تسببت أعمال الحفر غير المدروسة وغير المراقبة، من أي جهة تقريبا، التي يقوم بها مقاولو الصرف الصحي بمدينة سمالوط في تدمير خط المياه الرئيسي الذي يغذى حي المعصرة شرق بالمدينة أكثر من مرة، وفي أكثر من موضع حتى أصبح "مرقعا" من كثرة الوصلات التي تم تركيبها فيه، ورغم تكرار الخطأ أكثر من مرة خلال الشهرين الماضيين إلا أن مسئولى مجلس المدينة بسمالوط، لم يكلفوا أنفسهم اشتراط وجود مهندس أو متخصص من شركة المياه، يتابع مسارات الحفر ويتأكد من أنها لا تتعارض مع خطوط المياه. بل إن مقاولي الباطن الذين يقومون بأعمال الحفر لا يكلفون أنفسهم عبء وجود مهندس مختص يحدد ويراقب مسارات الحفر، ويتركون الأمر لمجموعة العمال الذين يقرون بأنهم لا يعرفون شيئا عن خطوط المياه أو كيفية التعامل معها، ويتضح من الصورة أن العمال قاموا بربط خط المياه الرئيسي بالحبال في ماسورة أعلاه بطريقة بدائية. وقد كشف أحد المختصين لمراسل "بوابة الأهرام" عن أنه لو تم فتح المياه بمعدلها الطبيعي لن تتحمل الحبال ثقل الخط وستنفجر الماسورة، وهو ما حدث بالفعل منذ ثلاثة أسابيع. ويبدو أن مسئولي شركة المياه قرروا إراحة بالهم بالقيام بقطع المياه يوميا عن أهالي منطقة المعصرة شرق بمدينة سمالوط وتحديدا سكان منطقة "تحت المحطة" من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثامنة مساء تقريبا، وعندما تأتي المياه تكون خيطا رفيعا، لا يكاد يفي باحتياجات الأهالي. وقد استمر هذا الوضع لمدة تجاوزت الشهر حتى الآن، ومع تعدد شكاوي المواطنين تعددت الأعذار الواهية ما بين وجود عطل، أو مشكلة في المحطة الرئيسية الجديدة التي مضى على تشغيلها الفعلي أقل من عام، وآخر هذه الأعذار تأثر مياه الشرب بالسدة الشتوية، ومازالت المياه تنقطع والأعذار تتعدد دون أي مراعاة لأن الماء من أهم الاحتياجات البشرية، بل من أهم "حقوق الإنسان". يُذكر أن سكان مدينة سمالوط يعانون معاناة مريرة مع مياه الشرب، ومشروع الصرف الصحي الذي أعاد مدينة سمالوط سنوات إلى الوراء، رغم أنه من المفترض أن يدفع في اتجاه تطوير البنية التحتية للمدينة. واستمر العمل به فترة تجاوزت 10 سنوات حتى الآن، وخلال العام الأخير أحال معظم أحياء المدينة لحفر وبرك ومستنقعات، ودمر شبكات المياه، وتسببت معداته في قطع الكهرباء عن سكان عدد من أحياء المدينة أكثر من مرة، إضافة إلى عدد كبير من الشكاوى التي حررها المواطنون ضد مقاولي الباطن، الذين ينفذون أعمال الحفر. وقد وصل الأمر إلى مداه عندما قام هؤلاء المقاولون بحفر آبار صرف عدة ضخمة وتركها دون تغطية لمدة تجاوزت شهرا حتى الآن، ومن أكبرها بئر الصرف الواقع بحي المعصرة شرق بجوار محطة السكة الحديدية، في شارع المحطة وهو شارع رئيسي يرتاده العديد من المواطنين وطلاب المدارس، والبئر المشار إليها ذات عمق أكبر من 20 مترا، ويبلغ قطرها نحو أربعة أمتار، وممتلئة بالمياه، متروكة دون تغطية، أو حتى إحاطتها بسور يحول دون سقوط المارة، خصوصا الأطفال.