يعاود أطراف الاتفاق النووى الإيرانى الاجتماع مطلع الأسبوع المقبل فى فيينا، لإتاحة المجال للوفود للتشاور مع عواصمها بعد محادثات شهدت "تقدما" لكنها تبقى "صعبة". وكتب انريكي مورا، المدير السياسى للاتحاد الأوروبى الذى يتولى تنسيق المباحثات غير المباشرة بين طهرانوواشنطن، عبر حسابه على تويتر "تم تحقيق تقدم خلال الأسبوعين الماضيين، لكن يتبقى الكثير من العمل الواجب القيام به". وتحدثت الأطراف الرئيسية أيضا عن تقدم لكن بتفاوت. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس فى واشنطن إن المباحثات "إيجابية وقد حصل بعض التقدم" لكن "الطريق أمامنا لا يزال أطول من الأشواط التى قطعناها". وأضاف "يمكننا القول إنه لم يسجل أى اختراق. لطالما قلنا إن هذه العملية حتى لو سارت بشكل جيد نسبيا، لن تكون سهلة ولا سريعة" مشددا على وجود "صعوبات" مرتبطة بالطابع "غير المباشر" للمفاوضات، إذ أن إيران ترفض أن تتواجد في القاعة نفسها مع الولاياتالمتحدة فى العاصمة النمساوية. وتبدو القراءة الأمريكية أقل تفاؤلا من الإيرانية، فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن الرئيس حسن روحانى تأكيده "لقد أحرزت المفاوضات نحو 60 أو 70 بالمائة من التقدم، ولو تحرك الأمريكيون فى إطار الصدق، سنحقق النتيجة فى غضون فترة قصيرة". وبدأ المفاوضون العمل على صياغة نص على ما قال ميخائيل أوليانوف، سفير روسيا فى فيينا من أجل إنعاش الاتفاق النووى الإيرانى الذي تعثر بعد انسحاب الولاياتالمتحدة منه من جانب واحد في عهد دونالد ترامب وإعادة فرض عقوبات أمريكية على إيران. وتوصلت إيران والقوى الست الكبرى (الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين) في عام 2015 الى اتفاق بشأن البرنامج النووى لطهران، بعد سنوات عدة من المفاوضات الشاقة. وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات التى كانت مفروضة على طهران، فى مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. لكن الولاياتالمتحدة انسحبت أحاديا من الاتفاق في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، ما دفع إيران بعد نحو عام من هذا الانسحاب، إلى التراجع تدريجيا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه. وتعهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إعادة بلاده إلى الاتفاق، لكن المواقف كانت متباينة بين طهرانوواشنطن بشأن من يجدر به القيام بالخطوة الأولى، إذ أصر الأمريكيون على عودة إيران إلى التزاماتها، فى حين أبرز الإيرانيون أولوية رفع العقوبات. وقال السفير الروسي إن مجموعة عمل ثالثة شكلت "للبحث فى المراحل العملية المؤدية إلى العودة الكاملة إلى الاتفاق حول النووى الإيرانى". وأضاف "تقرر أخذ استراحة للسماح للوفود بالتشاور مع عواصمها. اللجنة ستجتمع مجددا في مطلع الأسبوع المقبل". وأكد نيد برايس أن الموفد الأمريكي روب مالي سيعود إلى واشنطن في الساعات المقبلة قبل التوجه مجددا إلى فيينا عند معاودة المباحثات. ويبقى اختيار العقوبات التي سترفعها واشنطن من أكثر النقاط الشائكة فى المباحثات بسبب تعقيدات منظومة العقوبات التي وضعها الرئيس الأمريكى السابق. وينبغى التوصل إلى تسوية بشأن تزامن رفع العقوبات وعودة إيران إلى التزاماتها النووية. ويبدو أن البيت الأبيض خطا خطوة باتجاه إيران بتلميحه إلى أنه قد يرفع العقوبات "في مقابل التأكيد على أن إيران ستعود إلى التزاماتها وستوقف برنامجها النووى".