وحدت أزمة «الصرف الصحى» صفوف الأهالى بمختلف محافظات الجمهورية، وأصبحت شكاوى المواطنين بطول مصر وعرضها لا تخلو من المطالبة بخدمات الصرف، فلا تكاد تخلو قرية أو مدينة منها، وهو ما أرجعه البعض لقلة الاعتمادات المالية، فضلا عن توقف عدد من المشاريع المهمة والحيوية بالمحافظات، وهو ما انعكس أيضا على العمالة فى هذا القطاع، ففى محافظة الشرقية اعتصم أكثر من 200 شخص من أهالى قرية الزناتى التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية أمام مجلس مدينة منيا القمح، للمطالبة بتوصيل خطوط الصرف الصحى للقرية، بعد انهيار أحد المنازل، ومصرع وإصابة 3، خاصة أن القرية غارقة فى مياه الصرف الصحى منذ أكثر من 10 سنوات، كما تقدم الأهالى بعشرات الشكاوى لتضررهم من توقف مشروع صرف صحى المطورين، وتوسعات محطة المعالجة الميكانيكية، والصرف الصناعى بمدينة العاشر من رمضان، ومحطة مياه فاقوس، فضلا عن توقف العمل بخط نقل المياه المعالجة بمدينة بلبيس لمصرف العاشر، مهددين بنقل اعتصامهم أمام مجلس الوزراء. وفى محافظة الغربية، أدى توقف مشروعات الصرف الصحى بمجمع انحدار المنشية الجديدة والمستشفى بالمحلة الكبرى، ومشروع شبكة مياه السنطة وبسيون، إلى سيطرة حالة من الغضب على الأهالى، إضافة لتدهور خدمات الصرف بقرية كوم اشناواى التى يقطنها أكثر من 20 ألف نسمة، فهى تعد من القرى القليلة التى لم تدخلها خدمة الصرف الصحى حتى الآن، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وتصدع المنازل، وتهديد حياة مئات المواطنين. كما تعانى قرى محافظة سوهاج من ذات المشكلة، حيث إن تعداد المناطق العشوائية بالمحافظة بلغ 67 منطقة، حرمت من المرافق والخدمات، وأصبحت تمثل بؤرا للتلوث، بعد تجاهل توصيل خطوط مياه الشرب والصرف الصحى لها، فلم ترد للمحافظة أية اعتمادات مالية منذ خطة عام 98/99 وحتى الآن. كما أصاب توقف مشروع شبكة مياه مركز ومدينة أبوقرقاص، الأهالى بالاستياء، حيث يعد من أكبر المشاريع بالمحافظة، إضافة إلى غرق منازل عزبة أبوهلال فى مياه الصرف الصحى، حيث إن خطوط وتوصيلات الصرف الصحى، قديمة ومتهالكة، ما أدى إلى تكرار انفجار المواسير، وتهديد الأهالى بكارثة مروعة. الأزمة تكررت فى محافظة الفيوم، وتحديدا بمدينة دمو، التى أقامتها المحافظة لتسكين الشباب، وتركتها تغرق فى مياه الصرف الصحى، ما جعل الأهالى عرضه للإصابة بالأمراض، وفقدان حياتهم، بسبب عدم وجود شبكة للصرف الصحى بالمدينة، واعتمادها على «الترانشات»، ووفاة عدد من الأطفال، نتيجة سقوطهم فى البيارات المفتوحة. من ناحية أخرى، تعانى محافظة القليوبية من أزمة حادة فى مياه الشرب والصرف الصحى، نظرا لعدم وجود شركة خاصة بالمياه داخل المحافظة، وتأتى على رأس المناطق التى تعانى من تلك الأزمة، مدن طوخ وبنها وشبرا الخيمة، والتى شهدت كارثة قرية «البرادعة»، حيث خرجت عشرات المظاهرات المطالبة بتدشين شركة لمياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، نظرا لسوء خدمات الصرف الصحى، والانقطاع الدائم فى مياه الشرب، فضلا عن ضعفها طوال ساعات النهار. وكانت لجنة الحريات بنقابة المحامين بطوخ، قد نظمت مسيرة احتجاجات على سوء حالة مياه الشرب بقرى المركز، خاصة بعد توقف محطة مياه الشرب الجديدة عن العمل، بسبب عيوب فنية فى عملية إنشائها، فى حين غرقت قرى دجوى والشرفا بمركز بنها فى مياه الصرف، بعد أن توقف مشروع الصرف الصحى، الذى كان قد بدأ العمل فيه منذ 5 سنوات، وتم حفر الشوارع وتركيب المواسير وإنشاء غرف الصرف، لكن المقاول ترك العمل فجأه، وقبل انتهاء المشروع، بسبب عدم الحصول على مستحقاته المالية، وهو ما تكرر فى قرى الاخميين بالقناطر الخيرية، ويضاف لها معاناة أهالى قرية أبوالغيط ومنطى، بعد أن أصبحوا على موعد مع كارثة بيئية وصحية، بسبب توقف مشروع الصرف الصحى، نظرا لعدم صرف أية اعتمادات مالية من قبل وزارة المالية. أزمة «الصرف الصحى، تعانى منها العديد من القرى، منها أبوصير الملق ببنى سويف القرى، بسبب ارتفاع منسوب مياه الصرف، والقرى شديدة التلوث بالبدرشين والحوامدية والعياط والصف، فضلا عن توقف مشروع شبكة مياه العباسى بالدلنجات بمحافظة البحيرة، يضاف لها قريتا الفتح وعوض الله بمركز ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، فالبنية التحتية غير موجودة بالقرية، يضاف لها تدنى مستوى خدمات الصرف الصحى، وندرة مياه الشرب. على جانب آخر، اقتصر مشروع الصرف الصحى بقرية الكيلو 2 بالإسماعيلية، على «لافتة» ضخمة، تحمل اسم المقاول، وإعلان عن مشروع للصرف، دون أن يكون هناك تحرك فعلى لحل الأزمة، رغم إدراج القرية منذ 3 أعوام ضمن مشروع الخطة. كما تظاهر عشرات المواطنين من قرى عوض الله وشوغى وعباس حنفى وقندبوله، أمام الوحدة المحلية بمنية المرشد بكفر الشيخ، احتجاجا على تلوث مياه الشرب، واختلاطها بالصرف الصحى، مما تسبب فى إصابة العديد من الأطفال بمرض التيفود. شارك فى التغطية : عادل الشاعر وعلاء شبل ومحمد عبده وماهر عبدالصبور وميشيل عبدالله وحسن صالح ونعمان سمير وأميرة محمدين ومنتصر النجار ومحمد نصار