يواجه بعض النجوم الذين حققوا شهرة كبيرة من خلال وجودهم في أعمال فنية مصرية العديد من الاتهامات تدور أغلبها حول تغير شخصيتهم الإنسانية بعد تحقيقهم النجومية في مصر، بعدما كانوا يتظاهرون بالتواضع في بداية مشوارهم الفني بمصر، تبدلت الأوضاع بشكل مفاجئ بعد النجاحات التي تحققت لهم. وتتصدر الفنانة اللبنانية سيرين عبدالنور قائمة النجوم الذين توترت علاقتهم بأهل الصحافة والإعلام في مصر أخيرًا، بخاصة بعد نجاحها في مسلسل "روبي" حتي إنها ابتعدت عن التواصل مع العديد من الصحفيين الذين ساندوها في بداية مشوارها الفني بمصر، وتحديدًا في الفيلم السينمائي "رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة" مع الفنان محمد هنيدي والذي عرض قبل بضع سنوات، إلا أن سيرين تنفي عن نفسها تهمة الغرور وعدم الرغبة في التواصل مع الإعلام المصري، وتؤكد أنها تحترمه كثيرًا، وأن هناك من يحاول إيهام البعض بأنها تحولت إنسانيًا في الآونة الأخيرة. أما الفنان السوري جمال سليمان الذي كان مسلسل "حدائق السيطان" "وش السعد" عليه، وتحققت له شهرة عريضة في الشارع المصري بعد عرض العمل الصعيدي، فإنه لم يسلم هو الآخر من الهجوم، وبخاصة أن أخباره لم تعد تعرف من خلاله، وهناك من يتولى إرسال أخباره إلي وسائل الإعلام، كما أنه يفرض شروطه على من يريد أن يجري معه حوارًا صحفيًا في مصر بطريقة يراها البعض مبالغًا فيها. دبلوماسية جمال سليمان تجعل الاتهامات الموجهة إليه من السهل الرد عليها بالنسبة له فهو يري نفسه مواطن سوري مصري وعلاقته قوية بمعظم أفراد الوسط الفني والإعلامي، ولا يمكن أن يتعالى علي أحد؛ لأن شخصيته الإنسانية معروفة لكل القريبين منه، وهو لا يشغل باله بمثل هذا الكلام، ويركز فقط في فنه. وبرغم أن الفنانة التونسية درة موجودة بكثافة في الصحافة والشاشات التليفزيونية فإن البعض يرونها تتعالى عليهم، وظهر هذا في طلباتها المادية التي تفرضها علي البرامج التليفزيونية التي تود استضافتها ولا تستثني الفضائيات المصرية من هذه الشروط، وهي تري أنها غير مخطئة في سياستها هذه لأن المسألة عرض وطلب والفضائيات التي تستضيفها تستفيد من ظهورها هي وغيرها من الفنانين وتجذب المشاهد والمعلن وهي لا تبالغ في أجرها وتراه يتناسب مع اسمها الفني الذي حققته بمجهودها ودعم الجمهور المصري لها، وهي تكن له كل احترام ولا تتعالى عليهم. أما الفنانة اللبنانية نيكول سابا فلها رأي خاص في موضوع تغير شخصية أي فنان، سواء كان مصريًا أو لبنانيًا أو خليجيًا على جمهوره، وتري نيكول أن الجمهور الذي منح الفنان ثقته وجعله نجمًا، لا يستحق أن يتعالى عليه أحد، ولابد للفنان أن يتواصل معه من خلال الإعلام، ويرد دائمًا على الاستفسارات الخاصة به خاصة الشائعات التي تطلق من الحين إلي الآخر. وتحاول المطربة الأردنية ديانا كرزون التأكيد دائمًا أن شخصيتها الإنسانية لم تتغير بعد أن حققت شهرة في مصر؛ لأنها لا يمكن أن تخسر جمهورها؛ ولأنها متصالحة مع نفسها وتعرف جيدًا أن الغرور إذا تسلل إلي وجدان الفنان فإنه لن يعيش طويلًا وستنتهي نجوميته سريعًا، وكل النجوم الكبار الذين حققوا شهرة كبيرة في الشارع العربي تميزوا بالبساطة والتواضع. أما المطرب الإماراتي حسين الجسمي فهو يحظي بقبول لدي الشارع المصري بخاصة أن الكثيرين يرون أن صوته قريب من الناس في مصر وكانت أغنية "أهل كايرو" التي قدمها قبل نحو ثلاث سنوات خير دليل علي ذلك، وهو لم يتغير لحظة بعد تحقيقه للشهرة في مصر، ونفس الأمر ينطبق علي الفنان الكويتي نبيل شعيل الذي يحظى بقبول كبير في مصر، ولم ينضم لقائمة النجوم الذين يتعالون علي جمهورهم بمجرد وصولهم لدرجة معينة من النجومية. الموسيقار حلمي بكر يرى أن النجم الذي يصاب بداء الغرور سينتهي سريعًا؛ لأن الجمهور لا يقبل أن يتعالى عليه؛ لأنه سبب ما وصل إليه النجم من شهرة، ثم إن الإنسان الذي تتغير شخصيته الإنسانية لا يركز في العمل، وبالتالي يقل إبداعه ويجد الجمهور أنه غير قادر علي التواصل معه. ويؤكد بكر أن صفة التعالي والغرور غير مرتبطة بكون النجم مصريًا أو عربيًا؛ لأنها موضوع إنساني بحت مرتبط بالبيئة والتنشئة الاجتماعية، وهناك العديد من النحوم المصريين والعرب لا يمتلكون الموهبة الحقيقية التي تؤهلهم للنجومية، ولكن بمساندة الجمهور وبقدر من القبول حققوا المال والشهرة، وبالتالي فغرورهم أمر غير منطقي على الإطلاق. محمد ماهر معد برامج تليفزيونية ينتقد بشدة حالة الغرور التي تنتاب بعض النجوم العرب الذين يحرصون -فور قدومهم إلي مصر- على التواصل الإيجابي مع وسائل الإعلام، وبعد فترة يحققون النجومية، ويتجاهلون وسائل الإعلام، بل ويطلبون مبالغ مادية كبيرة من أجل الظهور في برامج التليفزيون، ولا يفرق معهم كون التليفزيون خاصًا أو حكوميًا، كما أن هناك من يشترط أن يتقاضي أجرًا بالدولار كأمر تعجيزي حتي لا تنجح استضافته، ولا يشغل النجم باله بغضب القائمين على البرامج؛ لأنه ليس بحاجة لهم الآن بعد أن حقق كل أحلامه.