الشكوي من طفح المجاري وتهالك شبكاتها جعلت من الصرف الصحي في كافة محافظات مصر بلا استثناء أم المشكلات بعد أن أصبحت مشكلة متعددة الجوانب لتأثيرها المباشر علي حياة المواطن وتأثيرها السلبي علي صحته وبيئته وقد تفاقمت المشكلة لأسباب عديدة منها كثرة المناطق العشوائية التي أصبحت بؤرا للإسكان المخالف لكل الاشتراطات الصحية البيئية وكذلك التوسع بدون تخطيط في المناطق السكنية القديمة دون أن يتواكب مع هذا التوسع نهوض مماثل لشبكات الصرف بها مما يسفر عن طفح المجاري في الطرق والميادين وارتفاع منسوب المياه بها إلي مستوي المباني السكنية. وشكوي الأهالي من غرق امتعتهم وأثاثهم إلا أن كثيرا من حالات تفاقم مشكلة الصرف الصحي هو ما ارتبط بمشاكل الفساد المالي الذي انتشر في مصر في عهد ما قبل ثورة يناير نتيجة للتواطؤ بين الأدارات الحكومية ومقاولي التنفيذ, وهو الأمر الذي أدي لتنفيذ مشروعات غير مطابقة للمواصفات سواء باستخدام وصلات ضيقة الاتساع أو تنفيذ مشروعات بدون محطات تجميع للمخلفات مما يؤدي لارتداد مياه الصرف للمنازل مرة أخري ليتأكد بالفعل أن مشكلة الصرف الصحي قد احتلت المرتبة الأولي ضمن مشاكلنا حتي أصبحت هي أم المشكلات. سيارات الكسح ضيف غير مرغوب فيه بمراكز المنيا المنيا حجاج الحسيني: من بين11 مركزا ومدينة بمحافظة المنيا لايزال مركز سمالوط المركز الوحيد المرفوع من خدمة الصرف الصحي حيث يجري حاليا تنفيذ المشروع في المركز في حين توجد مشاكل فنية أخري تعوق خدمة الصرف الصحي في بعض المناطق بباقي المدن والمراكز. ففي منطقة شرق المحطة بمركز ملوي تم توصيل شبكة الصرف الصحي بالمنطقة منذ أكثر من عام ولكن المشروع معطل في المنازل التي لاتزال تقوم بالتخلص من مياه الصرف الصحي من خلال سيارات الكسح وذلك بسبب عدم الانتهاء من خزانات التجميع. أما في منطقة أبو هلال جنوب مدينة المنيا وهي من أكثر المناطق العشوائية كثافة بالسكان توجد مشاكل فنية في توصيل مواسير الصرف في الشوارع بسبب ضيق الشوارع والتي لا يتجاوز عرضها من متر الي مترين مما اضطر الأهالي الي عمل توصيلات صرف غير مطابقة للمواصفات الفنية دون علم المسئولين. إبراهيم عبدالهادي قطب من سكان منطقة شرق المحطة بمركز ملوي يقول: استبشرنا خيرا بتوصيل خدمة الصرف الصحي الي مركز ملوي حيث وصلت الخدمة بالفعل الي المنازل في معظم الأحياء بالمركز ولكن المشكلة لاتزال قائمة في منطقة شرق المحطة, حيث تم توصيل المواسير في الشوارع وكذلك الوصلات الخاصة بالمنازل, ولكن العمل متوقف في خزانات التجميع, وبالتالي لم يتم الاستفادة من خدمة الصرف الصحي, ونضطر الي استخدام سيارات الكسح في شفط مياه الصرف الصحي. أما في منطقة أبو هلال جنوب مدينة المنيا فيقول عنها المواطن خالد محمد عبدالعزيز إن سكان المنطقة يعيشون في مأساة حقيقية حيث يصل منسوب مياه الصرف الصحي الي نصف متر وأن مسارات الصرف تصل الي مستوي عدادات المياه في بعض المنازل بعد ارتفاع مستوي الشوارع, وأشار المواطن الي أن سبب مشكلة انفجار مواسير الصرف المتكرر يرجع الي صغر قطر المواسير التي تصل الي10 بوصات بينما المفترض أن يصل حجم الماسورة الي18 بوصة. المشكلة