8أشهر فقط فصلت بين ترشيح الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر السابق لشغل منصب وزير الأوقاف في حكومة قنديل الحالية، وبين إعفائه من رئاسة جامعة الأزهر - المفهوم ضمنًا من البيان الذي أعلنه المجلس الأعلى للأزهر - اليوم الأربعاء، الذى دعا إلى انتخاب رئيس جديد للجامعة. والدكتور أسامة محمد محمد حسن العبد، من مواليد عام 1949، في قرية كفر سعد بمحافظة دمياط، التحق بالأزهر الشريف وأتم حفظ القرآن الكريم، وحصل على درجة الليسانس عام 1975 من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة بتقدير عام امتياز. وعقب تخرجه تم تعيينه وكيلاً للنائب العام حتى عام 1985، وحصل خلال تلك الفترة على درجة الماجستير في الفقه المقارن عام 1981، والدكتوراة في الفقه المقارن عام 1985 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وتم تعيينه بالكلية التي تخرج منها مدرسًا للفقه، ثم أعير للعمل بالكويت بكلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم، وبعد عودته عُين وكيلاً لكلية الشريعة والقانون، وله مؤلفات وكتب علمية تزيد على 30 كتابًا. وفي عام 2010 أصدر الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء آنذاك، قرارا بتعيين الدكتور العبد – نائبا لرئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث حتى بلوغه السن القانونية – كما ورد في نص القرار. وفي 6 مارس 2011، قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، تعيين الدكتور أسامة العبد رئيسا لجامعة الأزهر، وحينها قال العبد في أول تصريح له: إنه بدءا من اليوم لن يكون هناك أي دور للأمن في التعيينات والترقيات، أو حتى السكن الطلابي، وسيكون المعيار الوحيد هو الكفاءة وتوافر الشروط والمؤهلات العلمية المطلوبة فقط، مشددا علي أنه لن يكون هناك أي استبعاد لأحد بسبب الأمن. وأثناء تشكيل الدكتور هشام قنديل لحكومته في أغسطس الماضي، تردد ترشيح الدكتور العبد ليشغل منصب وزير الأوقاف، إلا أنه مع الإعلان عن تشكيل وزارة قنديل خلت قائمة الوزراء من اسم العبد. وبعد قضاء نحو عامين في المنصب، جاء الإعلان عن الدعوة لانتخاب رئيس جديد لجامعة الأزهر اليوم الأربعاء، على خلفية حادث التسمم الغذائي الذي أصاب المئات من طلبة المدينة الجامعية، وكان العبد قد صرح عقب الكشف عن الحادث خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "القاهرة اليوم"، مساء أمس الثلاثاء، قائلا: نحاول بقدر الإمكان انتقاء أفضل الأطعمة لطلاب المدينة الجامعية، وأنه بنفسه مع نائب رئيس الجامعة، تذوقا التونة التي يأكلها الطلاب ووجداها طبيعية". العبد دافع عن نفسه بعد تلك الحادثة قائلا، إنه عمل على تحسين المدينة الجامعية، منذ تولى رئاسة الجامعة، وأكد أنها كانت قبل توليه، بحالة سيئة للغاية، وقد تم تطوير المطبخ وغرف النوم بمستلزماتها، والحمامات، مشيرا إلى أن واقعة التسمم مشكلة بسيطة، وأنه لا يعلم لما كل هذه الضجة حولها. وأكد العبد، تعليقا على مطالبة بعض الطلاب بإقالته، أنه "إذا كانت المصلحة في إقالتي، فقد رأيت سنتين من أسود سنوات حياتي، منذ أن توليت رئاسة الجامعة". يذكر أن العبد يجيد اللغة الفرنسية، وله ما يزيد على ثلاثين مؤلفا في الفقه الإسلامي، منها: شرح أحكام بعض المعاملات في الفقه الإسلامي، والتسعير ومدى تدخل الدولة في تطبيقه، والتيسير في الفقه الإسلامي، وأحكام الخلع الفقهية، والتعسف في استعمال الحق بين الشريعة والقانون المصري، وحقوق الأبناء في الإسلام، والمبادئ الأساسية للفقه الإسلامي. كما شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والإسلامية في مصر والخارج، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة بجامعة الأزهر وبعض الجامعات العربية.