صرح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن ما حدث في تونس له ظروف خاصة متعلقة بتونس وبالوضع الذي كان قائما فيها. وقال لا نري أنه من السهل تكراره في أي مكان آخر فكل دولة لها ظروفها وخصوصيتها، وكل دولة لها وضعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي ومن الصعب المقارنة ما بين الوضع الذي كان موجودا في تونس وأدي للأحداث الشعبية الأخيرة وبين أي دولة أخري. نفي زكي أن يكون وزير خارجية التونسي قد طلب مطالب معينة في اجتماع من الوزراء العرب في إطار الدعم، مشيرا إلي أنه قدم عرضا حول ما يحدث في تونس. وقال زكى: إن الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد مساء "الاثنين" تناول مختلف الموضوعات من بينها الشأن السوداني واستمع إلي عرض من ممثل السودان وكانت هناك مناقشات مختصرة لمستقبل الوضع بالسودان ، وكان هناك نقاش أيضا حول الوضع اللبناني، ثم انتقلت المناقشات للحديث عن الأوضاع في تونس بعد حضور وزير خارجية تونس، الذي قدم عرضا للوضع الذي شهدته تونس أخيرا. وردا علي سؤال حول ما إذا كان قد تم التطرق إلي القرار العربي المزمع تقديمه إلي مجلس الأمن لوقف الاستيطان الإسرائيلي ، قال زكي إنه تمت مناقشة الموقف حول مشروع القرار حول هذا الموضوع، وتم الاتفاق علي ضرورة طرح هذا المشروع باللون الأزرق في أقرب وقت ، موضحا أن طرح المشروع باللون الأزرق يعني الجدية من جانب المجموعة العربية والمجموعة التي تبنت مشروع القرار ويعني أيضا إمكانية طرحه للتصويت في مجلس الأمن عند تقديمه خلال 24 ساعة فأكثر . وأوضح أن طرحه باللون الأزرق لا يعني بالضرورة أنه يطرح للتصويت بشكل سريع بل علي العكس كان هناك توافق كبير في المشاورات علي ضرورة تخير التوقيت المناسب الذي يمكن أن يحقق المصلحة للجانب الفلسطيني والعربي ، مؤكدا أن المجموعة العربية لا تهدف إلي الدخول في صدام مع أي طرف ولا تهدف إلي إفشال مسعاها بنفسها ولكن هناك اعتبارات مهمة تؤخذ في الاعتبار وهي تحقيق المصلحة الفلسطينية أولا والمدعومة عربيا ولذلك فإن الاجتماع والمشاورات العربية ركزت علي ضرورة تخير التوقيت المناسب لطرح مشروع القرار للتصويت. وحول إمكانية أن يتم تقديم المشروع في فبراير القادم، قال زكي إن هذا أمر وارد، ولكن لم يتم حتي الآن تحديد موعد التقديم. فالمسألة تخضع لتقدير الجانب العربي في نيويورك ووفقا للتوجيهات التي تأتي من الوزراء العرب، مضيفا أن المسألة تتعلق بالوضع السياسي العام والمؤشرات التي يحصل عليها الفلسطينيون والعرب والتي تمكنهم من تحديد ما إذا كان المضي قدما في طرح المشروع للتصويت هو أمر يحقق له مصلحة أو لا يحققها. وردا على سؤال حول الموقف المصرى من طرح الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بتشكيل مجموعة اتصال دولية خاصة بلبنان لحل الأزمة اللبنانية ، قال السفير حسام زكى إنه على حد علمنا هناك فكرة تحدث بها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان ، وفكرة تحدث بها الرئيس الفرنسى عن تشكيل مجموعة دولية للاتصال حول لبنان ، وكانت هناك اتصالات مع مصر وقلنا قبل عدة أيام أن مصر لا تمانع أن تشارك فى أى جهد لكن تفضيلها هو أن يتولى اللبنانيون بأنفسهم تسوية مشكلاتهم لأنه لا يمكن لهم الاعتماد على الخارج بشكل كامل فى هذه المسألة . وردا على سؤال إن كانت مصر تستشعر وجود محاولات لإبعاد الدور المصرى والعربى عن الملف اللبنانى، قال زكى إنه لاشك أن الدور المصرى والمواقف المصرية تؤرق بعض الأطراف ، ولكن مصر لا يعنيها هذا كثيرا ، لأن مصر تضع سياستها وتقول مواقفها بشكل واضح ، ولا يمكن لأى طرف أن يعيق الدور المصرى الذى لديه من المرونة والقدرة الدبلوماسية ما يمكنه من أن يحتوى أو يتجاوز أى محاولات للعرقلة ، ولكن نضع نصب أعيننا دائما فى هذا الملف مصلحة الشعب اللبنانى ومصلحة لبنان كدولة والاستقرار فى لبنان ، ونأمل للبنانيين الخير . وحول المقترح الذى تقدمت به للقمة العربية الاقتصادية بشأن رفض أى تدخل خارجى فى الشئون العربية ، قال السفير حسام زكى: إن " مصر تقدمت بالفعل بمشروع بيان يخرج عن القمة يتحدث عن رفض أى استغلال خارجى لما يحدث من عمليات إرهابية داخل بعض المجتمعات العربية.. وما استشعرناه فى الفترة الماضية وما رصدناه أنه كانت هناك محاولات من أطراف خارجية تسعى لاستغلال ما حدث ، وتريد إقحام نفسها فى هذه الموضوعات بأن تتحدث عن كيفية توفير الحماية للأقليات على حد ما يقولون ، وبالطبع هذه الأمور مرفوضة على وجه الإطلاق بالنسبة لمصر ، وبالتالى نعمل على إصدار موقف عربى عام ، ونعتقد أن القمة العربية ستقول كلمة هامة فى هذا الصدد ".