على بعد أمتار من المكان الذي يرقد فيه الرئيس السابق حسني مبارك، بمستشفى المعادي العسكري، نظم عدد من النشطاء السياسيين، وقفة احتجاجية أمام مبنى المحكمة الدستورية، هتفوا خلالها بعبارات حملت في مضمونها أن الرئيس محمد مرسي، لايختلف كثيرًا عن سابقه "مبارك"، بعدما سعى مؤيدون له إلى ترهيب قضاة المحكمة الدستورية، للحيلولة دون عقد الجلسة الخاصة بنظر حل الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشورى. من كل جوانب المحكمة، احتشدت قوات الأمن، لتقف في هدوء تام، بعيدا عن المنطقة التي يحتج فيها شباب وفتيات القوى السياسية، مكتفين بتبادل الابتسامات مع من يشير إليهم بالتحية. لم يكن أعداد المحتجين كبيرة، لكن كانت هتافاتهم تدوى المنطقة المحيطة بالمحكمة الدستورية، وكان من بينها: "يسقط يسقط حكم المرشد"، "ثورة في تونس ثورة في مصر.. ثورة ثورة حتى النصر"، "قالوا حرية وقالوا عدالة إلبس أسود على الرجالة"، "يامرسي.. خد عبرة". رفض المحتجون قطع الطريق، قائلين: "احنا محترمين"، في إشارة غير مباشرة منهم لمن يقومون بقطع الطريق أمام المحكمة الدستورية، ويعطلون عمل قضاة المحكمة، ويمنعونهم من الدخول. لم يؤكد أو ينف المحتجون نيتهم في الاعتصام أو المبيت أمام مقر المحكمة، لكنهم قاموا بتعليق لافتة كتبوا عليها: "حاصروكم ليرهبوكم ونحن هنا لحمايتكم"، في إشارة مباشرة بأنهم سيحضرون لحظة النطق بالحكم، إما تأجيل القضية أو صدور الحكم النهائي. كان المشهد اللافت حضور سيدة منتقبة، ظلت تهتف ضد الرئيس محمد مرسي، ومرشد الإخوان الدكتور محمد بديع، بل انتقدت تيار الإسلام السياسي كافة، ثم رفعت لافتة مكتوب عليها: "لا لإرهاب القضاة.. نعم لسيادة القانون"، ثم تعالى صوتها بالهتاف ضد من يرهبون القضاة، ويحتمون في حاكم البلاد. ب"علامات النصر"، عبر عدد من سائقي السيارات الذين يمرون أمام المحكمة الدستورية، عن تضامنهم مع منظمي الوقفة الاحتجاجية، في حين وقف رجال الشرطة على الحياد، مكتفين بتنظيم حركة المرور، وتبادل الابتسامات والسلام "يدا بيد" مع المشاركين في الوقفة. إحدى السيدات اللاتي تهتفن أمام المحكمة سألت أحد قيادات الأمن: "انت معانا ولا مع مرسي والإخوان"، ابتسم ورد قائلا: "أنا مع مصر.. والشرطة كلها مع مصر"، وهنا احتضنه أحد المشاركين، وقال له: "ربنا يحميكم ويحمي مصر من اللي هيودوها في داهية"، لكن رجل الشرطة رد عليه سريعا بالقول: "مش هنسمح لمخلوق يخلي مصر تروح في داهية.. اطمئنوا". كانت الفنانة والراقصة سما المصري، حاضرة في مقر الاحتجاج، لكن من خلال شاشة "لاب توب"، إحدى الفتيات، التي تجمع حولها عدد كبير من المحتجين لمشاهدة الأغنية الأخيرة ل"سما"، تلك التي تسخر فيها من الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل وأنصاره.