الدكتور أيمن خلاف مدير مستشفى الهلال: نعمل داخل منظومة صحية متكاملة

نخطط لشراء جهاز أشعة مقطعية جديد يقوم بتصوير 16 مقطعا لأول مرة
30 عملية جراحية فى اليوم.. ولدينا 9 تخصصات نادرة فى جراحة العظام
بدأت فكرة إنشاء «مستشفى الهلال للحوادث»، عندما تقدم الدكتور محمد كامل حسين، باقتراح إلى الدكتور على باشا إبراهيم عميد مدرسة طب قصر العينى آنذاك بتخصيص هذا المستشفى لجراحة الحوادث، ولم يكن فى العالم آنذاك إلا عدد قليل من مستشفيات جراحة الحوادث.. ويعد مستشفى الهلال أول مستشفى متخصص للعظام على مستوى الشرق الأوسط وتأسس عام 1936، وكان فى البداية تابعا لجمعية الهلال الأحمر، ولايزال حتى الآن يحمل نفس الاسم، وتم تجديده عام 1989، وظل الوضع هكذا لأكثر من 20 عاما إلى أن تم وضع خطة لتطويره وتحديثه عام 2016.
وللحديث والتعرف على ما يجرى من تطوير بداخل مستشفى الهلال، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور أيمن خلاف، مدير هذا الصرح الطبى الكبير.
• ما نوعية الجراحات المختلفة التى يمتاز بها مستشفى دار الهلال؟
هناك 9 تخصصات نادرة، وتخصصات أكثر دقة مثل جراحة المفاصل، والمناظير والأورام وجراحة الكاحل ووحدة جراحة اليد، ووحدة الجراحة الميكروسكوبية، وجراحة مناظير العمود الفقرى، وأيضا جراحات المخ والأعصاب وهناك قسم الباطنة المساعد لجراحات العظام، ولدينا أهم الأطباء المتخصصين المنتقين من أبناء الهلال ومن جامعات أخرى، ونقوم بتعليم وتدريب الأطباء عليها.. وهناك ميزة وهى التخصصات المعاونة أو المساعدة مثل جراحة الأوعية الدموية وجراحة الصدر.
• كيف يتم التعامل مع مرضى الطوارئ؟
عندما يصاب أى مريض بكسر أو فى حادث يقوم بالتوجه إلينا مباشرة دون تفكير. هناك عدة لوائح فى التعامل مع أى مريض، فمن يأتى نتيجة حادث طريق يعالج أولا ثم تحدد فئته المالية خلال 48 ساعة، ويتم عمل خطاب لجنة ثلاثية ويعالج على نفقة الدولة، وهناك من يرغب فى تغيير الغرفة والإقامة بالجزء الفندقى.
• ما الجهات التى تتعامل مع المستشفى؟
لدينا تعاقدات مختلفة مع عدد من الجهات منها نقابات وشركات وأيضاً مرضى التأمين الصحى، كما نستقبل المرضى المحولين من مستشفى آخر، وهذا لا ينطبق عليه معاملة مريض الطوارئ ولكنه يعتبر حالة اقتصادية، فنحن لدينا قسم علاج اقتصادى، لكن الأسعار لا تقارن بالمستشفيات الخاصة، فنحن مستشفى علاج بأجر.
• كم عدد العمليات الجراحية التى يتم إجراؤها يوميا؟
نقوم بإجراء نحو 30 عملية جراحية فى اليوم ويصل هذا العدد إلى 46 حالة عمليات خاصة يوم الجمعة.
• ما عدد مرضى حالات القوائم؟
نستقبل حالات قوائم انتظار بعدد أكبر من سعة المستشفى، ففى الأعوام السابقة كانت قدرة العمل تصل إلى 90 حالة عمليات، فقط ثم وصلت إلى 250 حالة عمليات فى الشهر، ثم بعد ذلك نجحنا فى الوصول إلى 400 حالة فى الشهر، وهذا كان أقصى عدد منذ إنشائه، كما ترسل لنا غرفة قوائم الانتظار من 30 إلى 40 حالة يومياً، لكن المستشفى يجرى 1200 حالة عمليات وإجمالى العدد شامل قوائم الانتظار.
• من أين يأتى التمويل؟
التمويل به جزء ذاتى وآخر من خلال وزارة الصحة وأمانة المراكز الطبية المتخصصة التى ننتمى لها.
• كيف يتم التعامل مع المرضى المترددين أثناء أزمة كورونا؟
مستشفى الهلال جزء لا يتجزأ من منظومة وزارة الصحة، فقد قمنا بتخصيص دور كامل به 51 سريرا لمرضى كورونا فقط المتوقعين والمصابين، كما قمنا بتوفير أسرة رعاية مركزة وجهاز تنفس صناعى بالدور الأرضى ليخدم مريض كورونا فقط، كما نستقبل أى مريض يحمل فيروس كورونا يحتاج لجهاز تنفس صناعى ويكون متوفرا لدينا، كما تم تخصيص مصاعد خاصة لهم ودور كامل وممرات خاصة بهم فقط.
• هل يتم عمل فحوصات للمرضى المترددين لمعرفة إذا كان حاملا للفيروس أم لا؟
نقوم بإجراء الكشف أولاً على كل من يأتى إلينا ويتم عمل التحاليل والأشعة الكاملة لهم، فهناك برتوكول علاج كامل فى التعامل مع جميع المرضى، فهذا يحمى الجميع. فعندما نتأكد من حمله للفيروس يتم تقسيم المرضى وعلاجهم من الكسور وعمل أى جراحة لازمة لهم .. وهذا أفاد المريض أيضا فى اكتشاف أى أمراض أخرى، ففى أثناء هذه الفحوصات وجدنا مريض «إيدز» وقمنا على الفور بالتعامل معه واحتجازه بالمستشفى ، فالهلال من المستشفيات القليلة التى تتعامل مع مرضى «الإيدز».
