طالب الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية والحليف القوي في فريق 14 آذار، المسيحيين في دول الربيع العربي بأن يكونوا مشاركين في الأحداث ويلعبوا دوراً هاماً فيها أو يبقوا على الهامش، مضيفا "أدعوهم الى تنظيم أنفسهم في بلدان ثورات الربيع العربي ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم". وقال جعجع في حوار لم ينشر مع الصحيفة الفرنسية "لوريان لو جور" (L'Orient Le Jour)، أن غياب سعد الحريري عن لبنان أعطي الفرصة للقوي المتطرفة أن تنتشر في صيدا وطرابلس، كما طالب بحث ملف النازحين السوريين لأن نظام الأسد سيسقط عاجلا أو آجلا، على حد قوله، كما أكد ضرورة الاتفاق علي قانون الانتخاب اللبناني وعدم تأجيل الانتخابات المزمع عقدها هذا العام. ورأى جعجع "أن مصير المسيحيين مرتبط بما يُقررونه هم لأنفسهم، فإماأن يكونوا مشاركين في الأحداث ويلعبوا دوراً هاماً فيها وإما يبقوا على الهامش، وأنا أدعوهم الى تنظيم أنفسهم في بلدان ثورات الربيع العربي ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم، ومن هنا دورنا كمسيحيين في لبنان هو دعمهم وإعطاؤهم المعنويات اللازمة ليستمروا". وعن تأثير غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان قبيل الانتخابات، أجاب جعجع "أن غياب الحريري ترك فراغاً كبيراً وبالأخص على الساحة السنيّة، الأمر الذي ساهم بولادة ظواهر متفرقة في طرابلس وصيدا وسواها، فلو كان موجوداً في لبنان لما كنا رأيناها، من هنا إن محاربة القيادات المعتدلة أمثال الرئيس الحريري هي بمثابة دعم مباشر للحركات والمظاهر المتطرفة في لبنان". وفي ملف النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان، اعتبر جعجع أن "هذا الموضوع إنساني بكلّ تأكيد ولكن لا يجب أن يستمر الوضع على ما هو عليه، لأنه سيُصبح خارج سيطرة الدولة اللبنانية، من هنا على الحكومة ضبط الوضع إذ لا يمكن أن نترك أرضنا سائبة تحت غطاء أو هدف إنساني، يجب على الحكومة إحصاء عدد النازحين وتأمين المساعدات الإنسانية اللازمة لهم لحين مغادرتهم الأراضي اللبنانية سريعاً فور انتهاء الأزمة في سوريا". وعن الوضع بلبنان أكد جعجع أن "هدف قوى 14 آذار هو التوصُل إلى صيغة نهائية ومتفق عليها لقانون الانتخابات قبل نهاية شهر يناير/كانون الثاني الحالي، وفي حال لم تتوصل اللجنة النيابية المكلفة البحث في قانون الانتخاب إلى حلّ، سنطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن يعقد جلسة للبرلمان للتصويت على اقتراحات القوانين الثلاثة المطروحة". وجدد جعجع التأكيد أن "قانون الستين هو قانون مجحف لا يؤمّن المناصفة الفعلية التي نصّ عليها إتفاق الطائف، وبالتالي فإن أفضل قانون هو قانون الدوائر الصغرى (50 دائرة)"، لافتاً الى ان "النائب ميشال عون عاد منذ فترة لطرح مشروع اللقاء الأرثوذكسي من باب المزايدة فقط لا غير. وحذّر جعجع من ما وصفه "محاولات الفريق الآخر تطيير الاستحقاق الانتخابي المقبل تحت أي ذريعة كانت"، مشددا على وجوب احترام المواعيد الدستورية، كاشفا عن أن "هدف قوى 14 آذار هو ربح أكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة لتشكيل حكومة أكثرية"، مشيراً الى أنه "في أميركا وبريطانيا وفرنسا تُعتمد الدائرة الفردية التي تعطي إمكانية أكبر لمحاسبة المرشح بشكل أفضل". وعن عودة الاغتيالات ومحاولات الاغتيال في العام 2012، اعتبر جعجع "أن الفريق الآخر اعتمد أسلوب القتل منذ العام 2005، أي بعد خروج السوريين من لبنان ليُحقق المكاسب في السياسة، ولكنه أخذ فترة راحة ما بين 2008 و2011 بعد أن نال هذا الفريق الثلث المعطّل في الحكومة، ولكنه اليوم وبعد ان استولى على كامل الحكومة، وبعد ان أدرك أن النظام السوري في طريقه إلى الإنهيار التام، وبعد أن إكتشف أن استطلاعات الرأي تُظهر تقدماً واضحاً لقوى 14 آذار لدى الرأي العام اللبناني، عاد هذا الفريق إلى أسلوبه القديم وهو الاغتيالات لتحقيق مكاسب سياسية تُمكّنه من تحضير الساحة ليفوز في الانتخابات النيابية المقبلة". ورفض جعجع مقولة أن "قوى 14 آذار تُراهن على سقوط نظام الأسد في سوريا، الأمر الذي سيؤثر على سلوكية حزب الله في الداخل"، فشرح "أنا لا أراهن على سقوط الأسد لإحداث تغيير في الداخل اللبناني، ولكن هذا لا يمنع أنه سيسقط عاجلاً أم آجلاً، وبالتالي سيكون لهذا السقوط تداعياته على الساحة الداخلية، صحيحٌ أن نظام الأسد هو داعم أساسي لفريق 8 آذار لا بل هو صانعه ولكن هذا الفريق لديه نقطة ارتكاز أخرى هي إيران التي تُعاني بدورها أيضاً من مشاكلها الخاصة". وعن رأيه بقيام كتلة وسطية ما بين 8 و14 آذار، أوضح جعجع "اذا كانت الوسطية تعني عدم اتخاذ موقف من الأحداث وطرح حلول لمشاكل البلد بل مجرد الوقوف على الحياد من الأحداث، فأنا أرفض هذه الوسطية لأنها غش للرأي العام، إنما في الوقت ذاته لا يمنع أن يكون أي شخص مستقلاً ولكن عليه أن يملك رأياً وموقفاً من الأحداث". وفي جديد التحقيقات في محاولة الاغتيال التي تعرض لها في "معراب"، قال جعجع "لا جديد حتى الآن وكأن ملف القضية قد أُقفل أو أُهمل، مع العلم أن لدي شكوكي الخاصة بالجهة التي تقف وراء هذه المحاولة ولكنني لن أُفصح عنها وأفضّل تركها لنفسي".