واصلت حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة مشاوراتها مع الفصائل الفلسطينية الموجودة في القطاع من أجل إقناعها بوقف اطلاق الصواريخ والقذائف علي إسرائيل حتي لاتعطيها مبررات شن عدوان جديد على القطاع. تأتى هذه التحركات، بعد أن تلقت الحركة تحذيرات جهات عربية متعددة بأن الحكومة الاسرائيلية تبحث عن ذرائع لتنفيذ عملية عسكرية، شبيهة لما قامت قبل عامين تقريبا. حملت إسم "الرصاص المصبوب" وأسفرت عن استشهاد حوالي 1500 فلسطيني وإصابة 5آلالاف غيرهم . في محاولة للتوصل إلي توافق مع الفصائل الفلسطينية، بشأن وقف إطلاق الصواريخ والقذائف علي إسرائيل، عقدت الحركة اجتماعا في غزة أمس الأربعاء حضرته كل من حركة الجهاد الاسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية ولجان المقاومة الشعبية وحركة الأحرار. واستمر حتي ساعة مبكرة من صباح اليوم. وأكدت الفصائل المشاركة في بيانها الختامي على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بالأساليب والوسائل المناسبة في إطار التوافق الوطني. وأوضح أيمن طه القيادي في حركة حماس في بيان تلاه عقب الاجتماع باسم الفصائل الوطنية والإسلامية إن الفصائل دعت الى تحرك فلسطيني واسع‘ على الصعيدين الرسمي والشعبي وعلى كافة المستويات لفضح مخططات الاحتلال ونواياه العدوانية ومن أجل تعزيز حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني . وقال طه :إن "الفصائل اتفقت على التوجه إلى المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع المنظمات الإنسانية في العالم ومطالبتها بتحمل مسئولياتها بالضغط على الاحتلال ومنعه من ارتكاب مجزرة دموية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة". من ناحيته، أشار مسئول في فصيل شارك في اللقاء وطلب عدم ذكر اسمه إلى أن حماس "أكدت على ضرورة تفويت الفرصة على إسرائيل ونزع المبررات التي يتذرع بها الاحتلال لشن عدوان جديد على غزة"، في اشارة لاطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل. أضاف قيادى حركة حماس أن "الفصائل توافقت على الالتزام بوقف إطلاق الصواريخ لتجنيب شعبنا حربا جديدة ولكن من حقنا الرد على العدوان". من جهته، أكد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الذي حضر الاجتماع أن طبيعة تعامل حركة الجهاد مع اسرائيل "مرتبطة بأداء الاحتلال على الأرض ..وقال :أي عدوان من حقنا المشروع الرد والتصدي له.. مع مراعاة التوافق الوطني ومصلحة أبناء شعبنا العليا". وقبيل اللقاء قال صالح زيدان عضو المكتب السياسي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين انه التقى مسئولين أمنيين مصريين رفيعي المستوى في القاهرة أخيرا "عبروا عن قلقهم من قيام إسرائيل بحرب أو عدوان على غزة". واشار الى أن المسئولين فى مصر "نصحوا بعدم اعطاء مبررات لاسرائيل، وهو ما يتطلب موقفا فلسطينا وطنيا موحدا لسحب ذرائع الاحتلال" حسبما قال زيدان. كان مسئول فصائلي طلب عدم ذكر اسمه قال أن "مصر وجهات أخرى بينها أطراف عربية أبلغت على رسالة الى حماس بأن الوضع خطير على حدود القطاع ومن غير المستبعد ان تقوم اسرائيل بحرب لذا وجب تفويت الفرصة على اسرائيل". شارك في اجتماع الفصائل قادة بارزون في حماس ، مثل محمود الزهار وخليل الحية عضوا المكتب السياسي للحركة والشيخ جمال أبو هاشم الى جانب قادة من الفصائل الأخرى . كانت حكومة حماس المقالة قد دعت الفصائل الفلسطينية قبل أيام إلي احترام التوافق الوطني الذي عقدته بينها فيما يتعلق بالوضع الميداني في قطاع غزة. وقالت الحكومة على لسان الناطق الرسمي باسمها طاهر النونو :" إن هذا التوافق انطلق من تقدير المصلحة العامة وحماية الشعب الفلسطيني ومقدراته" وشدد النونوً على أن الحكومة سوف تقوم بدورها في تعزيز التوافق الوطني والزام الجميع به. وذكر النونو أن الحكومة بغزة تقوم حاليًا بإجراء اتصالات محلية وعربية ودولية لتجنيب الشعب الفلسطيني أي عدوان إسرائيلي جديد. وقالت حماس أنها اتصلت بفصائل أخرى لحثها على العودة لاتفاق توصلت إليه قبل عامين لمنع الهجمات الصاروخية وهجمات المورتر. في الأسابيع القليلة الماضية كثف نشطاء فلسطينيون من الهجمات بامتداد حدود غزة مما أدى لشن ضربات اسرائيلية أسفرت عن مقتل 13 فلسطينيا أغلبهم من المسلحين في ديسمبر. وذكرت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أن 20 صاروخا وقذيفة مورتر على الأقل سقطت في اسرائيل منذ مستهل عام 2011 . تقول إسرائيل :إن حماس توقفت بصورة كبيرة عن إطلاق الصواريخ خلال العامين الأخيرين لكن زيادة الهجمات الصاروخية يعني أنها لا تبذل الجهد الكافي لكبح جماح جماعات أخرى تقول :إن ضرباتها تأتي ردا على الغارات التي تشنها إسرائيل في غزة والضفة الغربية. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو موجها خطابه للصحفيين الأجانب في القدس يوم الثلاثاء أن النشطاء في قطاع غزة "يرتكبون خطأ رهيبا باختبار ارادتنا للدفاع عن شعبنا. انهم سيرتكبون خطأ رهيبا". كانت غارة جوية اسرائيلية أمس الأربعاء قد أسفرت عن استشهاد ناشط في حركة الجهاد الاسلامي. وزعم الجيش الإسرائيلي أن ناشط الجهاد كان يعتزم شن هجوم على إسرائيل . كما شن الطيران الإسرائيلي خلا اليومين الماضيين غارات جوية عدة على أهداف مختلفة في القطاع , لم تسفر عن اصابات في الارواح, كما افادت مصادر امنية فلسطينية وعسكرية اسرائيلية.