انتهت فعاليات مليونية "الكرامة".. ورحل آلاف المتظاهرين عن ميدان التحرير، وهم ممسكون بشعارت "العزة"، التي رفعوها طوال اليوم، تنديدًا بمشاهد "نزع الإنسانية".. صمت الجميع عن الهتاف.. مكتفين برسالة "غضب" وجهوها للقائمين على الحكم.. ترصدها "بوابة الأهرام" في ثمانية مشاهد، ربما يحدث غالبيتها للمرة الأولى في عهد الرئيس محمد مرسي. المشهد الأول "شاب فتاة إيد واحدة" كان من بين المشاهد اللافتة للنظر داخل ميدان التحرير، أن أي فتاة لم تكن تسير وحدها، بل تكون بصحبة أسرتها أو أحد الشباب، بعد تكرار حوادث التحرش والاغتصاب التى سادت بعض أرجاء الميدان في الأيام الأخيرة، فضلاً عن أن الفتاة التي كانت تتواجد في التحرير، تسير إلى جوار شاب أو رجل كبير، تضع يدها في يده، أو يضع -هو- يده على كتفها، في محاولة لتحصينها أو رد أي محاولات للتحرش بها، وكان الشعار هنا "الشاب والفتاة إيد واحدة". المشهد الثاني "أهلاً حكم العسكر" رغم أن التحرير، كان أكثر الميادين التي هتفت على مدار أكثر من عام ونصف العام ضد حكم المجلس العسكري، إلا أن المتظاهرين بالميدان هتفوا اليوم "الجيش والشعب إيد واحدة"، "واحد اتنين الجيش المصري فين". المشهد الثالث "خطاب عبدالناصر" كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حاضرًا اليوم في ميدان التحرير، أكثر من مرة، حين قام المتظاهرون بإعادة تشغيل الخطبة التي كانت ينتقد فيها الإخوان المسلمين، وقت أن كان رئيسًا للجمهورية، وذلك عبر شاشات كبيرة بوسط الميدان، تجمع حولها غالبية المشاركين في مليونية اليوم، مستشهدين بكلام "عبدالناصر"، ضد الإخوان. المشهد الرابع "بلاك بلوك نسائي" لم تقتصر ظاهرة "بلاك بلوك" على الشباب فقط، حيث ظهر للمرة الأولى -تقريبًا- فتيات يرتدين الملابس السوداء، ويضعن القناع الأسود على وجوههن، حيث لا يظهر من وجه الفتاة سوى عينيها، ويسير إلى جوار كل فتاة مجموعة من الشباب الذين يرتدون نفس الملابس.. أما الفتاة فكانت تضع طلقات الخرطوش الفارغة في أصابيع يديها العشرة، وكأنها تذكر الجميع بما فعلته الشرطة ضد المتظاهرين. المشهد الخامس "حليب قنديل" نال الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، انتقادات شديدة، من متظاهري التحرير، خاصة السيدات، بعد تصريحاته عن "الرضاعة"، وأن الأم تقوم بإرضاع طفلها دون أن قوم بتنظيف "ثديها" الذي غالبا ما يكون ملوثًا بمياه الصرف الصحي، حيث رفع المتظاهرون لافتات مهينة ل"قنديل"، كان من بينها أنه "رئيس مجلس إدارة ربات البيوت". المشهد السادس "سخرية بلا توقف" تحولت لافتات غالبية من كانوا في ميدان التحرير اليوم، إلى السخرية المهينة من رموز النظام الحالي، وعلى رأسهم د. محمد مرسي، ومن صفوهم برموز نظامه الذين يحركونه بإشارة من إصبعهم، كمرشد الإخوان محمد بديع، وخيرت الشاطر، وعصام العريان، ومحمد البلتاجي، كما سخروا من مشروع النهضة، ووصفوه ب"التمساح" الذي يطير يجناحين، واعتبروا أن نظام مرسي اقترب من هدم المعبد على من فيه. المشهد السابع "المرأة تتقدم.. والرجال تهتف" حاولت السيدات أن يظهرن بدور القائد، سواء بشكل أو بآخر، حيث سِرن في مقدمة المسيرات التي تجوب الميدان، والتي شارك فيها مئات المتظاهرين، وكانت المرأة هي التي تهتف، والجميع يردد خلفها نفس الهتاف، وعندما كانت تتوقف المسيرة، كان يلتف حولها الرجال في حلقة دائرة، بينما تقف السيدات في منتصف الدائرة، يرددن الهتاف، ويردد الرجال خلفهن، وكأن السيدات رفعن شعار "من النهاردة إحنا اللى هنحارب ضد النظام". المشهد الثامن "مليونية المليون مطلب" منذ دخول الميدان، وحتى الخروح منه، يكاد أي شخص أن يرصد مئات المطالب التي ينادي بها المتظاهرون.. الكل يغني على ليلاه.. ومن بين المطالب :رحيل مرسي، إعدام مرسي، سقوط حكم المرشد، سقوط الدستور، حل مجلس الشورى، القبض على الإخوان وإعادتهم للسجون، فتح ملف اقتحام السجون وقت الثورة، القصاص للشهداء، محاكمة قيادات الداخلية، تطهير القضاء، إقالة رئيس الوزراء، تشكيل مجلس رئاسي، تشكيل حكومة إنقاذ وطني، تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور من جديد.. لكن لم يكن الهتاف أو المطلب واحدا، وكأنها مليونية المليون مطلب.