بعد عام على غرق سفينة كونكورديا شهدت إيطاليا كارثة بحرية جديدة مساء الثلاثاء مع اصطدام حاملة حاويات ببرج مراقبة في مرفأ جنوى ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وفقدان عشرة آخرين. وبعد ساعتين على الحادث الذي وقع قرابة الساعة 11,30 بتوقيت جرينتش وصلت الحصيلة المؤقتة التي وضعتها قوات الأمن الى ثلاثة قتلى هم رجلان من إدارة الميناء واحد مرشدي السفن، وأربعة جرحى وثمانية إلى عشرة مفقودين. وقرابة الساعة 3,30 كانت السفينة قطرت وفرق الإغاثة تواصل عمليات البحث في الموقع وشاهد مصور فرانس برس سفينة إطفاء في حوض المرفأ. وأعلن رئيس بلدية جنوى ماركو دوريا "الحداد الشعبي" جراء "الحادث البالغ الخطورة الذي وقع في المرفأ والذي يطاول المدينة برمتها" على ما أفادت وكالة أنسا الإيطالية للأنباء. وعند الخروج من ميناء جنوى الذي يعتبر أكبر مرفأ صناعي وتجاري في ايطاليا، قامت حاملة الحاويات التابعة لشركة ميسينا بمناورة خاطئة لسبب لم يعرف بعد واصطدمت مباشرة ببرج بالاتزيني بيلوتي الذي يشرف على حركة جميع السفن في الميناء. وقال موظف في شركة ميسينا مالكة السفينة والمتمركزة في جنوى أن حاملة الحاويات "توجهت صوب البرج لكننا لا نعرف حتى الآن السبب خلف ذلك". وصدمت السفينة بقوة برج المراقبة وهو هيكل معدني مرتفع يحوي مكاتب مرشدي السفن وخفر السواحل فمال بزاوية 45 درجة وغاص قسم منه في المياه. وسقط الأشخاص الذين كانوا في البرج في الماء فتمكن غطاسو الإطفاء الذين هرعوا بسرعة إلى المكان من انتشال ستة منهم أحياء وثلاث جثث. وواصل الغطاسون عمليات البحث خلال الليل مركزين على محيط البرج المعدني. وبحسب فرق الاغاثة في الموقع فان ثلاثة من المفقودين كانوا في مصعد البرج عند وقوع الحادث ولا يعرف ما اذا كانوا سقطوا في الحوض حيث لا يزال حطام البرج مغمورا بالمياه. وأوضح خفر السواحل لصحيفة ايل سيكولو 19 المحلية "كان هذا الوقت الذي يوجد فيه أكبر عدد من الأشخاص في البرج" لأن الحادث تزامن مع توقيت تغيير فرق العمل في إدارة المرفأ فيه. وكان مجهز السفينة ستيفانو ميسينا تحت وطأة الصدمة عند وصوله الى موقع الحادث وقال وهو على شفير البكاء "لم يسبق أن حصل أي شيء كهذا، اننا يائسون". كما هرع رئيس سلطات المرفأ لويجي ميرلو ورئيس البلدية ماركو دوريا الى الموقع. وقال ميرلو "انها مأساة فظيعة، اننا تحت وطأة الصدمة والذهول" مضيفا "في الوقت الحاضر أنه حادث غير مقبول، صدمة لا تصدق لجميع العاملين في المرفأ. لكننا الآن نفكر فقط في الضحايا. لاحقا سنحاول أن نفهم". وأفادت وكالة أنسا أن النيابة العامة في جنوى فتحت تحقيقا على الفور وفرض نائب المدعي العام الحجز على السفينة وقام باستجواب القبطان. والسفينة طولها حوالى 200 متر وعرضها 30 مترا وزنتها تزيد عن 40,500 طن. ويبدو بحسب الشهادات الأولية أن محركين توقفا ما جعل من المستحيل السيطرة على السفينة. ويعيد هذا الحادث بشكل أليم إلى ذهن الإيطاليين ذكرى مأساة كوستا كونكورديا، السفينة السياحية التي غرقت في 13 يناير 2012 بعدما صدمت صخرة على مقربة من جزيرة جيليو ما أوقع 32 قتيلا.