أكثر من 75 % سكان قري محافظة البحيرة, فضلا عن مركز وادي النطرون, يعانون مشكلات الصرف الصحي, حيث تسببت الزيادة السكانية المطردة والاستهلاك المتزايد للمياه في ارتفاع مستوي المياه السطحية بالتربة التي بدأت في مهاجمة أساسات المنازل ليظهر الرشح في الجدران, بينما تطفح في المناطق الضعيفة والشوارع ذات المنسوب المنخفض, والمشكلة باتت تمثل خطورة كبيرة علي الوضع البيئي بالقري. يوضح إبراهيم حمزة أحد أبناء قرية البريجات أن القرية وغيرها من القري المماثلة تعوم علي بحر من المياه الجوفية, ويلجأ الأهالي إلي استخدام سيارات الكسح لسحب مياه الصرف الصحي من الطرنشات, وتتراوح تكلفة النقلة الواحدة بين10 جنيهات و15 جنيها, وللأسف الشديد سرعان ما تمتلئ الخزانات مرة أخري بالمياه لكون أغلبها ليس مصمتا فتتسرب المياه إليه ثانية مما يرهق كاهل الأسر الفقيرة. ويكشف عن أن معظم أبناء القري أنفقوا جزءا كبيرا من مدخراتهم بل وباعوا أرضهم حتي يتمكنوا من إعادة بناء منازلهم القديمة التي هاجمها الرشح ومياه الصرف الصحي, وعند عملية الإحلال والتجديد يقومون برفع منازلهم عن مستوي الأرض بأكثر من150 سم هربا من المياه الجوفية, لتعاود المياه مهاجمة المنازل ذات المنسوب المنخفض. أما المهندس سعيد قمح, أحد أبناء قرية قراقص فيقول: يبلغ تعداد سكان القرية30 ألف نسمة ولا يفصلها عن دمنهور العاصمة سوي مسافة قدرها كيلو متر واحد, ورغم ذلك انهار أكثر من منزل قديم بسبب مياه الصرف الصحي فيما تحاصر المياه البيوت ذات المنسوب المنخفض. ويكشف عن سيارات وجرارات الكسح تلقي حمولاتها من مياه الصرف الصحي في المصرف العمومي, وللأسف هناك مساحات كبيرة من الأراضي تعتمد علي المصرف كمصدر لمياه الري, كما يشير إلي إيجاد مياه الصرف الصحي لبرك من المياه الراكدة يتكاثر عليها الذباب والباعوض, وتنبعث منها الروائح الكريهة, كما تمثل بؤرا خطيرة للتلوث والإصابة بالأمراض المعدية. ويضيف أن أهالي القرية قاموا من جانبهم بجمع الأموال اللازمة لشراء قطعة أرض لإنشاء محطة رفع عليها علي أمل إنشاء خط طرد يربطنا بمحطة المعالجة في دمنهور, لكن للأسف لم يتم إدراجنا ضمن خطة الصرف حتي الآن, وعندما نتحدث إلي أي مسئول يكون الرد هو عدم توافر الاعتمادات المالية. ومن وادي النطرون يشير عطية السيد أحد أبناء الوادي إلي معاناتهم المتواصلة والمتمثلة في الطفح المستمر لمياه المجاري وعدم افتتاح مستشفي وادي النطرون, ووجود بركة كبيرة من مياه الصرف الصحي علي مساحة20 فدانا تحتوي علي أكثر من مليوني متر مكعب من المياه الملوثة التي تهدد بإغراق غرب المدينة في لحظة خاصة خلال فصل الشتاء لعدم الانتهاء من مشروع الصرف الصحي والاعتماد علي الآبار الجوفية في الحصول علي مياه الشرب رغم ارتفاع نسبة ملوحتها التي تصل إلي7000 جزء في المليون, مما يجعلها في معظم المناطق غير صالحة للشرب, فضلا عن الانقطاع المتكرر لها. من جانبه أعلن المهندس محمد مختار الحملاوي محافظ البحيرة بدء توصيل الصرف الصحي لعدد17 قرية وعزبة بمركزي أبو حمص والمحمودية بتمويل مشترك بين البنك الدولي للإنشاء والتعمير والحكومة المصرية يبلغ نحو150 مليون جنيه. وأوضح الحملاوي أن هذه القري تضررت كثيرا من ارتفاع منسوب المياه الجوفية ورشح مياه الصرف بها, مشيرا إلي قيام شركة مياه الشرب والصرف الصحي بإنهاء أعمال الطرح والإسناد, تمهيدا للبدء في التنفيذ خلال الشهر المقبل, مؤكدا أن توصيل الصرف لباقي القري سيتم تباعا متي توافرت الاعتمادات المالية اللازمة لذلك.