فقد ذراع ثمنًا لشهامته.. "بُقو" ضحية كلاب "البَفّ" ضاق الحال ذرعًا بأهالي شارع سيد الحلو بمنطقة حدائق القبة فى الحصول على حل لكلاب "البَفّ" التى يطلقها تتحرش بالمارة ليل نهار، لا أحد يستطيع أن يقترب منها، حتى لا يثير غضبه، ويكون فريسة لها، لكن شهامة بقو ابن الحتة دفعته للتدخل، ليخلص أهالي الحتة من مضايقة كلاب البف، ليفقد فى النهاية ذراعه بسبب كلاب البف. فى صبيحة كل يوم يرى سكان شارع سيد الحلو بمنطقة حدائق القبة، كلبًا من فصيلة مختلفة يعرضه "البف" للبيع فى الشارع على طريقته الخاصة، حاول السكان إقناعه بالعدول عن ذلك، لكن دون جدوى، حيث كانت تذهب محاولتهم سدى. وظل الأمر على هذا الحال طويلاً، حتى حانت اللحظة الحاسمة، وتدخل "بقو" وتحدث بالنيابة عن أهل المنطقة مع تاجر الكلاب أملاً فى أن يحصل على شرف إقناع البف بالعدول عن سلوكه، ويريح المارة من الرعب والخوف الهستيرى الذى يطاردهم أثناء مرورهم بجوار كلاب البف. بداية توجه "بقو" إلى البف وكل أمنيته أن يعود "مجبور الخاطر".. لكن ليته ما ذهب، فمجرد أن فتح بقو الحديث مع البف بشأن كلابه، نشبت بينهما مشادة كلامية، تطورت إلى إطلاق البف أحد كلابه، يطارد بقو، الذي لم يملك سوى الجري أمام الكلب فى الشارع خوفًا من أن يناله بأذي. هكذا وقع بقو- بسبب شهامته - فى موقف لا يحسد عليه أمام مرأى ومسمع أهالى الشارع، ولم تمر سوى دقائق معدودة، حتى رجع بقو ليثأر لكرامته التى تبعثرت بالجري أمام كلب البف. دارت مشاجرة حامية بينهما، ودفع بقو هذه المرة عضوًا من جسده ثمنًا لوحشية تاجر الكلاب، الذي أخرج من ملابسه "سنجة " لا تفارقه، وسدد ضربة قوية نحو الذراع اليسرى لبقو، لم تفلح محاولات الأطباء في ترميمها وعلاجها، لتكون النتيجة التى استقر عليها الأطباء هي بتر ذراع بقو. ثم جاء دور رجال الشرطة، الذين ألقو بالقبض على المتهم محمود محمد محمود (23 سنة) وشهرته البف وأحالته إلى النيابة للتحقيق. وأمام عبدالله محمود، مدير نيابة حوادث حدائق القبة، اعترف المتهم بضربه محمد سعيد رضوان، عامل فى مقهى وشهرته "بقو" الذي أكد أنه فعل ذلك ليخلص أهل الحتة من كلاب البف، كما أنه نصحه أكثر من مرة بحبس كلابه، حتى لا يؤذى جيرانه لكن دون جدوى، فقرر التدخل من أجل الأهالي. كما أكد شهود العيان فى التحقيقات، أن عمل المتهم لم يقتصر على المتاجرة فى الكلاب، بل كان يتعمد مضايقة المارة بها. قررت النيابة حبس المتهم ووجهت له تهمة الشروع فى القتل العمد، وتحريض كلب على عقر مواطن.