دعا فضيلة الشيخ أسامة الأزهري المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر والخطيب بجامع السلطان حسن, الي ضرورة التمسك والاعتصام بالمنهج الأزهري القويم الذي يشكل سدا منيعا ضد كل المناهج المخربة التي لا تريد خيرا للبلاد. مؤكدا أن المواطن المصري يحمل المنهج الأزهري في أعماقه منذ عدة قرون وتعايش مع الأديان السماوية دون تطرف وتعصب أو احتكار لحق المعيشة والحياة. وقال خلال محاضرة له بمكتبة الإسكندرية بعنوان: معالم منهج الأزهر الشريف في الدين والتدين, وأدارها الدكتور خالد عزب إن المواطن المصري اعتصره الألم والأسي جراء الحادث الإرهابي الذي وقع أمام كنيسة القديسين وراح ضحيته أبرياء, وكذلك حادث قطار المنيا أخيرا, مؤكدا أن الإنسان المصري الصادق المحب لبلده ووطنه لا يعرف هذا الارهاب الأسود, لافتا الي أن الأزهر الشريف كان محركا رئيسيا للأحداث والرؤي والأفكار خلال عدة قرون, حيث يمكن ملاحظة أنشطته ورصد تأثيره في مصر والعالم العربي والعالم الإسلامي من خلال علمائه وقياداته والكتابات التي أصدرها والدوائر العلمية التي نماها حتي وصلت العلوم التي تدرس به في القرنين الثاني والثالث عشر الي70 علما. ويري الشيخ أسامة أن المنهج الأزهري لم يكن فقط علميا, بل كان دورا تاريخيا له حركة اجتماعية, فالأزهر كان يجتمع فيه ما يزيد علي10 آلاف طالب علم في الوقت الذي لم يكن له أية فروع في أقاليم مصر المختلفة فكان بمثابة المدرسة العلمية الوحيدة التي يأتي إليها الوافدون من جميع الأقطار. وكشف عن أن الأزمات التي تعيشها البلاد حاليا ناتجة عن انقطاع التواصل بين العلماء والجمهور, لافتا الي أن هناك ثلاث دوائر تصل من خلالها الرؤية العلمية الناضجة من العلماء الي رجل الشارع, وهي: دوائر العلم ودوائر الفكر ودائرة الثقافة الشعبية, وأضاف شارحا إن العلماء الذين يفتقدون لمقدرة التواصل مع الجمهور العام ينقلون خلاصة علمهم الي المفكرين والطبقة الوسطي والذين ينقلون بدورهم تلك العلوم والمعارف الي الجمهور العام. وضرب مثالا علي ذلك بالشيخ محمد متولي الشعراوي, موضحا أنه عكف قرابة العشرين عاما علي التدريس في المعاهد الأزهرية الي أن انتقل في السبعينيات للاحتكاك مع المثقفين, مثل: توفيق الحكيم ومصطفي محمود وزكي نجيب محمود ويوسف إدريس وغيرهم, لينتقل بعدها الي دائرة الثقافة الشعبية من خلال محاضراته التي كان يلقيها في المساجد محققا نجاحا كبيرا في التواصل مع الجمهور. وشدد علي أن الدور الاجتماعي الذي يقدمه الأزهر, إضافة الي ذلك التفاعل بين العلماء والمفكرين والجمهور, هما الأساسان اللذان أسهما في ثبات شخصية الإنسان المصري, منوها الي أن انسداد تلك الدوائر الثلاث في ظل بعض الظروف التاريخية أدي الي حدوث تغيرات في الشخصية المصرية رصدها العديد من الباحثين, كما في كتاب ماذا حدث للمصريين وكتاب سر التحولات في الشخصية المصرية. وأشار الي أن الأحداث الجارية تبين أن السبيل يكمن في العودة الي المنهج الأزهري, الذي أورد مكوناته, مضيفا أن الإنسان المصري عاش لمدة قرون وهو يحمل المنهج الأزهري في سلام مع جميع الديانات والثقافات دون أن ينتج عن ذلك تطرف أو تعصب لأن الإسلام دين وحضارة.