على قدم وساق، تسعى الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، لاتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية في مواجهة جائحة كورونا، الذي يعصف بالعالم خلال الأوقات الراهنة، حيث تتزايد الإصابات بشكل حاد في جميع دول العالم، فوصل عدد الإصابات بالفيروس إلى ما يقرب من 155 مليون حالة، وارتفع عدد الوفيات ليصبح 3 ملايين و241 ألفًا و459 حالة وفاة، ومن المتوقع الزيادة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، مما يؤكد خطورة الوضع الحالي في العالم. واتخذت الحكومة بالأمس، حزمة كبيرة من القرارات، لحماية المواطنين خلال الفترة الراهنة، وعدم تفشي الفيروس، في ظل عودة ارتفاع الإصابات والوفيات مرة أخرى في مصر، ومنها غلق كافة المنشآت التجارية، بما في ذلك المحال والمقاهي والمولات من التاسعة مساء، وذلك بداية من اليوم ولمدة أسبوعين، كما يحظر كافة الفعاليات الجماعية داخل المنشآت. كما قررت الحكومة أن تكون إجازة عيد الفطر من الأربعاء المقبل حتى الأحد التالي، وخلال العطلة سيتم إغلاق كافة الحدائق والمتنزهات والشواطئ العامة، مع السماح بإقامة صلاة عيد الفطر في المساجد، على أن تقام الصلاة بأسرع وقت ممكن مع حظر اصطحاب الأطفال. الاستهتار بالفيروس وعلى الرغم من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة حفاظا على سلامة المواطنين من انتشار فيروس كورونا، إلا أن حالة من الاستهتار واللامبالاة عند بعض المواطنين فيعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر، فقبل ساعة الغلق يقبل المواطنون على المحال التجارية بشراسة لشراء ملابس العيد ومستلزماته، ويتدافع المواطنين في المحال والمواصلات في الدقائق المتبقية من الساعة الأخيرة قبل الغلق، في مشاهد مخيفة تنذر بكارثة، غير عابئين بخطورة تكدسهم والذي يمكن أن تسبب في حدوث كارثة وانتشار أكبر وأخطر للفيروس. التكدس لشراء ملابس العيد الزحام على شراء ملابس العيد، أصبح خطرا يهدد بحدوث كارثة قد تطفو على السطح بعد أيام، فرغم كافة التحذيرات التي يتم إطلاقها والإجراءات الاحترازية التي يتم اتخاذها خلال الآونة الأخيرة، والمناشدات بالابتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة، إلا أن عادة شراء ملابس العيد تسيطر على المواطنين رغم ضيق الوقت، الأمر الذي حذر منه الأطباء، موضحين السينايوهات المتوقع حدوثها في حال الالتزام أو الاستهتار الذي قد يسبب تفاقم الأزمة خلال الأيام القادمة. خطورة الموجة الثالثة واشتدت وطاة الموجة الثالثة من الوباء حول العالم في الأيام القليلة الماضية وكذلك في مصر، حيث ازدادت مؤخرا أعداد الإصابات والوفيات بشكل ملحوظ، والسبب الرئيسي في هذه الزيادة وحدة انتشار الموجة الثالثة بحسب الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، هو استهتار الكثير من المواطنين وعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية خلال شهر رمضان الكريم، حيث التجمعات والزيارات الاجتماعية وتناول السحور خارج المنزل والتنزه ليلا. كما أن غياب الوعي الإعلامي يعد من أسباب استهتار المواطنين، الذي بدوره أدى لاطمئنان المواطنين بأن الوباء انحسر وانتهى، لذا يطالب من وسائل الإعلام ووزارة الصحة العمل على توعية المواطنبن بخطورة الوباء وكيفية تلافي خطر العدوى وتطبيق الإجراءات الاحترازية، خاصة مع إجراءات الحكومة التي اتخذتها للحد من انتشار الوباء. التكدس ينذر بكارثة ولكن يؤكد الدكتور عبد العظيم ل "بوابة الأهرام"، أنه مع الأسف قبل الساعة المحددة للحظر يتم ملاحظة زحام شديد في المحال التجارية و الشوارع والمواصلات العامة، قبل موعد غلق المحال، وهذا التكدس ينذر بحدوث كارثة وزيادة أعداد الإصابات والوفيات والتي قد تظهر خلال أسبوعين، لذا يجب على الجميع تحمل المسئولية وتطبيق الإجراءات الاحترازية بالكامل. النموذج الهندي ويسلط الضوء على ما يحدث في الهند، حيث يشدد على أنه يجب أن نأخذ العبرة والموعظة من الهند، حيث إهمال الإجراءات الاحترازية وغياب الوعي الصحي واطمئنان المواطنين، وكانت نتيجة ذلك درامية وكارثية وتشمل ارتفاع كبير جدا في أعداد الإصابات والوفيات، ففي غضون شهر تحور الفيروس كوفيد-19 لسلاة جديدة تعرف بكوفيد 617.1، وهي أكثر شراسة وانتشارا