«يا ليلة العيد آنستينا وجددتى الأمل فينا يا ليلة العيد، هلالك هل لعنينا فرحنا له وغنينا، وقولنا السعد هيجينا على قدومك يا ليلة العيد».. وحدها كلمات أحمد رامى التى تشدو بها أم كلثوم على ألحان رياض السنباطى القادرة على صناعة هذه الحالة، حالة العيد التى تستحضرها كلمات الأغنية فى أى زمان ومكان تحل بهما، حالة فريدة تمنحنا مواساة ذات طابع خاص، وفرحة ممزوجة بالشجن لرحيل الشهر الكريم وقدوم العيد، تبث السعادة فى النفوس، وتمتلئ الأرجاء بأجواء العيد بمجرد الاستماع لنغماتها، فيبقى الجميع فى حالة تأهب واستعداد لوداع يتبعه لقاء. بعد تناول آخر وجبة إفطار فى اليوم الثلاثين «يوم الوقفة» تبدأ كل أسرة فى ممارسة طقوسها المعتادة ليلة العيد، ولكن هناك مجموعة من القواسم المشتركة بين الجميع يقومون بها بنفس الصورة وربما نفس الترتيب. «اتصال» و«سؤال» و«معايدة» لابد منها لأفراد العائلة حرصًا على التهنئة وصلة رحم وود لا ينقطع خاصة فى مثل هذه المناسبة وفى ظل ظروف الحياة وعدم التواصل بصفة مستمرة مع الأهل والأصدقاء فيأتى العيد كفرصة أمثل للاقتراب ونشر المودة، وسواء جاءت المعايدات فى صورتها التقليدية المعتادة باتصال تليفونى أو باستخدام وسائل حديثة كمعايدات الواتس آب ومواقع التواصل الاجتماعى فالمهم أن تتم وتحضر. ومن أجواء المعايدة إلى استكمال ما تبقى من أعمال منزلية _إن وجد_ خاصة ما يتعلق بإعادة المفروشات التى تم غسلها وتنظيفها إلى أماكنها باعتبارها المرحلة الأخيرة فى عملية التنظيف، لتبدأ بعد ذلك سهرة خاصة لا تعرف طريقها للنوم «سهرة صباحي» تشهد بداية برنامج العيد مع إحدى المسرحيات التى تتناقلها القنوات يومياً فيما بينها حتى سماع صوت التكبيرات وأداء صلاة العيد، وذلك بعد المرور بأهم محطة ومشهد يعيشه الجميع فى كل البيوت وهو تناول الطعام والشراب بعد آذان الفجر مباشرة لكسر العادة الرمضانية والتأكيد على انتهاء حالة الصيام.