قرية حرارة التابعة لمجلس مدينة حوش عيسي بالبحيرة لم يزرها أي مسئول منذ أكثر من30 عاما لكونها سقطت من حسابات المسئولين لجأ الأهالي إلي الاعتماد علي أنفسهم في حل المشكلات والتي كان أخطرها الارتفاع الكبير في منسوب المياه الجوفية والطفح المستمر لمياه الصرف الصحي. فأقاموا شبكة من المواسير بالجهود الذاتية لتصريف المياه في مصر مجاور وعندما شرعت الدولة في إنقاذ القرية بإدراجها ضمن خطة الصرف الصحي توقف المشروع لعدم توافر الاعتمادات. عن معاناة أبناء القرية يوضح محمود بركات(25 سنة) أحد أبناء القرية والحاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية أن قرية حرارة التي يقطنها أكثر من5 آلاف أسرة تعوم علي بحر من المياه الجوفية, بسبب تشبع الطبقة السطحية من التربة بمياه الصرف ومع الزيادة السكانية الكثيفة والاستخدام المتزايد للمياه بدأت المشكلة بظهور الرشح في الجداران وتطفح مياه المجاري في المنازل ذات المنسوب المنخفض مما دفع الأهالي الي استخدام سيارات الكسح لكن دون جدوي فما إن تشفط السيارة حمولتها حتي تعاود مياه الصرف في الظهور مرة أخري. ويؤكد أحمد فرج موسي أن المشكلة فاقت كل الحدود حيث يفاجأ البعض عند الاستيقاظ من النوم فيكتشف أن المجاري قد طفحت داخل حجرة نومه, وأنه لا يستطيع السير في منزله إلا فوق الحجارة والطوب, وإذا لم ينتبه لموضع قدمه جيدا يجد نفسه غارقا في المياه, يستحيل عليه دخول حمام منزلة, فيلجأ إلي مسجد القرية لقضاء حاجته, أما حمادة السيد الحوشي( مدرس إعدادي بالقرية) فيؤكد أن قرية حرارة سقطت تماما من حسابات المسئولين, حيث لم يلتفت أحد لشكوانا كما لم يزرها أي من محافظي البحيرة علي مدي ال30عاما الماضية.