كشف الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أنه بالفعل بدأ التخطيط لتنفيذ مشروع تنمية قناة السويس بما لا يخالف قواعد عبور السفن بالقناة ولا يمس بمطالب القوات المسلحة. ورحب مميش بحضور الرئيس محمد مرسى لمبنى القناة بالإسماعيلية اليوم الخميس لافتتاح عدد من المشروعات الجديدة بالهيئة. وقال مميش في كلمة له بهذه المناسبة وفي حضور مرسي: هذا الصرح الشامخ رمز الوطنية المصرية الخالصة، قناة أجدادنا، وقناتنا وقناة أولادنا وقناة أحفادنا وأحفاد أحفادنا إلى أمد الدهر، قناة كل المصريين جيلا بعد جيل حفرها أجدادنا بسواعدهم وأظافرهم الناعمة، ليصنعوا لنا التاريخ بل للعالم أجمع وليبذروا لنا بذور الخير فهى شريان الخير والحياة للاقتصاد القومي المصري. وأشار مميش إلى أن قناة السويس اشترك فى حفرها ما يقرب من مليون مصري في وقت كان تعداد سكان مصر ما يقرب من 5 ملايين مصري، واستشهد منهم خلال الحفر ما يزيد على ال100 ألف شهيد من عام 1859 إلى عام 1869 . وقال: إن هؤلاء هم المصريون العظماء الذين حفروا القناة في 10 سنوات، فربطوا شرق العالم بغربه، وشماله بجنوبه ليسهل التبادل التجاري بين دول العالم لصالح الإنسانية جمعاء. وقال أيضا: إن أهمية قناة السويس ترجع إلى عبقرية الموقع الذي أعطى لها أهمية إستراتيجية واقتصادية وسياسية وعسكرية، وارتبطت بالحروب والصراعات التى خاضتها مصر في أعوام 1956 و1967 و1973، كما أن قناة السويس ارتبطت بقصص وبطولات الشعب والجيش المصري والشرطة المصرية ببورسعيد الباسلة عام 56 ومعركة الشرطة بالإسماعيلية، وبطولات أهالى مدينة السويس فى حرب 73 وكذا ملحمة المعاناة والتهجير لأبناء مدن القناة الأبطال الذين هاجروا من مدنهم وربطوا الأحزمة على بطونهم من أجل كرامة مصر وعزتها خلال حرب الاستنزاف بسنواتها الست، حتى كان العبور لجيش مصر العظيم لقناة السويس في السادس من أكتوبر 1973 لاستعادة الأرض والعرض، وتحقيق النصر واسترداد الكرامة المصرية في أكبر عبور لمانع مائي فى تاريخ الحرب الحديثة. وأكد مميش: أن قناة السويس هي تاريخ مصر والمصريين، وهي أهرامات مصر الحديثة، وهى وديعة الأجداد للأبناء والأحفاد، وها نحن مقبلون على حقبة اقتصادية جديدة في تاريخ مصر، تنطلق ملامحها من هنا من إقليم قناة السويس، وبالفعل بدأ التخطيط لمشروع تنمية إقليم قناة السويس، ونحن كهيئة قناة السويس وبما لا يمس قواعد العبور والاتفاقيات الدولية لمرور السفن بالقناة والموقع عليها من جميع دول العالم وأولها مصر، وبما لا يمس مطالب القوات المسلحة المصرية، نساهم بالتعاون الكامل مع المجموعة الاقتصادية والاستشارية والوزارء المختصين بالفكر والإمكانات لتنفيذ هذا المشروع القومي حلم مصر القادم، والذي يعتمد أساسا على مررو السفن والبضائع عبر القناة، وخلق صناعات تكميلية وقيم مضافة إلى بعض هذه البضائع. وقال: إن هذا الأمر سيتم فى مناطق لوجيستية جديدة ومجهزة من جميع الأوجه، وذلك بالتنسيق مع الشركة المنتجة، وإعادة تصدير هذه البضائع للداخل والخارج واستغلال الموانئ المحورية الموجودة حاليا والجاري استكمال مخطط بنائها وتجهيزها، مثل ميناء شرق بورسعيد وميناء العين السخنة، وكذا المناطق الصناعية بشمال غرب خليج السويس، ووادي التكنولوجيا بالإسماعيلية، وربط هذا كله في مخطط عام مدروس الجدوى الفنية والاقتصادية، وهذا ما يتم تجهيزه الآن لخلق كيان اقتصادي قوي من شأنه دفع عجلة النمو الاقتصادى لمصر، وجذب أكبر قدر من الاستثمارات للمنطقة أسوة بما يتم في العالم أجمع وخلق