الجمهور استمتع بالمواجهة بين الأصدقاء رغم الإفصاح عما بداخل كل منهم «رمزى» تركيبة معقدة رغم التماسك الشكلى يتميز الفنان طارق لطفى بأدائه الرشيق، حيث يقدم فى كل عمل شخصية مختلفة عن الأخرى، لذا نال ثقة الجمهور خصوصا فى اختياراته لأعماله، وفى هذا الموسم الرمضانى يطل لطفى على جمهوره بشخصية درامية مختلفة ومركبة، وهى شخصية «رمزي» فى مسلسل «القاهرةكابول» الذى كتبه عبد الرحيم كمال، وأخرجه حسام على، ويشاركه البطولة فتحى عبد الوهاب وخالد الصاوى وحنان مطاوع ونبيل الحلفاوى. ومع نجاح المسلسل أجرت «الأهرام العربى» حوارا مع النجم طارق لطفى، الذى أجاب عن العديد من الأسئلة التى شغلت الجماهير، وكذلك كشف كواليس التحضير للمسلسل. كيف ترى تعلق المشاهدين بالمسلسل منذ الحلقات الأولى؟ الحمد لله لقد بذلنا مجهوداً كبيراً فى هذا العمل، واستغرق التصوير فترة طويلة، لكن مع أول رد فعل بعد الأسبوع الأول، شعرت أن مجهودنا لم يذهب هباء، واستطاع المسلسل أن يجذب المشاهدين إليه، وهذا هو الأهم أن ترى مسلسلك يحتل مكانة كبرى فى ظل وجود أعمال كبرى مذاعة فى نفس التوقيت، وبها نجوم أصحاب شعبية طاغية. لعبت دور "رمزى" وهو شخصية مركبة بها العديد من الخيوط المتشابكة كيف استطعت فك رموز هذه الشخصية؟ عندما قرأت السيناريو حاولت الوقوف على أهم النقاط التى أحدثت تغيرات فى مشواره، فوجدت الشخصية مقسمة لعدة أقسام، بدأت فى مرحلة الطفولة بشخص عادى يلعب مع زملائه فى منطقة السيدة زينب، لكن كانت لديه ميول بأن يكون شخصية مسيطرة، وهو ما استغله أحد جيرانه لاستقطابه إلى الأفكار المتطرفة، ثم تأتى المرحلة الجامعية فيتشكل وعيه على الأفكار المغلوطة، خصوصاً أن المناخ العام الذى كان سائداً فى تلك الفترة يسمح بذلك نظراً لانتشار الجماعات الإرهابية تحت مسميات مختلفة، وهناك خط آخر بداخل الشخصية وهو الخط العاطفى، حيث وقع فى غرام ابنة خاله، كل هذه المشاعر والطموحات داخل عقل واحد، بالتأكيد سيحدث له زلزال فى أفكاره يؤدى فى النهاية لتركيبة مدمرة رغم التماسك الشكلى. الجمهور ربط بين شخصية رمزى وشخصية أسامة بن لادن أو رمزى بن شيبة ما السبب؟ بالتأكيد منذ ظهور الصورة الأولى للعمل وهناك من حاول الربط بين رمزى وبين أسامة بن لادن لعدة أسباب، أولها هو تطرق العمل لفترة مهمة وهى الوجود فى كابول عاصمة أفغانستان، وخلال السنوات الطويلة الماضية كانت صور بن لادن تحتل نشرات الأخبار، السبب الثانى هو التشابه الشكلى بين رمزى وبين بن لادن من حيث اللحية والملابس الأفغانية، أما بعض الناس التى تصورت أننا نقصد باسم "رمزى" الإشارة إلى رمزى بن شيبة القيادى المتهم فى تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر، فهو تصور خاطئ، لأن هذه الشخصية تم رسمها من خيال المؤلف لتخدم خطاً درامياً داخل المسلسل. كيف تفسر استمتاع الجمهور بمشهد التقاء الأصدقاء الأربعة داخل المنزل فى لندن رغم الحوار الطويل بينهم؟ تابعت ما كتب على "السوشيال ميديا" من ردود الأفعال الإيجابية حول الحلقة الثانية، خصوصا أنها مكتوبة بشكل ممتاز، حيث اجتمع أصدقاء الطفولة فى منزل "طارق" الإعلامى المعروف، فى لندن، وكانت البداية جيدة حيث تذكروا أيام الطفولة والدراسة، وكذلك الخط العاطفى داخل شخصية رمزى وعلاقته بابنة خاله التى لاتزال لها مكانة فى قلبه لدرجة أنه خرج من هذه المقابلة وقام بالاتصال بها، وكان المخرج حسام على بارعاً فى ترتيب جلوس الأصدقاء من حيث المواجهة بين رمزى والضابط، بما يعنى أن الصراع الأكبر سيكون بينهما، لأن كلاً منهما يسير فى اتجاه مخالف للآخر، هذا المشهد يعتبر كاشفاً لكل شخصية وأفكارها وعلاقتها بالآخرين، وهو ما يفسر كيف يفكر هؤلاء الإرهابيون وأيضاً كيف يحاولون استقطاب الشباب عن طريق رفع الشعارات الدينية، ورغم سخونة الحوار فإن المخرج استطاع عمل لقطات "فلاش باك" حتى يعطى بعض الحيوية للمشهد. بعض الفنانين يهربون من الشخصيات الشريرة حتى لا يكرههم الجمهور، فهل فكرت فى ذلك قبل قبول أداء الدور؟ الممثل الجيد يحب أن ينوع فى أدواره وأن يقدم شخصيات مختلفة فى كل أعماله، ومن المستحيل أن تجد كل الأدوار طيبة، لكن من وجهة نظرى أرى أن الشخصية الشريرة مغرية جداً لأى فنان، لأن بداخلها توجد مناطق مختلفة تستطيع أن تخرج قدراتك الفنية فى التحول من منطقة لأخرى داخل نفس المشهد بكفاءة عالية، وهنا يظهر التحدى الداخلى الذى يستفز الفنان فى الوصول لقمة الأداء بسهولة ويسر، فعلى سبيل المثال شخصية "رمزى" وهو مع زملاء الطفولة كان هادىء الطباع، وكان يبتسم مع زميله المخرج ويتحدث بنبرة صوتية عادية مع زميله الإعلامى، لكن عندما جاءت المواجهة بينه وبين زميله الضابط لم تتغير نبرة صوته، إنما تغيرت ملامح وجهه ونظرات عينيه لتبدو صارمة وتعكس ما بداخله، أما أن يكره الجمهور الشخصية الشريرة فهذا غير صحيح، لأن الجمهور الآن أصبح واعيا تماماً ويفرق بين الممثل وبين الشخصية التى يؤديها. المسلسل كان من المفترض أن يعرض رمضان الماضى، لماذا تم التأجيل؟ بالفعل العمل أخذ وقتا طويلا فى التحضيرات وعندما انتهى الكاتب عبدالرحيم كمال من السيناريو، بدأنا التصوير، وكان مقرراً عرضه الموسم الماضي، لكن المشكلة أن المسلسل يتم تصويره فى أماكن مختلفة فى مصر وخارج مصر، وكان من المفترض أن يسافر فريق العمل إلى لندن لكن جاءت جائحة "كورونا" وأغلقت بعض الدول مطاراتها، بالتالى تعذر السفر وتأجل التصوير، وهو ما جعلنا نكمل باقى المشاهد بعد شهر رمضان الماضي، وقد أخذنا مساحة من الوقت استطعنا خلالها إظهار العمل فى شكل جيد، وهو ما انعكس على الشاشة. كيف ترى وجود أسماء لامعة فى عمل واحد مثل، خالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب وحنان مطاوع، هل ترى أن ذلك يرتقى بالأداء التمثيلى؟ كل هذه الأسماء هى لفنانين كبار وموهوبين، ووجودهم يعطى للعمل ثقلاً كبيراً، خصوصا أن الفنان يحب أن يكون من يقف أمامه على نفس الدرجة لتكون هناك منافسة تُخرج أفضل ما لديهم, وهو ما ينعكس على العمل ككل، ويجعل المشاهد فى انتظارهم طوال الوقت.