بالرغم من أن ديوان المظالم تأسس لإنصاف أصحاب الشكاوى وحلها خلال أيام فإن جولة "بوابة الأهرام" في الديوان كشفت عن استمرار بعض الشكاوى لأكثر من 7 أشهر، وتقدم أصحاب شكاوى أخرى بمظالمهم أكثر من 8 مرات دون حلها. أما العاملون بالديوان فيرفضون الحديث، والدكتور ياسر علي انشغل بأمور أخرى ولم يرد على اتصالاتنا. وكان د.محمد مرسى رئاسة الجمهورية أصدر بعد وقت قصير من توليه منصبه، قرارا بإنشاء ديوان المظالم للنظر فى مشاكل الناس ، واعتقد الكثيرون وقتها أن هذاالديوان سيكون بمثابة المنقذ لهم، بل وسيتم حل مشاكلهم بشكل أسرع وأفضل من العهد السابق بخاصة أن د.محمد مرسى وعد بسرعة نظر الشكاوى ورفعهاإلى الجهات المختصة للبت فيها ومساعدة المواطنين على حل مشكلاتهم. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمل الديوان تلقى نحو 145 ألف شكوى 30% منها من البطالة ومشاكل العمل و60% من مشاكل الإسكان والعلاج. في بداية جولتنا، حاولنا الحديث مع أحد مسئولى ديوان المظالم بقصر عابدين لنتعرف أكثر على طبيعة العمل داخل الديوان وكيفية تلقى الشكاوى، وإن كان قد تم حل بعض المشكلات بالفعل ،لكن العاملين هناك أكدوا أنهم لا يستطيعون مساعدتنا وعلينا الاتصال بالخط الساخن 16980، لأن لديهم كل المعلومات التى نريدها. وبالفعل اتصلنا بالخط الساخن، وردت موظفة "كول سنتر "، التى أكدت أنه ليس من المصرح لها إفادتنا بأى معلومة تتعلق بعدد المشكلات التى يتلقونها يوميا، أو كيفية حل تلك المشاكل، وأكدت أن د.ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية هو المسئول الأول عن الديوان، وهو الوحيد القادر على الإدلاء بأى تصريحات تخص عمل الديوان، وحاولنا الاتصال به كثيرا، لكنه لم يرد أيضا. وفى مقر الديوان، تقابلنا مع بعض المواطنين الذين يتقدمون بشكواهم، وفوجئنا بأن ديوان المظالم لا يحل أى مشاكل لكنه فقط يتلقاها، ويعطى لكل مواطن رقما بشكواه.. وعلى الرغم من أنهم لا يتلقون أية حلول لمشاكلهم، فإن هؤلاء المواطنين لا يفقدون الأمل ويتقدمون بالشكاوى أكثر من مرة اعتقادا منهم بأن تكرار الشكاوى سيؤدى إلى حلها فلعل القائمون على الديوان ينظرون خطأ إلى مشكلاتهم . من المواطنين الذين التقيناهم زاهية عبد الحليم 30 سنة، التي أكدت أنها تقدمت إلى الديوان بشكواها أكثر من 8 مرات. وتقول: أعيش مع والدى المسن الذى يبلغ من العمر 78 عاما، وأخى المعاق ذهنيا فى حجرة صغيرة تدخلها مياه الصرف الصحى بحى السكاكينى بغمرة ولا نشعر فيها بالآدمية على الإطلاق، وقد توفيت والدتى بعد إصابتها بفيروس كبدى نتيجة للتلوث الذى عاشت فيه طويلا ، وأنا حاصلة على شهادة محو الأمية ثم حصلت على الشهادة الإعدادية ثم إنتقلت إلى الدبلوم الصناعى أملا فى الحصول على عمل أستطيع من خلاله الإنفاق على أبى وأخى لكننى لم أستطع الحصول على فرصة عمل لذلك تقدمت بشكاوى عديدة لديوان المظالم لرغبتى فى الحصول على شقة وحتى الآن لم أتلق أى رد. ويؤكد فرغلى خيرى من مركز ديروط بأسيوط بأنه تقدم بطلب لمحافظ أسيوط فى 2011 لإستخراج رخصة مخبز نصف آلى وتم فحصها بالمحافظه وتحويلها إلى مكتب تموين أسيوط لفحص الطلب ودراسة مدى أحقيته فى الحصول على الرخصة، لكن لم يصلنا رد، ورغم وعود المتحدث باسم الرئاسة بأن المشكلات سيتم البت فيها خلال أسبوع واحد فقط من تقديمها لكن لم يحدث شيء. أما عادل عبد الحميد 40 سنة من محافظة السويس، ومتزوج ولديه 4 أطفال فيقول: تقدمت بمشكلتى منذ حوالى 4 أشهر إلى ديوان المظالم بكل الطرق، فجئت بنفسى لأقدمها باليد، كما اتصلت بالخط الساخن للديوان، وتركت مشكلتى أيضا وفى النهاية أرسلت بريدا إلكترونيا ،إعتقادا منى بأنه إذا تم تجاهل وسيلة فلن يتجاهلوا الأخرى ، ومشكلتى أننى مريض بمرض "التصلب المتعدد " منذ عام 2008 ، وليس له علاج فى مصر، ويحتاج إلى السفر إلى ألمانيا أو أمريكا. بينما يقول مصطفى حسين 35 سنة مر 7 أشهر منذ تقديم الشكوى، ولا أجد أى استجابة أو رد يفيدنى ، فأنا خريج كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 2000 ومتزوج ولدى طفلان ، وللأسف لم أجد عملا مناسبا فى مجال دراستى حتى أوفر حياه كريمة لأسرتى. وبالطبع هناك الكثير من المشكلات المشابهة لآلاف المواطنين الذين يذهبون يوميا إلى ديوان المظالم آملين فى الحصول على حل أو رد يحل مشكلاتهم التى لا يعبأ بها أحد.