قال الشيخ أسامة الأزهري -المحاضر بالأزهر الشريف والمدرس بكلية أصول الدين -إن الأزمات التي تعيشها البلاد حاليا ناتجة عن انقطاع التواصل بين العلماء والجمهور، جاء ذلك خلال ندوة عقدت مساء أمس بمكتبة الإسكندرية. وأشار الأزهري إلى أن هناك ثلاث دوائر تصل من خلالها الرؤية العلمية الناضجة من العلماء إلى رجل الشارع؛ وهي: دائرة العلم، ودائرة الفكر، ودائرة الثقافة الشعبية. مضيفا أن العلماء الذين يفتقدون لمقدرة التواصل مع الجمهور العام ينقلون خلاصة علمهم إلى المفكرين والطبقة الوسطى، والذين ينقلون بدورهم تلك العلوم والمعارف إلى الجمهور العام. وأضاف الشيخ أسامة الأزهري إنه من خلال ورقته البحثية توصل إلى أن هناك ثماني نقاط أساسية تشكل المنهج والعقلية الأزهرية، أولاها أن الأزهري يدرس منهجا محفوظا متوارثا منقولا بسلسلة أسانيد تصل إلى الصحابة، ولم نتقطع في أي جيل، ويتمثل المكون الثاني في الإلمام بدوائر العلوم المختلفة، في حين أن المكون الثالث يكمن في إدراك مقاصد الشريعة. ويتعلق المكون الرابع بإجادة القرآن الكريم فهمًا وحفظًا، أما المكون الخامس فهو تعظيم شأن الأمة المحمدية الوسطية، ويرتكز المكون السادس على مبدأ حمل هم الهداية العامة. في حين أن المكونات الداخلية للعلم هي الأساس السابع، فمفهوم العلم يقوم على ثلاثة محاور؛ هي: مصادر العلم، ومنهجية فهم المصادر، والملكات المطلوبة في الدارس. أما المكون الثامن والأخير، فهو الانتفاع بالتراث والتواصل معه والبناء عليه، مع إدراك واسع للواقع.