تناولت صحيفة الاندبندنت في افتتاحيتها اليوم الخميس وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، معتبرة أنها تمثل نهاية لفترة "وهم سياسي". وقالت الصحيفة في الافتتاحية التي نشر راديو بي بي سي جزء منها إنه بوفاة تشافيز، تنتهي حقبة واحد من أكثر قادة العالم حيوية وجاذبية وإثارة للانقسام في آن. وتضيف بأنه بالرغم من عدم وجود شك كبير في قوة شخصية تشافيز، فإن مستقبل فنزويلا التي تركها خلفه أصبح يلفه المزيد من الغموض. وتشير الصحيفة في الافتتاحية التي جاءت بعنوان "هوغو تشافيز وانتهاء حقبة وهم سياسي كبير" إلى أن اختلاف ردود الفعل في شوارع كاراكاس هو دليل على التركة المضطربة التي خلفها تشافيز، حيث كانت هناك هتافات تمجده واحتفالات بوفاته. واعتبرت الصحيفة أنه في كل الأحوال ومهما اختلفت الآراء، فإن تشافيز بالتأكيد غير من حياة مواطنيه. وتقول الإندبندنت: إن الجانب المظلم في حياة تشافيز لا يجب إغفاله، حيث أنه بالرغم من الدعم الشعبي الكبير الذي حققه وفوزه بأربع جولات من الانتخابات وبأغلبية مريحة، إلا أنه لم ينفذ وعوده الدستورية السابقة في مجال حقوق الإنسان وسيادة القانون، حيث إن معظم السلطات نقلت إلى الرئاسة، وغصت مؤسسات الدولة بأنصاره وتعرض المعارضون للمضايقات والسجن، بالإضافة إلى سوء إدارته للملف الاقتصادي. وترى الافتتاحية أن فنزويلا الآن أصبحت تعاني استشراء الفساد وغياب الاستثمار، وتم خفض قيمة عملتها المحلية خمس مرات خلال عشر سنوات، ونتيجة لذلك هناك ضعف شديد في البنية التحتية للبلاد، وأصبحت المستشفيات في حالة سيئة بينما امتلأت كاراكاس بالكثير من الأحياء الفقيرة وتعاني واحدة من أعلى معدلات الجريمة في العالم. واعتبرت أن هذه الأوضاع هي التي تمثل معايير تقييم تشافيز وليس مدى شعبية خطابه السياسي.