فاز الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما بفترة رئاسية ثانية في البيت الأبيض متغلبًا على شكوك قوية بين الناخبين بشأن إدارته للاقتصاد الأمريكي، وحقق نصرًا واضحًا على منافسه الجمهوري ميت رومني. واختار الأمريكيون مجددا أن يبقوا مع حكومة مقسمة في واشنطن بالاحتفاظ برئيس ديمقراطي في البيت الأبيض والاحتفاظ بالكونجرس كما هو، حيث يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ ويهيمن الجمهوريون على مجلس النواب. ووقف الرئيس الأمريكي في شيكاجو أمام آلاف من أنصاره الفرحين الذين أخذوا يهللون مع كل عبارة ينطقها في خطاب النصر الذي قال فيه إن هناك حاجة لحلول وسط حتى تمضي البلاد قدما. وقال أوباما "لقد نهضنا وناضلنا من أجل العودة، وهذا من أجل أمريكا والأفضل قادم". وتعهد أوباما بالعمل مع زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري لخفض عجز الميزانية الاتحادية وإصلاح قانون الضرائب وقانون الهجرة وخفض اعتماد البلاد على النفط الأجنبي. كما تعهد بأن يستمع إلى زعماء الحزبين خلال الأسابيع القليلة القادمة وقال: إنه سيجري محادثات مع رومني بخصوص "أوجه التعاون حتى تمضي هذه البلاد قدما" وسيبحث معه التحديات القادمة. وأعلن أوباما انه سيعود إلى البيت الأبيض وهو أكثر تصميما على التصدي للتحديات التي تواجه أمريكا. وقال "سواء كنت استحق أصواتكم أم لا فأنا قد استمعت إليكم وتعلمت منكم وبفضلكم أصبحت رئيسا أفضل". وظل عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح في التصويت الشعبي متقاربًا إلى حد كبير إذ حصل أوباما على 50 في المئة من الأصوات وحصل رومني على 49 في المئة بعد حملة طويلة ومريرة أنفق خلالها المرشحان وحلفاؤهما الحزبيون ملياري دولار أمريكي. وبعد أن واجه رومني وهو مليونير رأس من قبل شركة للاسثمار الخاص المباشر عددًا من العثرات الانتخابية في البداية تقدم واقترب من منافسه الديمقراطي أوباما بعد ان تغلب على الرئيس في المناظرة الاولى من ثلاث مناظرات رئاسية. واعترف المرشح الجمهوري (65 عاما) حاكم ماساتشوستس السابق بهزيمته أمام أوباما في خطاب يتسم بالذوق وسماحة النفس ألقاه امام انصاره المحبطين في بوسطن. واتصل رومني بأوباما للاعتراف بالهزيمة بعد جدل قصير حول فوز الرئيس الديمقراطي بولاية أوهايو المتأرجحة. وقال رومني لأنصاره بعد أن اتصل بأوباما لتهنئته "هذا وقت التحديات الكبرى بالنسبة لأمريكا وأتمنى أن ينجح الرئيس في قيادة أمتنا". وحذَّر رومني من الاستقطاب الحزبي في واشنطن وحث زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري على وضع مصلحة "الناس قبل السياسة". وتغلب أوباما على رومني في عدد من الولايات المتأرجحة رغم ضعف الانتعاش الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة اللذين خيما على حملته الانتخابية. وكانت الشبكات التلفزيونية تكهنت بالنتيجة في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء إلا أن حملة رومني انتظرت لأكثر من ساعة للموافقة على النتيجة في أوهايو. وحقق أوباما انتصارًا قويًا في الولاية الحاسمة أوهايو وولايات شهدت معارك ساخنة هي فرجينيا ونيفادا وأيوا وكولورادو. وحقق له هذا أصواتا زادت بكثير على الأصوات التي يحتاجها في المجمع الانتخابي وهي 270 صوتًا، وترك هذا الفوز مستشاري رومني مصدومين من الخسارة. وفاز أوباما وهو أول رئيس أسود للولايات المتحدة بعد ان نجح في اقناع الناخبين الأمريكيين بالوقوف وراءه، وهو يحاول تحفيز نمو قوي للاقتصاد والتعافي من أسوأ كساد منذ الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي. وأظهر التعافي الاقتصادي بعض مؤشرات القوة، لكن معدل البطالة مازال يقف بعناد عند 7.9 في المئة. وكان فوز أوباما في الولاية الحاسمة أوهايو كما توقعت شبكات التلفزيون الامريكية خطوة حاسمة في فوز الرئيس الديمقراطي بالاصوات المطلوبة للفوز في المجمع الانتخابي وهي 270 صوتًا، ووجه ضربة قاضية لآمال رومني في اقتناص الفوز في الولايات المتأرجحة. وذكرت شبكات التلفزيون الأمريكية أن أوباما حقق فوزا محدودا في اوهايو وويسكونسن وأيوا وبنسيلفانيا ونيوهامبشير وهي ولايات نافسه عليها رومني بشدة وفاز رومني في ولاية متأجرحة وحيدة هي نورث كارولاينا. وفي البداية أخر رومني قليلا اعترافه بالهزيمة حين شكك بعض الجمهوريين في أن أوباما فاز حقا في أوهايو رغم إصرار كل خبراء الانتخابات في جميع شبكات التلفزيون الكبرى على اعلانه رئيسا لفترة ثانية. لكن حين أضيفت كلوروداو وفرجينا إلى صالح أوباما طبقا لتوقعات شبكات التلفزيون لم يعد بإمكان رومني الحصول على عدد الأصوات المطلوبة في المجمع الانتخابي حتى لو أعيد النظر في نتائج أوهايو.