اهتمت صحيفتان أمريكيتان في عدديهما الصادرين اليوم الثلاثاء برصد الخطط والإستراتيجيات الأمريكية المزمع تنفيذها في أفغانستان خلال الفترة القادمة، والتي ستشهد التحضير لسحب القوات الأمريكية الموجودة هناك. فمن جانبها، كشفت صحيفة (واشنطن بوست) النقاب - في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني- عن أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تعتزم تنفيذ خطة تقضي بالإبقاء على 8 آلاف جندي أمريكي في أفغانستان بمجرد انتهاء مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) العام القادم ليتم بذلك تقليص قوام الوحدات العسكرية الموجودة هناك بشكل كبير خلال العامين القادمين. واعتبرت الصحيفة أن اتباع النهج المرحلي لتقليص قوام القوات الأمريكية في أفغانستان، والذي سيحدد شكل الفصل الأخير لدور الولاياتالمتحدة في أفغانستان، يعكس الجهود الرامية إلى إنجاز حل وسط يجمع آراء كبار القادة العسكريين، الذين يفضلون الإبقاء على نحو 10 آلاف جندي عقب عام 2014، ومستشاري الرئيس باراك أوباما الداعمين لخطة تقضي بتقليص العدد إلى ماهو أدنى من ذلك بكثير. وأوضحت الصحيفة أن العديد من القادة العسكريين في واشنطن يخشون من احتمالات أن يتسبب التخفيض الجذري في محو المكاسب العسكرية التي حققتها القوات الأمريكية في أفغانستان بشق الأنفس، بينما على النقيض يرى المستشارون السياسيون أن الإبقاء على أعداد كبيرة بصفة دائمة عقب تنفيذ خطة الانسحاب سيكبد بلادهم مبالغ طائلة، وربما يفقدها المزيد من جنودها هناك. وتعليقا على هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين رفضوا الكشف عن هويتهم قولهم :"إنه برغم وجود اتفاق بين مسئولي البيت الأبيض والبنتاجون حول مزايا خطة التخفيض التدريجي للقوات، فإنهم لا يزالون مختلفين حول حجم وتفاصيل تنفيذ هذه الخطة". وأفادت الصحيفة بأن هناك اقتراحات لا تزال قيد النقاش تقضي بتخفيض قوام القوات الأمريكية في أفغانستان بحلول عام 2016 إلى عدد يتراوح ما بين 3 آلاف و500 جندي إلى 6 آلاف جندي، في حين برز اقتراح آخر ينصح بإبقاء 1000 جندي فقط بحلول عام 2017، وهو ما يعني سحب قادة العمليات الخاصة من أفغانستان عقب عام 2016 (على حد قول مسئولين عسكريين).