الكبيرة المتعلقة بالصرف الصحي بالمنيا تتمثل في محطة الصرف القديمة والمتهالكة بمدينة المنيا والتي تمثل خطورة بالغة بسبب إلقاء60 ألف متر مكعب من هذه المحطة في مصرف المحيط ثم في مجري النيل دون معالجة ورغم أن الأزمة أو المشكلة قديمة ومتفاقمة إلا أن مشروع المحطة البديلة بالظهير الصحراوي الغربي لم يتم الانتهاء منها. موقف مشروعات الصرف الصحي بمحافظة المنيا كما يقول المهندس رضوان فتحي خليفة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة المنيا لمياه الشرب والصرف الصحي يتمثل في توصيل الخدمة الي جميع مراكز ومدن المحافظة عدا مركز سمالوط فقط حيث يجري حاليا الانتهاء من تنفيذ المشروع ومن المتوقع تشغيل الخدمة في نهاية العام الحالي, أما بالنسبة لمحطة معالجة الصرف الصحي بقرية تله والتي تخدم مدينة المنيا فقد تم إنشاء المحطة عام1960 بطاقة40 ألف متر مكعب/ يوم ونتيجة للزيادة السكانية أصبحت كمية مياه الصرف التي تصل الي60 ألف متر مكعب/ يوم وأن الحل البديل لهذه المحطة هو محطة الصرف الصحي بالظهير الصحراوي الغربي والتي يتم تنفيذها بطاقة90 ألف متر مكعب/ يوم في المرحلة الأولي ترتفع الي120 ألف متر مكعب/ يوم في المرحلة الثانية وثم الانتهاء من95% من أعمال المرحلة الأولي, حيث تم تنفيذ محطة رفع من المحطة القديمة الي المحطة الجديدة لنقل مياه الصرف الصحي من خلال مواسير بطول22 كيلو مترا وأنه من المقرر استغلال مياه محطة المعالجة الجديدة بالظهير الصحراوي في زراعة غابة شجرية علي مساحة6 آلاف فدان. وبالنسبة لخطة إحلال وتجديد شبكات مياه جنوب وغرب مدينة المنيا والكلام لايزال علي لسان رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا حيث تعاني تلك المناطق من مشاكل مزمنة في شبكات الصرف الصحي باعتبار هذه المناطق ذات كثافة سكانية عالية. وأن أغلب المنازل عشوائية وبدون تخطيط عمراني ومعظم الشوارع بها ضيقة وعرضها لايتجاوز متر الي مترين, كما أن منسوب الشوارع منخفض عن منسوب مواسير الصرف الصحي, وأنه يوجد بهذه المناطق توصيلات عديدة غير مطابقة للمواصفات الفنية لتوصيلات الصرف الصحي, حيث يتم توصيلها خلسة دون علم المسئولين في السنوات الماضية. سياحة مطروح تغرق في الصرف الصحي مطروح- عاطف المجعاوي مشكلات الصرف الصحي لم تعد مقصورة علي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بل انها امتدت لواحدة من أهم المحافظات السياحية النائية علي حدودنا الغربية وهي مرسي مطروح التي أصبحت بعيدة عن العين وعن القلب من مسئولي الصرف الصحي حيث واجهت عدة مدن بالمحافظة مشاكل التعثر في تنفيذ المشاريع بينما تظل5 مدن أخري بلا صرف صحي علي الاطلاق! وبالرغم من التقدم الهائل الذي تشهده محافظة مطروح في المجال السياحي بها والمتمثل في انشاء منتجعات وقري سياحية فندقية هدفها جذب واستقطاب السياح من مختلف دول العالم الا أن البنية الأساسية بالمدن التابعة للمحافظة لا تتواكب مع هذا التقدم حيث تنعدم مشروعات الصرف في مدن العلمين والضبعة والنجيلة والسلوم وسيدي براني التي مازالت حتي الان تعتمد علي سيارات الكسح لشفط مخلفات الصرف الصحي من البيارات حيث لم يتم ادراج تلك المدن حتي الأن في مشروعات الصرف الصحي القادمة!