ارتفع عدد الأعمال المعادية لليهود بنسبة 58% عام 2012 في فرنسا بعد مقتل أربعة يهود على يد الشاب الإسلامي محمد مراح وهجوم على سوبرماركت، يبيع المنتجات اليهودية الحلال في المنطقة الباريسية وفقا للتقرير السنوي لجهاز حماية الجالية اليهودية. ويري رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ريشار براسكييه أن هذه الزيادة الكبيرة "تسيء إلى صورة فرنسا كأرض حماية للأقليات" مضيفا "منذ 13 سنة ارتفعت الاعمال المناهضة للسامية بشكل كبير، وبات يتعين على فرنسيين لمجرد كونهم يهودًا أن يكونوا على حذر عند توجههم للدراسة أو التجمع أو الصلاة". وأضاف براسكييه في بيان "بالنسبة للبعض وخاصة الأطفال فإن دخول متجر أو مدرسة أو عربة مترو يمكن أن يكون مصدرًا للقلق ولصدمة نفسية دائمة" معتبرًا أن هذه الزيادة في معاداة السامية "يجب أن تكون موضع نقاش سياسي وطني". وأعرب جهاز حماية الجالية اليهودية في تقريره الذي سيسلم صباح الاربعاء الى رئيس الوزراء جان مارك ايرولت عن الآسف لان عام 2012 كان "سنة عنف غير مسبوقة ضد يهود فرنسا" الذين كانوا "هدفا لاعتدائين في أقل من ستة أشهر". وفي 19 مارس الماضي اقدم محمد مراح على قتل ثلاثة أطفال ومدرس يهودي أمام مدرسة في تولوز (جنوب غرب) وإصابة خامس بجروح خطيرة، وقتل مراح برصاص الشرطة بعد ذلك ببضعة ايام. وفي السادس من اكتوبر انفجرت عبوة ناسفة القيت على سوبرماركت لبيع المنتجات اليهودية الحلال (كاشير) في ضاحية سارسيل الباريسية. وأضاف "أن اعتداءي تولوز وسارسيل وبدلا من أن يثيرا يقظة ضمير اتبعا بزيادة ملحوظة جدا في الأعمال المعادية لليهود". وهكذا وبعد مجزرة تولوز "سجل 90 عملا معاديا في عشرة أيام" الكثير منها "ارتكب للتعبير عن دعم مراح أو بدافع التشبه به". وقال ريشار براسكييه "نشعر بالقلق لفكرة أن يكون مرتكب حادث تولوز البشع بطلا بالنسبة لبعض الشباب الذي يريد الاقتداء به". وبعد اعتداء سارسيل وقع "28 عملا هجوميا في ثمانية أيام" من بينها "العديد من حالات اطلاق الخرطوش على يهود". وفي السنوات السابقة كانت أعمال العنف المعادية لليهود اكثر ارتباطا بتطورات الاحداث الدولية وخاصة في الشرق الاوسط. وهكذا تم إحصاء 832 عملا معاديًا لليهود عام 2009 اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر 2008. إلا أن ريشار باسكييه اسف "للطريقة التي يقدم بها هذا النزاع مع تنديد شبه منهجي باسرائيل التي لا يعترف لها بنفس حقوق الدول الأخرى في الأمن". واعتبر أن "هذا التنديد الذي يأتي مترافقا مع حملة دعائية بالغة العنف من الأوساط الإسلامية يسهم في تأجيج مشاعر حقد ضد اليهود ترتدي مظاهر معاداة السامية القديمة". وفي عام 2012 سجل 614 عملا معاديا لليهود مقابل 389 عملا عام 2011 بارتفاع بنسبة 58% وفقا للتقرير. وتتوزع هذه الحصيلة ما بين 177 عملا معاديًا لليهود (قتل أو محاولات قتل واعتداءات واهانات ...) و437 تهديدًا (لفظيا أو في منشورات أو شعارات مكتوبة).