باتت قضية المياه واحدة من أهم القضايا التى تواجه مصر والسودان فى الوقت الراهن بل والمستقبل أيضا، وزاد من أهميتها شروع أثيوبيا فى بناء سد النهضة. وفى هذا الإطار، تشهد العاصمة السودانية الخرطوم، غدًا الإثنين، اجتماع اللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة بكامل أعضائها العشرة، بمن فيهم الخبراء الدوليون، وذلك لمراجعة الشروط المرجعية للنموذج الرياضى الذى طلبه الخبراء الدوليون من أعضاء اللجنة، ويشمل حوض النيل الأزرق بالكامل، وكذلك مجرى نهر النيل الرئيسى من الخرطوم وحتى أسوان، بحيرة ناصر، استعدادًا لتنفيذه. النموذج المقترح يساعد فى دراسة التأثيرات الفورومولوجية الناتجة من إنشاء سد النهضة على مياه النيل ونوعية المياه وكذلك التعرف على القواعد المثلى لفترات الملء والتخزين لمياه الفيضان وتوليد الكهرباء من السد وحجمها وأوقاتها والآثار البيئية السلبية الناتجة عن إنشاء السد وتشغيله والآليات المطلوبة من الجانب الأثيوبى للتقليل من هذه الآثار والإجراءات الواجب اتخاذها من قبل دولتى المصب للتعامل مع هذه الآثار. وقد أكد وزير الموارد المائية د.محمد بهاء الدين أن تحديد الشروط المرجعية ووضع التقييم الصحيح للسد يمكن أن تكون نموذجا يتم استخدامه فى كافة مشروعات السدود التى تعتزم أثيوبيا إقامتها حيث تحرص مصر على تحديد آثارها على الوارد لمصر من مياه النيل الأزرق الذى يمد مصر ب85% من حصتها المائية. وتم خلال الاجتماعات السابقة للجنة بحث الملاحظات التى أبداها الجانبان المصرى والسودانى حول قواعد تشغيل السد ومراحل التخزين وكيفية التعامل مع ملء خزان السد فى حالة الفيضان العالى والمنخفض، وقد طالبت مصر من الحكومة الأثيوبية بعدم التخزين خلال مراحل الشح المائى وأيضا خلال الفيضانات العالية بما لا يسبب ضررا لأى من الدول الثلاث. وترفع اللجنة الثلاثية تقريرها النهائى للحكومات الثلاث فى نهاية مايو القادم، لتتخذ هذه الحكومات ما تراه من قرار فى شأن هذه القضية، ومن ثم لن يكون القرار أثيوبيا منفردا، وسيطبق تقرير لجنة الخبراء المعايير الدولية للسدود، كما سيحدد فوائد سد النهضة وعيوبه، بل سيذهب إلى أبعد من ذلك بإصدار ما يراه من توصيات لعلاج أي عيوب تراها اللجنة. ويسبق الاجتماعات زيارة لأعضاء اللجنة بكامل تشكيلها إلى موقع إنشاءات سد النهضة الأثيوبى بولاية بنى شنقول لمتابعة تطورات الإنشاءات بالموقع ودراسة علاقتها بالمستندات، وكانت أول زيارة للجنة لموقع السد فى 15 مايو الماضى والثانية فى 8 أكتوبر الماضى. تتكون اللجنة الفنية الثلاثية لتقييم سد النهضة من 6 أعضاء محليين، (اثنان من كل من مصر والسودان وأثيوبيا)، و4 خبراء دوليين فى مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والأقتصادية للسدود، والخبراء، وقد تم تشكيل لجنة وطنية معاونة للجنة الثلاثية لدراسة السد الأثيوبى، وتضم خبراء من الجهات الحكومية والجامعات المصرية فى مجالات المياه والكهرباء. وقد جاء قرار تشكيل اللجنة وفقا لاقتراح ومبادرة من رئيس الوزراء الأثيوبى الراحل ميليس زيناوى الذى دعا وزراء المياه فى الدول الثلاث لبحث ودراسة موضوع السدود من جميع جوانبها وذلك بعد أن أعلنت اثيوبيا رسميا فى الثانى من إبريل 2011 عن بدء العمل فى الأعمال الإنشائية لسد النهضة، ووعد بأنه سوف تقدم أثيوبيا جميع التسهيلات لعمل اللجنة لتطمئن كل من مصر والسودان على جدية أثيوبيا، فيما قالته على أن السد سيعود بالخير على مصر والسودان قبل أثيوبيا.