بالرغم من اتساع تلك المدن التي جذبت العديد من السكان اليها مثل مدن الضبعة والعلمين التي تعد من المدن الساحلية. والغريب أن مشروع الصرف الصحي بواحة سيوة الذي بدأ منذ عام2002 وكان من المقرر أن يتم الانتهاء منه عام2007 لم يتم انجازه حتي الأن حيث كان يتضمن المشروع انشاء محطتين رئيسيتين للصرف بالاضافة إلي11 محطة فرعية وحتي الان جار العمل في محطة رئيسية وتم الانتهاء من3 محطات فرعية فقط ولم يتم تنفيذ شبكة الانحدار لتجميع مياه الصرف من المنازل إلي المحطات الفرعية ومنها إلي المحطة الرئيسية ثم إلي محطة المعالجة ومنها إلي الغابة الشجرية بالاضافة إلي عدم تنفيذ8 محطات فرعية وقد تأخر تنفيذ المشروع أكثر من10 سنوات وتعتمد الواحة حاليا علي البيارات وسيارات الكسح. وقد أكد السيد سمير بلال رئيس مركز ومدينة سيوة أن التأخير في مشروع الصرف الصحي بسيوة يتعارض تماما مع الخطة التي يجري تنفيذها حاليا للحفاظ علي واحة سيوة خالية من التلوث بجميع اشكاله خاصة وان الواحة تشهد حاليا طفرة سياحية كبري بها والمتمثلة في تشييد العشرات من القري والمنتجعات السياحية ذات الطابع البيئي والتي تجذب السياح من مختلف دول العالم. وقد أكدت مصادر مسئولة للأهرام بأن السبب في التأخير في التنفيذ لمشروع الصرف الصحي بواحة سيوة يعود إلي نزاع قضائي بين الشركة المنفذة ووزارة الاسكان والمرافق لفروق الاسعار في خامات البناء مما أدي إلي توقف المشروع لسنوات. والعجيب أنه بالرغم من بدء تنفيذ مشروع الصرف الصحي بمدينة مطروح منذ أكثر من15 عاما إل أن مشروعات الصرف الصحي لم تنته حيث يوجد حاليا أحياء مثل حي الزهور وحي الشروق لم تدخل في خطة تنفيذ مشروعات الصرف الصحي بالرغم من أن تلك الاحياء تقع داخل الكتلة السكنية وهي من المناطق المزدحمة حيث توجد بها العشرات من العمارات السكنية الشعبية التابعة للمحافظة بالاضافة إلي مدارس ووحدات صحية ويسكن بها30% من عدد سكان المدينة وتعتمد حاليا علي سيارات الكسح من البيارات!ويؤكد السيد يحيي عباس رئيس مدينة مرسي مطروح أنه سيتم الانتهاء من مشروع الصرف الصحي بمنطقة باب البحر الواقعة بالكورنيش الشرقي لمدينة مرسي مطروح بعد أن تأخر تنفيذ المشروع أكثر من عام حيث من المنتظر أن يتم افتتاح هذه المرحلة قبل الصيف المقبل وذلك بعد أن تدخل السيد طه محمد السيد محافظ مطروح لدي وزارة الاسكان والمرافق للانتهاء منها نظرا لوقوع تلك المنطقة علي شواطئ يزورها أكثر من مليوني مصطاف خلال شهور الصيف ويجري حاليا الاستعداد لرصف طريق الكورنيش من منطقة الفيروز حتي اندلسية بطول6 كيلو مترات بعد تركيب مواسير الصرف الصحي به. وفي نفس السياق نجد ان مشروع الصرف الصحي بمدينة الحمام وهي من المدن الكبيرة بمحافظة مطروح متوقف منذ أكثر من عامين حيث تم حفر الشارع الرئيسي وعددا من الشوارع الفرعية بالمدينة ووضع مواسير الصرف الصحي وتوقف المشروع منذ عام2009 ويتم حاليا الصرف عن طريق سيارات الكسح من البيارات ولم يتم الانتهاء من محطات الرفع الرئيسية أو الفرعية بالمشروع الذي كان من المقرر الانتهاء منه العام الحالي.