بعدما أثارت "بوابة الأهرام" قضية اختفاء الشاب "محمد الشافعي" في ميدان التحرير منذ 29 يناير الماضي، وهو يحتفل بالذكرى الثانية للثورة.. فجأة -ودون سابق إنذار- ظهرت جثته، بعد يوم واحد من النشر، على الرغم من وجوده في مشرحة زينهم ما يزيد على 26 يومًا. تقول أم الشاب "محمد الشافعي" -وعيناها تفيض بالدمع- أخشى ما أخشاه أن يطلع علينا تقرير الطب الشرعي، يقول إن ابني المضروب بالرصاص في رأسه وجنبه بميدان التحرير، بعد ساعتين فقط من خروجه من البيت، مات في حادث سيارة" مثل "محمد الجندي". وأضاف أمير عباس خال الشافعي:" ذهبت إلى مشرحة زينهم أنا وأمه بعد اختفائه، وسألنا عنه ثلاث مرات، ولكن بقدرة قادر لم تظهر جثة "الشافعي" إلا بعدما نشر "الأهرم" الموضوع، ففي كل مرة لم نكن نسمع منهم غير جملة واحدة وهي: "ليس عندنا جثث مجهولة لشباب".. ويستطرد خال "الشافعي": في اليوم التالي للنشر، ذهبت إلى مشرحة زينهم أسأل عن ابن اختي، ولكن هذه المرة كان الرد والأسلوب مختلفين تمامًا، وإذا بهم يقولون لي ادخل، احتمال أن تجد ما تبحث عنه، وكانت المفاجأة، أنني وجدته وتعرفت عليه، وشاهدت في جبهته فتحتين إحداهما كبيرة، ويبدو أنها نافذة إلى خلف الرأس، وأخرى أصغر منها، ووجدت آثار خياطة في أحد جنبيه. وتلتقط أم "الشافعي" طرف الكلام قائلة إن نيابة قصر النيل طلبت من مستشفى الهلال دفتر الاستعلامات، واستدعاء الأطباء المعالجين لابني "محمد الشافعي" لسؤالهم، كما طلبت من المعمل الجنائي سرعة فحص، وتحديد نوع السلاح المستخدم في الحادث، والمسافة التي أطلق منها الرصاص عليه، كما طلبت استعجال تقرير الطب الشرعي، والصفة التشريحية، وتحديد سبب الوفاة وتقرير عينة تحليل البصمة الوراثية «DNA». ويعود خال "الشافعي" للكلام: علمت أن نيابة قصر النيل، استمعت يوم الخميس الماضي إلى سائق سيارة الإسعاف، والمسعف اللذين قاما بنقل ابن أختي إلى مستشفى الهلال عقب إصابته بالطلقات النارية. أما محامي "الشافعي" فيقول: إن أحمد محمد محمود «مسعف»، ومحمد إبراهيم أبوزيد، «سائق سيارة الإسعاف»، ذكرا في التحقيقات التي باشرها عمرو عوض، وكيل أول نيابة قصر النيل، إنهما معينان خدمة بمنطقة العباسية، وفي يوم الحادث تم تغيير خط السير إلى كوبرى قصر النيل، بعد وقوع اشتباكات بين المتظاهرين، وقوات الأمن، وأضافا: إنه في مساء يوم 29 يناير الماضي، حضر لهما 4 أشخاص يحملون شخصًا مصابًا بطلقات بالرأس، والصدر ولم يتم العثور معه على إثبات شخصية، وتم عمل الإسعافات الأولية له، ثم نقله في الساعة العاشرة مساءً، إلى مستشفى الهلال. ويذكر أن تحقيقات عمرو عوض، وكيل أول نيابة قصر النيل، بإشراف المستشار حمدي منصور، المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة، قد كشفت أن المجني عليه من مصابي ثورة يناير، وفي يوم الحادث، وفي أثناء تواجد المجني عليه بمنزله بمنطقة السيدة زينب سمع أصوات هتافات لمتظاهرين متوجهين في مسيرة من السيدة زينب إلى ميدان التحرير، فقرر المشاركة فيها، وبعدها لم يعد إلى منزله. وتبين من التحقيقات أن المجني عليه توفي يوم 30 يناير الماضي عقب دخوله المستشفى مصابًا برش خرطوش بالرأس، بنفس طريقة مقتل الناشط محمد صلاح جابر، الشهير ب«جيكا»، وأن المجني عليه لم يكن بحوزته أي أوراق تكشف هويته، وبعدها تم نقله إلى مشرحة زينهم، كما تبين من مناظرة الجثة وجود رش خرطوش بالرأس تسبب في نزيف أدى إلى الوفاة. وأوضحت التحقيقات أن والدة المجني عليه حررت عدة محاضر باختفائه، وتم عمل نشرة على الأقسام للتوصل إليه، وبعدها تعرفت عليه داخل المشرحة، وقررت النيابة إجراء تحليل البصمة الوراثية للمجني عليه ووالدته. ويختتم خال "الشافعي" كلامه بعدة أسئلة يريد الإجابة عنها.. لماذا أخفوا عنا الجثة كل هذه الفترة التي تقترب من الشهر؟! وما السر وراء عدم الإعلان عنها حتى نتعرف عليها، على الرغم من مشاهدتي نحو ثمانين صورة صورها له الطب الشرعي ؟! وهل الأمور بعد الثورة مازالت تدار كما كانت قبلها، وأين الرصاص الذي ضرب به ابن أختي؟ وأين ملابسه ومتعلقاته الشخصية؟! وبدورنا نحيل هذه الأسئلة إلى النائب العام..