أثارت تصريحات الرئيس مرسي حول المشروع النووي بالضبعة لغطًا كبيرًا، منذ بدأ برنامجه الانتخابي مرورا بزيارته لمحافظة مرسى مطروح، وكان آخرها إعطاءهم تصريح بالزراعة واستصلاح أرض الضبعة، دون خوف، وغضبا من جانب العلماء القائمين على هذا المشروع. والذين استشعروا الخوف على حياتهم، خصوصا بعد تلقيهم تهديدات تليفونية من بعض أهالي الضبعة، بقتلهم وخطف زوجاتهم وأولادهم إذا لم يتراجعوا عن إقامة المشروع النووي فى هذه المنطقة. وترصد "بوابة الأهرام" تصريحات الرئيس مرسي حول مشروع الضبعة منذ جولاته الانتخابية وحتى الأن، وتأثيرها، على أهالي الضبعة، و أيضا تصريحات العلماء القائمين عليه، وصحة التهديدات التى تلقوها –حسب قولهم- من أهالي الضبعة. فخلال جولاته الانتخابيه زار مرسي الاعتصام الذي قام به أهالي الضبعه ضد مشروع المحطه النووية في مطروح، وبدا من كلمته أمام آلاف المحتجين وقتها أنه يؤيد مطالبهم في وقف تنفيذ المشروع، لكنه حين زار المحافظه الشهر الماضي لم يعط اجابات قاطعه عما إذا كانت الدوله عازمه علي تنفيذ المشروع أم لا ففى إحدى خطاباته الانتخابية وأثناء عرض برنامجه أعلن تضامنه مع مطلب أهل الضبعة بإلغاء المشروع. ومنذ أيام قليلة تحدث مرسي عن أهمية المشروع وتطمين أهالي الضبعة بعدم خطورته الصحية وتعويضهم ماديًا عن أراضيهم التى سيقام عليها المشروع. وردًا على اعتصام أهالى الضبعة أمام قصر الاتحادية وفى موقع أرض الضبعة، ورفضهم لتصريحاته، لم يعط إجابات قاطعة حول إقامة المشروع من عدمه. وفى تصريحات أخرى لمصادر رئاسية –حسب ما نشرته جريدة الشرق الوسط اليوم الثلاثاء-، أن الرئيس مرسي قال إنه لن يضار أحد من أهالى الضبعة، و"عليهم أن يقوموا بالزراعة والاستصلاح في أرض المشروع دون خوف" وأشارت المصادر نفسها إلي أن الرئيس قرر إرسال وفد من مستشاريه خلال اليومين القادمين للوقوف علي مشاكل مطروح والضبعة علي الطبيعه. وقد صرح المهندس محمد كمال، رئيس اللجنة النقابية بهيئة الطاقة الذرية ومدير مركز المعلومات، بتلقى عدد كبيرا من العلماء القائمين على مشروع الضبعة والمعروفين لأهالي الضبعة، مكالمات هاتفية تهددهم بالقتل، وخطف أولادهم وزوجاتهم إذا لم يتراجعوا عن دعمهم للمشروع النووي على أرض الضبعة. مؤكدا أن هذه التهديدات ليست بجديدة وأنه سبق وأن تلقوا هذه التهديدات من قبل، وأعقبها تدمير أهالي الضبعة للمفاعل النووي. وأضاف كمال بأن هيئة الطاقة الذرية فى اجتماع منعقد الآن بكامل طاقمها المسئول عن مشروع الضبعة، لمناقشة تصريحات الرئيس مرسي فى اجتماعه الأخير مع أهل الضبعة. وفى سياق متصل، عقب الدكتور إبراهيم العسيري مستشار البرنامج النووى المصري، على هذا التناقض فى تصريحات الرئيس مرسي، حول مشروع الضبعة قائلا: إن الرئيس مرسي للأسف يتبع نفس سياسة الرئيس السابق مبارك حول مشروع الضبعة، فمعنى اختيار موقع آخر للضبعة معناه قتل للمشروع، وهدر كبير للمال الذى أنفق على سنوات من البحث والدراسة حول هذا الموقع، وأيضا هدر لسنوات طويلة تكبدنا فيها نحن العلماء القائمين على هذا المشروع، معاناة طويلة، حتى أن بعضنا عمل عليه شابا والآن هو بسن المعاش، ولم ينفذ حتى الآن. وأضاف، تعقيبا على عدم دعوة الرئيس مرسي لعلماء الضبعة والتحاور معهم حول أهمية المشروع، قائلا: إن للعلماء كرامة، فلن يطلبوا هم مقابلة الرئيس دون أن تتم دعوتهم لمقابلته مستنكرا، دعوة الرئيس للفنانين والإعلامين، دون العلماء الذين هم عماد التقدم والتطور. ومن جانبه أكد العسيري مكالمات التهديد التى تلقاها عدد من العلماء القائمين على إقامة مشروع الضبعة النووي. ومن جانبه علق الدكتور على كرم الدين رئيس شعبة المفاعلات النووية بهيئة الطاقة الذرية سابقا، على تصريح الرئيس مرسي حول أن يقوم أهالي الضبعة بالزراعة واستصلاح أراضي دون خوف، أن الرئيس مرسي قصد بذلك التصريح أن منطقة الضبعة آمنة للزراعة بجوار المفاعل النووي، وأراد أن يعطى مثالا حيا لهم بأن وجودهم بجوار المفاعل مستقبلا لن يسبب خطورة عليهم صحيا.مشيرا إلى أن المفاعلات الفرنسية والألمانية تتم الزراعة بجوارها، فى منطقة تسمى ب"المنطقة الآمنة"، وتبعد حوالي 5 كيلو متر عن منطقة المفاعل مضيفا، انهم أيضا يقوموا بتبريد المفاعل فى مياه النهر فى ألمانيا. وعن إمكانية إلغاء الرئيس مرسي للمشروع النووي على منطقة الضبعة تلبية لطلب أهالي المنطقة، رد غاضبا، أن هذا الإلغاء سيضيع مجهود سنوات منا، وسيؤدي لضياع مجهود ودراسات، وسنصبح فى حاجة ل20 عاما أخرى للبحث عن منطقة أخرى تصلح لإقامة مفاعل.