من سابقها، الأمر الذي تسبب في رعب وفزع في جميع دول العالم. ومن هنا بدأت الكارثة في الهند، فتفاقمت الأمور، حيث بلغ 211 ألف حالة وفاة، والعدد الإجمالي للمصابين في الهند فقط وصل إلى 18 مليون إصابة، كل ذلك أدى إلى انهيار المنظومة الصحية بالكامل، بعد امتلاء المستشفيات بالمصابين ونفاذ أسطوانات الأكسجين. المتحور الهندي لكورونا كما أكدت منظومة الصحة العالمية، أن سلالة كورونا المتحورة في الهند "المتحور الهندي"، تسببت في حدوث أزمة صحية كبيرة، أسوء من أزمة الطاعون، وتم رصد هذه السلالة الجديدة في 17 دولة حول العالم، علاوة على ذلك فإن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن الهند مركز للوباء من الدرجة الأولى رسميا. نصائح عامة لذا يرى أستاذ المناعة، أنه يجب علينا جميعا أن نتعظ بما حدث ويحدث في الهند ونتحمل المسئولية كأفراد ومجتمع، مع قيام الإعلام بدوره في توعية المواطنين، وفيما يلي يوضح أهم النصائح الواجب تطبيقها في هذه الفترة. أولا: تجنب التواجد في الأماكن المغلقة، وإن كان لابد من التجمعات فيفضل الأماكن المفتوحة، مع تطبيق التباعد الاجتماعي، ويفضل أيضا الإفطار والسحور بالمنزل. ثانيا: الحفاظ على ارتداء الكمامات خاصة في وسائل المواصلات والأماكن المغلقة. ثالثا: غسل اليدين باستمرار مع الاستخدام الأمثل للمطهرات. رابعا: عند الإفطار، يجب تناول الأطعمة الصحية الطازجة غير المصنعة، والفواكه والخضراوات وشرب الكثير من الماء، وتقليل تناول السكريات والدهون والمياه الغازية. خامسا: الامتناع عن التدخين. سادسا:عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة في هذه الأوقات الصعبة. إجراءات أمنية فيما يرى الدكتور أمجد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة بالأمس جيدة جدا وقادرة على السيطرة على الوضع الحالي، ومنع تفشي الوباء بشكل أكبر، ولكن لابد مع هذه الإجراءات أن يشعر المواطنين بخطورة الفترة الراهنة، وأنه ليس هناك فرصة للاستهتار، لأن أي تصرف سلبي سينعكس على الجميع، ويسبب خطورة على الشعب بكامله. هناك بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها والالتزام بها من قبل المواطنين الذين سوف ينزلون قبل غلق المحال لشراء مستلزماتهم، ويوضحها فيما يلي الدكتور أمجد الحداد: 1- ارتداء كمامتين، وعدم خلعهما نهائيا في فترة الشراء. 2- استخدام الكحول الطبي. 3- الحفاظ على التباعد الاجتماعي. 4- عدم التواجد في المحال المزدحمة. 5- الشراء في أقصر وقت ممكن، لتجنب أي ضرر ممكن حدوثه. 6- الانتهاء من عملية الشراء قبل ساعات من الغلق لعدم التسبب في حدوث تكدس قبل دقائق من الغلق. 7- عدم اصطحاب كبار السن والأطفال عن الشراء، لأنهم أكثر عرضه للعدوى. 8- خلع الملابس بالكامل فور الوصول للبيت، وغسلها جيدا وتطهيرها جيدا. إجراءات المحال التجارية كما أن هناك بعض الإجراءات التي يجب على المحال التجارية اتباعها لعدم الازدحام الذي يسبب انتقال العدوى من شخص لآخر، وهي: 1- التطهير المستمر للمحال والمحتويات التي بداخله. 2- الحفاظ على التباعد الاجتماعي داخل المحال والمولات. 3- دخول عدد معين إلى المحال التجارية على حسب مساحة المكان، والباقي ينتظر في طوابير متباعدة، لتجنب الازدحام. 4- منع الدخول لمن لا يرتدي الكمامة. حملات رقابية كما يجب عمل حملات رقابية على المحال والمولات للتأكد من التزامها بهذه الإجراءات، وفرض غرامات على الغير ملتزمين من المحال بعدد الأفراد داخل المكان، وفرض غرامة على من لا يرتدي الكمامة، فهذه الإجراءات بجانب إجراءات الحكومة تسيطر على الوضع جيدا. السيناريوهات المتوقعة وهناك بعض السيناريوهات المتوقع حدوثها، في حال عدم التزام المواطنين وفي حال التزامهم وخوفهم على أرواحهم، ويسردها مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، فيما يلي: السيناريو الأول: في حالة التزام المواطنين بالإجراءات التي تم ذكرها، سيتم منع تفشي الفيروس، وستقل الإصابات هذه الفترة وتمر الأزمة دون ضرر كبير، مما يجعل الوضع يستقر بالدولة. السيناريو الثاني والأسوأ: وهو في حال عدم التزام المواطنين، خاصة بارتداء الكمامة والتزاحم في المحال قبل الغلق، سيحدث كارثة وستزيد أعداد الإصابة بشكل مبالغ فيه، ولا يمكن السيطرة على الوضع.