قال المؤرخ محمد عفيفي، إن القمص سرجيوس الذي خطب من فوق منبر الأزهر في ثورة 1919؛ ضرب مثالاً مبكراً للاهوت التحرير الذي كتبه وأصل له قساوسة أمريكا اللاتينية في ستينيات القرن الماضي متأثرين بالفكر الماركسي؛ إذ شارك في الثورة وأخرج الكنيسة من عزلتها. وأضاف عفيفي، أن سرجيوس أثبت أنه لم يعد دور رجل الدين المسيحي بفضله محصورًا داخل الكنيسة أو علي المذبح. وأضاف عفيفي في الندوة التي عقدت علي هامش مؤتمر الدين والسياسة في مصر عبر العصور بالمجلس الأعلي للثقافة اليوم الأربعا، أن سرجيوس نادي بالوحدة الوطنية في الوقت الذي كان الإنجليز فيه يروجون الفكرة بأن ثورة 19 هي ثورة المسلمين وأنهم حماة الأقليات في مصر؛ وكان سرجيوس بحسب مؤلف عرب وعثمانيون؛ منفتحاً علي الكنائس الأخري وكان من أول المنادين بإصلاح الكنيسة الأرثوذكسية. وقال صاحب كتاب"المستبد العادل" إن أحد الأسباب التي ساهمت في تكوين سرجيوس هو خبرته بالاحتلال الإنجليزي في السودان محاولاتهم إيقاع الفتن بين المسلمين والمسيحيين هناك. وقال عفيفي: إن الأقباط كانت لديهم توفات من ثورة 52 في البداية؛ إذ ظن بعضهم أن الإخوان المسلمين يقفون وراء تلك الثورة وظلت تلك التخوفات قائمة حتي سنة 1954 وكان سرجيوس من بين هؤلاء وهو ما دفعه لكتابة مقالات لاذعة بحق ثورة يوليو أدت في النهاية لإغلاق صحيفته "المنار" ومنعه من العمل العام والوعظ حتي أواخر الخمسينيات. وقال عفيفي إن ذلك لم يمنع من تحول سرجيوس بعد وفاته عام 1964 إلي رمز للوحدة الوطنية؛ فموت بطل التاريخ ليس نهاية له فهو يتحول إلي رمز في العقل الجمعي للمجتمع.