فرص عمل لأبناء هذا الشعب وأبناء مدن الإقليم وتوفير حياة كريمة لشعب مصر. وقال مميش: "إننا كعاملين بهيئة قناة السويس سوف نعمل بكل الجد والاجتهاد لتطوير الأداء والإمكانات، وتطوير الخدمات البحرية لجذب أكبر عدد من السفن للمرور في القناة، مما يؤدى إلى زيادة الدخل القومي المصري وتنشيط حركة النقل البحري عبر قناة السويس، وفي تعاون وتنسيق كامل مع هيئة تنمية الإقليم الجاري التخطيط لإنشائها، ووضع التشريعات والقوانين المنظمة لها، وللاستثمار في الإقليم، وسوف نضع إمكانات الشركات التابعة للهيئة وترساناتها بعد رفع كفاءتها لخدمة مشاريع تنمية الإقليم واستحداث وإضافة أنشطة جديدة لهذه الشركات والترسانات طبقا لاحتياجات تنمية الإقليم والاشتراك في تجهيز وإعداد المناطق اللوجيستية. وأكد: "نعمل جميعا من أجل مصر، ولنلحق بركب الدول الاقتصادية المتقدمة لما فيه خير هذا الشعب العظيم، ولنجني جميعا ثمار ثورة يناير الرائعة، ثورة الشباب والشعب المصري البطل الذي خرج عن بكرة أبيه يرفض الظلم والاستبداد وينادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية". وفي ختام كلمته وجه مميش التحية للشعب المصري قائلا: "تحية للشعب المصري البطل في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، والتي شهدها العالم وانحنى لها إجلالا وتقديرا واحتراما، وتحية لشهداء الثورة الأبطال، ودعاؤنا لهم بجنة الخلد، فقد كتبوا بدمائهم وبأحرف من نور تاريخًا وطنيًا مشرفًا مملوءًا بالطموحات وبالروح والدم من أجل الوطن". ووجه مميش حديثه ل مرسي قائلا: أحمل لسيادتكم ولشعب مصر العظيم رسالة حب وإعزاز وتقدير، من جميع العاملين بهيئة قناة السويس وشركاتها التابعة، على تشريفكم لنا، واسمحوا لي أن أشيد بوطنية جميع العاملين بالهيئة وشركاتها الذين حافظوا على هذا المرفق الحيوي شريان الحياة لمصرنا الحبيبة، عاملين بكل الكفاءة والاقتدار ليلا ونهارا، ولم تتوقف الملاحة بالقناة ولو لدقيقة واحدة في أصعب الظروف التي مرت بها البلاد، بل حققوا أعلى معدلات في تاريخ دخل القناة في أصعب الظروف ، وكانت ملحمة وطنية رائعة شارك فيها الجميع بمنتهى الحماس والوطنية، فهم مواطنون مصريون وطنيون شرفاء عملوا في صمت فتكلم عملهم. وقال مميش :" لقد شارك في هذه الملحمة الوطنية المرشدون الأكفاء، والمهندسون الأفذاذ والموظفون النبلاء، والنقابيون الشرفاء والعمال المخلصون الوطنيون المهرة" ، موجها التحية لرؤساء الهيئة والعاملين السابقين بها. وأضاف مميش: أوجه التحية لرجال القوات المسلحة الساهرة على تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، بكل القوة والحرفية البالغة، وأخص بالذكر القيادة العامة للقوات المسلحة، والقوات البحرية، والجيش الثاني والثالث الميداني، وفوج تأمين المجرى الملاحي، وحرس الحدود وأبطال ورجال وزارة الداخلية الأوفياء، فالجميع يعملون في منطومة وتنسيق متكامل وتعاون أشعر ربابنة السفن والخطوط الملاحية بكل الأمان والأمن أثناء عبور المجرى الملاحي للقناة. وتعهد مميش قائلا :" إننا نعاهد الله وشعب مصر العظيم، نحن العاملين بهيئة قناة السويس وشركاتها التابعة، أن نحافظ على قناة السويس إرث أجدادنا مصرية خالصة، ورمزا للوطنية وشريانا للحياة ورمزا للعطاء، وسوف نعمل بكل ما نملك من قوة وفي تعاون كامل مع كل أجهزة الدولة لتطوير الأداء وزيادة الدخل القومي المصري، ولن ندخر جهدا أو حبة عرق، فهي أمانة في أعناقنا حملها لنا شعب مصر العظيم، وسوف نكون كما كنا دائما خير من يحمل الأمانة.