أعرب عدد كبير من الساسة الإسرائيليين عن غضبهم من التصريحات التي أدلى بها الرئيس شمعون بيريز، أمس الأحد، بشأن ثقته وإيمانه برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، مؤكدًا أنه رجل يجتهد من أجل إبرام السلام مع إسرائيل ويجب دعمه بدلا من عدم الإنصات إليه. وكان بيريز قد دعا في لقاء له مع بعض من السفراء الأجانب المعتمدين في إسرائيل إلى ضرورة إكمال اتفاقية السلام مع الفلسطينيين، مؤكداً أنه يمكن التوصل في الوقت ذاته إلى حلّ الدولتين مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقال بيريز: إنه لا بديل لحل الدولتين، ولا يوجد زعيم أفضل من محمود عباس لتطبيق هذا الحل، خصوصا إن وضعنا في الاعتبار أنه الرئيس العربي الوحيد، والحديث لبيريز، الذي يؤيد بشجاعة فكرة إحلال السلام ومعارضة الإرهاب. وفى سياق متصل، وجه المستشار الإعلامي لحزب الليكود انتقادات قوية إلى بيريز زاعما أنه يتحدث بلا مسئولية أو تنسيق مع مكتب رئيس الوزراء، الأمر الذي دفع بالكثير إلى التحليلات الصادرة في الصحف الإسرائيلية اليوم إلى التأكيد على أن هذا الحديث سيفجر الخلافات من جديد بين نتنياهو و بيريز، بعد فترة من الهدوء الحذر بينهما. وبرغم الانتقادات التي وجهها الكثير من القيادات اليمينية الإسرائيلية إلى بيريز، أشاد عدد من رؤساء الأحزاب الأخرى بهذه التصريحات، وعلى رأسها تسيفي ليفني التي رأت أن بيريز تحدث بشجاعة تفتقدها إسرائيل الآن، مشيدة بتصريحاته التي بلورت من جديد الأمل في السلام بعد سنوات من فقدانه في ظل حكومة نتنياهو.