يحرص القس جرجس المحرقي على ارتداء ملابسه الثقيلة تحت الزي الحريري الأبيض ليلة احتفال الأقباط بأعياد الميلاد (الكريسماس) في العاصمة الألمانية برلين. وقال القس (51 عامًا) من داخل الكنيسة القبطية في منطقة ليشتنبرج ببرلين:"إن لم أفعل هذا فسأرتجف من البرودة أثناء القداس". ويشعر القس المصري بالحزن الشديد في أعقاب حادث تفجير كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية المصرية الأمر الذي أسفر عن مقتل 20 شخصا. وسيكون شكل الاحتفالات القبطية بأعياد الميلاد هذا العام مختلفا بالنسبة ل 100 أسرة في برلين يحتفلون بهذه المناسبة ليلة السادس من يناير. وقال رمسيس إبراهيم، أحد أعضاء الجالية القبطية في برلين:"سيتم تقليص فترة القداس إلى ثلاث ساعات نعود بعدها لمنازلنا إذ لن نتناول الطعام سويا كما يحدث عادة". وأكد إبراهيم:"لا نخشى من وقوع هجوم ولكن لا يمكننا الاحتفال بعد مقتل إخواننا وأخواتنا في الإسكندرية". وكان الأقباط في برلين يحتفلون عادة بعد القداس، إذ يجلسون سويا ويتناولون الطعام لوقت متأخر من الليل كما كان بعض أعضاء الكنيسة يحرصون على جلب وجبات متميزة طهوها بنفسهم ليتناولوها سويا. ويقدم القس المصري جرجس الذي جاء من دير يقع على بعد نحو 400 كيلومتر جنوبي القاهرة، العظات في العديد من المدن الألمانية منها هانوفر ودريسدن ولايبزج. وتعلم القس اللغة الألمانية ويقدم عظاته باللغتين العربية والألمانية. ولا يتوقف هاتف القس جرجس عن الرنين في الوقت الحالي للسؤال عن رأيه في ما حدث في الإسكندرية. أما إبراهيم فيقول:"كنا نتمنى أن نتحول لمركز الاهتمام في مناسبة أخرى غير هذه." وقال العديد من رجال الجالية القبطية في برلين: إنهم طلبوا من الشرطة الحماية خاصة في أعقاب التهديدات التي ظهرت على شبكة الإنترنت وأكدوا:"نريد سيارة شرطة أمام باب الكنيسة". وليس من الواضح بعد الطريقة التي سيتم بها تأمين قداس أعياد الميلاد في برلين فمن جهتها ترى شرطة برلين عدم وجود حاجة لتعزيز الإجراءات الأمنية المعززة بالفعل منذ فترة. وينحدر إبراهيم من القاهرة ويعيش في ألمانيا منذ 21 عاما، حيث أسس أسرته فيها. ويقول إبراهيم: "يذهب أبنائي الاثنان إلى المدرسة في برلين ويتحدثان الألمانية". وظلت الكنيسة الإنجليلية الواقعة بين مركز سابق لقوات الشتازي وسجن للنساء مهجورة لفترة طويلة إلى أن انتهت بها الحال مع المسيحيين الأقباط عام 1998 . ويعتبر مبنى الكنيسة الذي يزيد عمره على 100 عام كبيرا بالنسبة للجالية القبطية الصغيرة التي لا تجد في الوقت الحالي النقود الكافية لتجديد المبنى. وهناك جناح في الكنيسة مخصص لمبيت المشردين. ويلتقي أتباع الكنيسة في غرفة بيضاء لحضور العظات وبالرغم من أن جهود تدفئة المكان تجري على قدم وساق حاليا إلا أن المصلين لا يعتقدون أن الجو سيكون دافئا ليلة الاحتفال ولذلك سيرتدون على الأغلب ملابسهم الثقيلة أثناء القداس. ويتمنى أتباع الطائفة القبطية لو لم يكن عدد أتباعها قليلا بهذه الدرجة ولكن القس جرجس يرى أن الكثير من الشباب في الوقت الحالي لا يهتمون بمسألة الدين.