وصف أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الإعلان الذى أصدره القادة العرب اليوم فى ختام أعمال القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية حول الارهاب ورفض التدخلات الأجنبية فى الشأن العربى، بأنه بمثابة رسالة تحذير لكل من يرغب فى التدخل فى الشأن العربى والقضايا الداخلية للعرب. وقال أبو الغيط، خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية والمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة فى ختام أعمال القمة بشرم الشيخ، إن إصدار هذا البيان جاء بمبادرة من جانب مصر والأمانة العامة للجامعة العربية لتأكيد رفض العرب لأى تدخلات أجنبية فى شئونهم الداخلية من نافذة الادعاء بحماية فئة أو أقلية. وأكد أبو الغيط أن اقتراح مصر عقد القمم الاقتصادية يعكس جديتها في العمل من أجل دفع التعاون العربي وخلق فرص عمل للشباب والتصدي لظاهرة البطالة. وقال: إن من يتابع خطابات الرئيس مبارك علي مدي السنوات بل والعقود الماضية يدرك إلى أي حد أعطي أولوية لقضايا التنمية في مصر، وخاصة للشباب، وقال: إن معدل البطالة في مصر ليس بالدرجة التي هو عليها سواء في تونس 20% أو حتي في دول كبيرة مثل الولاياتالمتحدة (15%). وحول أسباب عدم التطرق خلال القمة إلى الأحداث الأخيرة فى تونس، أرجع أبو الغيط ذلك إلى أنها قمة اقتصادية، قائلا: "إن هذا ليس عيبا لأنها قمة اقتصادية لا تتطرق إلى الشئون السياسية". وشدد أبو الغيط على أن القمة العربية المقبلة، التى ستعقد ببغداد فى مارس المقبل، ستتناول بالتأكيد الشأن التونسى، مؤكدا أن مصر تتفهم ما حدث فى تونس وتحترم اختيارات الشعب التونسى. وقال موسي: إن الشأن التونسي لم يكن غائبا عن اهتمامات القادة أو القمة، مشيرا إلي أن وزراء الخارجية ناقشوا هذا الموضوع خلال اجتماعهم التشاوري واستمعوا الي وزير الخارجية التونسي لعرض شامل حول الوضع هناك، مشيرا إلي وجود تواصل عربي مع الأخوة في تونس والحكومة القائمة بشأن ما يجري هناك. وردا على سؤال حول عدم شعور المواطن العربى بشكل كاف بأن المؤتمرات العربية نجحت فى تحقيق مصالح الشعوب اقتصاديا وتنمويا، قال المهندس رشيد :إنه لا يجب النظر إلى قمة اليوم على أنها بداية الجهد الاقتصادى والتنموى العربى ولا نهايته. وتابع "إننا لم نصل بعد لما نهدف إليه جميعا ولا يزال مطلوبا المزيد من العمل من جانب الحكومات ومزيدا من التفاعل من جانب المجتمع المدنى ، ولكن يجب ألا نتغافل عن أن هناك تحركا وإنجازا قد تم خلال القمة وما سبقها من اجتماعات سواء على مستوى رجال الأعمال أو الجامعة العربية . وعلق أبو الغيط على هذا السؤال، موضحا أن فلسفة إطلاق هذه القمم الاقتصادية المتخصصة لم يمض عليها أكثر من عامين، وقال: "إننا نعد فى بداية جهد اقتصادى وتنموى كبير نعتقد ونأمل أنه سيولد النتائج المرجوة مع مضى السنين. كبداية فإن ما حدث حتى الآن يعد شيئا جيدا، خاصة وقد أدرك العالم العربى ما يحتاجونه من تعاون وتكامل فى مشروعات البنية التحتية والربط البحرى والنهرى والسكك الحديدية والانترنت وباختصار يمكن القول :إن الطريق بات الآن واضحا". وقال رشيد: إن المنطقة العربية في حاجة إلي خلق مليون و800 ألف فرصة سنويا عمل وأن هذا الأمر لن يتحقق إلا بجذب الاستثمارات ،لافتا الي أن القطاع الخاص العربي هو المحرك الرئيسي لخلق هذه الفرص ، مؤكدا أن العيب ليس في المستثمرين وإنما في ضرورة خلق وتوفير المناخ المواتي سواء في كل دولة، أو بين الدول العربية. وتابع قوله: إن هناك عدم ثقة سواء بين الحكومات والقطاع الخاص أو بين الشعوب وهذا القطاع، وأن هذا هو السبب في عدم تدفق الاستثمارات بهذه المنطقة، مشددا علي أنه ليس بالضرورة أن يتفق العالم العربي سياسيا، وانما أن يتم التغلب علي هذه الخلافات بخلق المصالح الاقتصادية وهو ما يجري الآن.