافعته عن وصول رجال المباحث، قبل النيابة العامة إلى المشرحة وقيامهم بغسل الجثة مما طمس معالم الجريمة وآثارها، وعندما انتقلت النيابة، لم تكن أول من شاهد الجثة وعاينها. وكانت المحكمة قد قررت تأجيل نظر القضية يوم 25 ديسمبر من العام الماضي إلى جلسة اليوم لاستماع مرافعات الدفاع من الطرفين من محاميي أسرة خالد سعيد من ناحية ومحاميي المخبرين المتهمين من جانب آخر وذلك بعد أن استمعت المحكمة لأكثر من14شاهد نفي وإثبات في القضية وتعد مرافعة الدفاع هي الجزء الأخير والنهائي من نظر القضية التي بدأت المحمكة برئاسة المستشار موسى النحراوي نظر أولى جلساتها يوم25سبتمبر من العام الماضي.. ومن المتوقع أن تستمر مرافعات الدفاع لجلستين تقوم بعدها المحكمة بإصدار حكمها النهائي في القضية التي شغلت الرأي العام وأثارت جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية والحقوقية المحلية والدولية. كانت "بوابة الأهرام" قد رصدت صباح اليوم لأول مرة وجود حوالي 6 من عربات الإطفاء تحيط بمقر مجمع محاكم الإسكندرية بمنطقة المنشية على الكورنيش، في أثناء نظر قضية مقتل الشاب خالد سعيد. تم تشديد الإجراءات الأمنية، وانتشرت أجهزة كشف المفرقعات، بينما، تواجد خارج المحكمة، عدد كبير من النشطاء والحقوقيين، وأهالي المتهمين. .