لا حديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة اليوم إلا أن عن قضيتين رئيسيتين؛ الأولى عن تونس والثانية عن استقالة إيهود باراك زعيم حزب العمل، من منصبه وتكوينه لحزب جديد باسم الاستقلال بعد سنوات من زعامته للحزب وقيادة اليسار الإسرائيلي. البداية كانت مع الاستقالة التي تقدم بها زعيم حزب العمل إيهود باراك من منصبه، وهي الاستقالة التي وصفتها مختلف الدوائر السياسية في تل أبيب ب "الزلزال المدمر" الذي لن تقف توابعه عند حزب العمل فقط ولكن عند الحكومة أيضا. وتقول صحيفة معاريف في تقرير لها: إن خطورة خطوة الانسحاب التي قام بها باراك أنها كانت خطوة مفاجئة للجميع، مشبهة هذه الخطوة بأنها مثل العملية العسكرية السرية التي لم يعلم أحد شيئا عن تفاصيلها. قالت الصحيفة: إن حزب العمل وبهذه الخطوة انهار تماما خاصة وأن كبار مسئوليه ممن كانوا يحظون بالشعبية الكبيرة رحلوا في النهاية وانفضوا عنه، الأمر الذي يعني استمرار انهيار أحد أهم الأحزاب اليسارية إن لم تكن هذه الخطوة بمثابة انهيار لليسار بأكمله. من جانبها كشفت صحيفة إسرائيل اليوم بأن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، كان شريكا أساسيا في هذه الخطوة التي أعلن عنها باراك، خاصة وأنه كان على علم بالأزمات التي كان الحزب يمر بها، حتى إنه كان يدعم الخلافات بين أعضاء الحزب وبعضهم البعض تكريسا لليمين وحتى يتم التخلص من أحد أبرز الأحزاب اليسارية المزعجة سياسيا له. وتشير صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها إلى أن الرابح الأكبر والخفي من هذه الاستقالة هو أفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا ووزير الخارجية، زاعمة أنه بات السياسي الإسرائيلي الوحيد الذي يحافظ على ما يبدو على استقرار حزبه وسط الموجات السياسية الصعبة التي يتعرض لها، واستشهدت الصحيفة بالكثير من التصريحات التي وجه فيها ليبرمان انتقادات حادة لباراك ولحزب العمل، ووصفه للحزب بأنه غير مستقر سياسيا، موضحة أن توقعات ليبرمان كانت حقيقية في النهاية واستقال باراك من حزب العمل الذي بات عرضه للانهيار السياسي في أي وقت الآن. من ناحية أخرى، فإن الهوس التونسي ما زال يسيطر على تل أبيب، حيث قال كل من جيل كوهين وأنشيل بيففر، مراسلا الصحيفة في تقرير لهما من تونس: إن المشكلة الحقيقية التي يلمسونها الآن من خلال التعامل مع أفراد الشعب التونسي أنهم لا يعرفون ماذا يريدون؟ وماذا يرغبون بعد هذه الثورة؟ والأهم من هو قائد هذه الثورة التي كان رمزها الأول محمد البوعزيزي الشاب الذي أحرق نفسه؟ وزعم كل من المراسلين أن الهدف الرئيسي من المظاهرات كان الانقلاب والإطاحة بالرئيس وهو ما نجح فيه المتظاهرين، إلا أن المتظاهرين لا يمتلكون حتى الآن أية أجندة سياسية مستقبلية للتعامل مع الأزمة الحالية والجميع بانتظار المرحلة القادمة التي لا يعرف أحد أي شيء عن تفاصيلها. وقال كل من كوهين وبيففر أنهما علما بأن هناك محاولات حثيثة من بعض القوى السياسية التونسية لإقناع أحد قادة الجيش- الذي لم تذكره الصحيفة- بالترشح إلى منصب الرئيس، إلا أنه يرفض تماما هذه المقترحات رغم أن الكثير من التونسيين سعداء بموقف الجيش الذي وقف على الحياد منذ أول يوم في الأزمة حتى الان، الأمر الذي تسبب بصورة مباشرة في الإطاحة بالرئيس بن علي. وزعمت الصحيفة أن أسباب ترشح أحد العسكريين لقيادة البلاد تزداد "قبولا" لدى الدوائر السياسية بسبب رفض الشعب التونسي لترشيح محمد الغنوشي لرئاسة الوزراء، خاصة وأنه كان من أشد المعاونين للرئيس بن علي، وعلى اطلاع بمعاناة الشعب التي كانت تزداد كل يوم. واختتمت الصحيفة تقريرها من تونس بتكرار السؤال عما يريده المتظاهرون؟ وهو السؤال الذي زعمت بأن لا احد يستطيع الإجابة عليه بسهولة الآن. ومن هذا الموضوع إلى صحيفة يديعوت أحرونوت التي أشارت إلى إمكانية تأجيل تعيين رئيس هيئة الأركان يوآف جالانت في منصبه كرئيس جديد لهيئة الأركان بعد انتهاء النيابة من التحقيقات في الشكاوى التي قدمت ضده بشأن استيلائه على بعض الأراضي في المدينة التي يعيش بها. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش سيكون على فوهة بركان ثائر وسيتأثر بالتأكيد حالة المصادقة على تعيين جالانت ثم إدانته رسميا، وهو ما دفع بالصحيفة إلى المطالبة بإرجاء تعيينه في هذا المنصب حتى يتم الانتهاء من التحقيقات، خاصة وأن كل الشواهد المتعلقة بهذه القضية تثبت بأن جالانت مدان في قضية استيلائه على مساحات من الأراضي بدون وجه حق إلا أن النيابة تحتاج لمزيد من الوقت للتأكد من أن استيلاءه على هذه الأرض كان عن عمد أو لأسباب إنسانية حيث أقام بها أشجارا ودورا لرعاية الأطفال. من جهة أخرى عرضت صحيفة إسرائيل اليوم في تحقيق لها وصول 174 من يهوديي إثيوبيا من أديس أبابا إلى تل أبيب، وذلك بعد مصادقة الحاخامات وكبار رجال الدين، وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية القادمين الجدد من إثيوبيا يتمتعون بصحة جيدة وهناك عدد منهم من العسكريين ممن يمكن دمجهم في الأنشطة العسكرية بالجيش خاصة في المناطق المحتلة سواء بالضفة الغربية أو القدس. وأشارت الصحيفة وعبر يرور يالون محللها للشئون الإثيوبية، إلى أن هناك أعدادا أخرى من اللاجئين الإثيوبيين سيحضرون أيضا قريبا إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن هذا العام سيشهد حضور جميع أبناء طائفة الفلاشا إلى إسرائيل ليتم شمل بقية عائلات هذه الطائفة.