ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه إلى جانب الذخيرة والأدوية التي يحملونها كل يوم عبر الحدود ويعودون بها إلى وطنهم، أضاف ثوار سوريا أدوات جديدة لدعم قتالهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ألا وهي أجهزة كشف المعادن والمعاول. وقالت الصحيفة -في سياق تقرير بثته، اليوم الأربعاء، على موقعها الإلكتروني- إن الثوار،الذين يبذلون جهودا مضنية للحصول على تمويلات لدعم نضالهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد، انضموا إلى تجارة ناشئة في القطع الأثرية هناك والتي يتم الحصول عليها بطريقة غير قانونية وبيعها للحصول على الدعم المالي. ونقلت الصحيفة عن جهاد أبو سعود، وهو أحد الثوار من مدينة إدلب السورية، قوله" في بعض الأيام نكون مقاتلين وفي أيام أخرى نكون علماء آثار.. موضحًا أنه اكتشف مؤخرًا ألواحا حجرية من مدينة إبلا التي تعود للعصر البرونزي منقوشة بحروف اللغة السومرية". وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ بداية النزاع في سوريا، أعرب المجتمع الدولي عن الإنزعاج بسبب مصير التراث التاريخي المتنوع للبلاد والمواقع الأثرية المذهلة في ظل تحويل قوات الثوار والحكومة الكنوز التاريخية مثل سوق حلب الموجود منذ ألف عام وقلعة الحصن إلى مسارح للحرب. ولفتت الواشنطن بوست إلى أنه مع اقتراب الحرب من عامها الثالث فإن الأممالمتحدة والمدافعين عن البيئة يحذرون من أن المواقع التاريخية السورية تواجه تهديدًا أخطر ألا وهو شبكة معقدة من المهربين والتجار الذين ينهبون آثار البلاد - فضلا عن اضطرار الثوار إلى المتاجرة بها أيضا نظرا لظروفهم المالية الصعبة. ونوهت الصحيفة إلى أن حجم التجارة غير معلوم وذلك بسبب مصاعب الوصول إلى المواقع التاريخية في البلاد التي تمزقها الحرب حسبما ذكرت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" -التي استضافت ورشة عمل إقليمية في عمان يوم الأحد الماضي حول حماية التراث الثقافي السوري من المتاجرة به. وأوضحت الصحيفة أن هناك تقارير متضاربة بشأن مصير القطع الأثرية المهربة من سوريا الدولة التي طالما كانت نقطة التقاء ثقافي.