سادت المشهد حالة كبيرة من التضارب بسبب تناقض التصريحات الرسمية بين المسئولين بالدولة منذ انتشر خبر دعوة وزير الدفاع للقاء بين أطياف الشعب المصري غدا الأربعاء بالقرية الأولمبية لقوات الدفاع الجوي بالتجمع الخامس، وبدا واضحًا أن الخلاف سببه تسمية تلك الدعوة ومضمون اللقاء الذي سيتم بناء عليها، كما يوحى التضارب بأن الدعوة جاءت مفاجئة. أول ما يدعو للتضارب والتعجب هو خروج بيان الدعوة التي وجهها وزير الدفاع من وزارة الداخلية، ذلك البيان الذي وصفها بأنها مبادرة بدعوة طوائف الشعب المصرى من سياسيين وإعلاميين وفنانيين ورياضيين، صباح باكر الأربعاء بالقرية الأوليمبية لقوات الدفاع الجوي بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة للحوار للخروج من الأزمة الراهنة. وهو نفس البيان الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية للدولة "أ.ش.أ" تحت عنوان أنه دعوة للحوار الوطني من قبل وزير الدفاع، ثم الوكالة ونفت الخبر على لسان متحدث القوات المسلحة وجاء في خبر النفي: "أنه لا صحة لتوجيه الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الدعوة لحوار وطنى فى إحدى دور القوات المسلحة". والملاحظ أن نفي الوكالة الرسمية شمل نفي التسمية ونفي الأمر كله جملة وتفصيلا، بمعنى أن وزير الدفاع لم يدع لأي شيء من الأساس وكأن الأمر كله مختلق. إلا أن المفاجئ بعد هذا النفي هو خروج العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة، عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" ليؤكد أن وزير الدفاع وجه دعوة لعدد كبير ممن وصفهم ب"شركاء الوطن" للقاء ل"التواصل الإنساني" بحضور رئيس الجمهورية. لكن متحدث الرئاسة الدكتور ياسر علي، صرح ل"بوابة الأهرام" -بشكل واضح لا لبس فيه- بأن الرئيس مرسي لن يحضر هذا اللقاء الذي وصفه متحدث الرئاسة بأنه حوار مجتمعي بادر بالدعوة إليه وزير الدفاع خلال لقائه مع وزير الداخلية اليوم بنادي شرطة الجزيرة، وأكد متحدث الرئاسة أن الحوار الوطني الرسمي الوحيد يتم بمؤسسة الرئاسة فقط، وأن ما دعا إليه وزير الدفاع ليس إلا لقاء وحوار مجتمعي، بل وقال: إن سبب اللغط أن الوكالة الرسمية بثت الأمر في البداية على أنه حوار وطني. بعد تصريح متحدث الرئاسة الذي نفى فيه حضور الرئيس لهذا اللقاء-الذي حمل مسميات كثيرة- بثت وكالة رويتزر للأنباء خبرا يؤكد أن متحدث باسم الإخوان أكد مشاركة الجماعة للقاء الذي دعا إليه الجيش. ثم بعد هذا الخبر بدقائق معدودة خرج السفير محمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، على قناة الجزيرة مباشر مصر؛ ليؤكد على أمر واحد فقط وهو دعوة وزير الدفاع تمت بإذن الرئيس وبالتشاور معه، وفي نفس الوقت يقول إن الرئيس أقر بتلك الدعوة التي وصفها رئيس الديوان بأنها دعوة للتواصل الوطني، ولم يشر الطهطاوي إلى ما إذا كان الرئيس سيحضر اللقاء أم لا. ولكن اللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع، خرج على قناة الحياة مؤكدًا أن أن اللقاء الموسع الذي دعا إليه وزير الدفاع والإنتاج الحربي غدا الأربعاء بحضور الرئيس محمد مرسى، إنما تأتى في إطار الأسرة المصرية الواحدة وليست جزءًا من الحوار الوطني، كما أنه ليس لقاء سياسيا. والملاحظ هنا أن مساعد وزير الدفاع أكد على أمرين هما أن اللقاء ليس حوار وطنيا ولا سياسيا، وأن الرئيس سيحضر. ثم بث التليفزيون المصري تصريحات لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، أكد فبها أن الحوار المقرر غدا الأربعاء في القرية الأوليمبية لن يتناول قضايا سياسية أو موضوع الاستفتاء على الدستور لكنه يستهدف لم شمل الأطياف المصرية.وقال نصا: " إحنا بكرة هنقعد ومش هنتكلم لا في السياسة ولا في استفتاء، بكرة هنقعد مع بعض كمصريين". وفجأة خرج الدكتور ياسر علي، متحدث الرئاسة، على عدة فضائيات؛ ليؤكد على أن اللقاء ليس حوار وطنيا وإنما دعوة من وزير الدفاع للأطياف المختلفة للقاء مجتمعي بهدف مد جسور التواصل، وفي نفس الوقت قال متحدث الرئاسة إن الرئيس مرسي يدعم اللقاء وإنه سيحضره. الموقف النهائي إذن حسب أخر تصريح لمسئول رسمي وهو متحدث الرئاسة أن الرئيس سيحضر اللقاء، ولا يتبقى سوى الانتظار حتى نرى اللقاء غدًا.