• نلاحظ طفرة كبيرة فى مستشفى الهلال فى الفترة الأخيرة؟
لأن هناك بروتوكولا ونظاما تم وضعه ولا نحيد عنه، فهذا أفاد جميع المستشفيات على مستوى الدولة فى التعامل داخل نظام محدد التزم به الجميع.
• كم عدد الأطباء العاملين بالمستشفى.. وهل أعدادهم تكفى؟
لدينا عدد من الأطباء المتخصصين يكفى حاجة المستشفى بشكل دائم، فهناك 90 طبيبا بقسم العظام و60 طبيبا استشاريا، وهناك عدد من أطباء الباطنة والأوعية الدموية والرعاية والتخدير، المتعاونون معنا بشكل غير دائم، لكننا نحتاج لزيادة أعداد أطباء الرعاية والتخدير و هم من أهم التخصصات.
• هل تتوفر جميع التخصصات بالعيادات الخارجية؟
لدينا جميع التخصصات، كما نوفر طبيبا استشاريا يقوم بالكشف على المريض فى أول زيارة، والأسعار تعتبر رمزية.
• ما أهم الصعوبات التى واجهتموها؟
توليت المستشفى فى 10 مارس 2020 وقمت بالمرور عليه بالكامل لتفقد الأوضاع، لكن قررت آخر اليوم أن أقدم الاعتذار لرئيس الأمانة العامة لصعوبة الأوضاع، خصوصا الجزء الخاص بملف التطوير ، فكان عدد من المشاريع المعطلة منذ خمس سنوات، خصوصا العمل بالدور الرابع والخامس.. لكن تراجعت عن هذا القرار، وقررت الاستفادة من دراستى لعلم الإدارة وحصولى على درجة استشارى وزمالة إدارة منذ عام 2014 فى إدارة المستشفيات، فهذا كان له نفع كبير فى إدارة هدا الكيان الضخم.
• ما أهم ملامح هذا التطوير.. خاصة فى قسم الطوارئ؟
قمنا بعمل جدول زمنى ووضع خطة كبيرة للنهوض بهذا الصرح الكبير من جديد، فكانت الأولويات هى الدور الرابع والخامس فقد كانا يعملان بطاقة 102 سرير من أصل 256 سريرا ، فكان هناك 154 سريرا معطلا، والآن نجحنا فى تشغيل جميع الأسرة، كما قمنا بتطوير قسم الطوارئ مثل باقى المستشفى على أعلى مستوى، والآن نعمل على تطوير الدورين الثامن والتاسع ليعود مستشفى الهلال إلى سابق عهده..
وفى الدور العاشر تم إصلاح عدد 2 غلاية وإصلاح جميع ماكينات التكييف، وفى بداية العام القادم نقوم بالانتهاء من تطوير الدورين السادس والسابع، وبهذا نكون قد قمنا بتطوير المستشفى بالكامل.. فنحن نحتاج تمويلا دائما للإسراع فى عملية التطوير، لكننا لا نقوم بالعمل فى نفس الوقت لكى لا يتعطل باقى الأقسام، وبهذا نكون انتهينا من 90% من عملية التطوير.
كما قمنا بتطوير غرف الرعاية على أحدث مستوى، ووحدات التنفس الصناعي.. وقمنا بإصلاح 4 غرف عمليات من أصل 6 غرف بالدور الثانى، وتمت إضافة غرفتين، وأصبح لدينا 8 غرف للعمليات ، فى المستشفى ككل لا يوجد سوى خمسة أجهزة معطلة من أصل 400 جهاز ، جار العمل لإصلاحها.
• هل هناك خطة لشراء أجهزة جديدة؟
نعمل حالياً على شراء جهاز رنين مغناطيسى.. جهاز أشعة مقطعية جديد يقوم بتصوير 16 مقطعا لأول مرة فى تاريخ مستشفى الهلال، كما تم إصلاح جميع أجهزة الأشعة المتوقفة منذ عامين، وتخصيص الدور الأرضى لتخفيف المتاعب على مرضى الكسور، ونتعاون مع وزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع للقيام بتهيئة وتطوير الجراج.
• وماذا عن الأموال اللازمة للقيام بهذه الأعمال الضخمة؟
لدينا موازنة كانت بها مبالغ متوفرة، كما وفرت الأمانة العامة الأموال المطلوبة فى كل مرحلة كنا نحتاج لها.
• هل تقومون بإرسال قوافل طبية فى المحافظات لخدمة المرضى؟
لا نستطيع القيام بعمل قوافل طبية بالمحافظات، لأن هذا يسبب ضغطا كبيرا على المستشفى، لكننا نستقبل جميع المرضى من كل المحافظات.
• كيف يتم التعامل مع المرضى غير القادرين على الدفع؟
نعمل على تقديم المساعدة الكاملة لهم طوال الوقت، ومكتبى مفتوح للجميع ولأى فرد يحتاج لى يدخل مباشرة، وأقدم الحل لأى أزمة لأنه مريض يحتاج من يحنو عليه.
• هل تتوافر دائما المستلزمات الطبية؟
طوال الوقت لدينا وفر كبير فى المستلزمات الطبية، ولم يحدث أى خلل بهذا البند لأنه من أهم احتياجات المستشفى التى نلتزم بها.