شدّدت الصين الجمعة على وجوب أن تتحمّل الولاياتالمتحدة مزيدًا من الأعباء في ملف التغيّر المناخي، لكنّها رحّبت بتنسيق أكبر مع واشنطن بعد زيارة أجراها المبعوث الأمريكي لشئون المناخ جون كيري، وفق الإعلام الرسمي. يشار إلى أن كيري، وزير خارجية أسبق عيّنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مبعوثا لشؤون المناخ، وهو أول مسئول في الإدارة الأمريكية الجديدة يزور الصين، في مؤشر يحيي الآمال بإمكان قيام تعاون بين القوتين العظميين على الرغم من التوترات الحادة القائمة بينهما على مستويات عدة. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ قوله إن "الصين تعلّق أهمية على إقامة حوار وتنسيق مع الجانب الأمريكي حول التغيّر المناخي". وعقب محادثات عبر الفيديو مع كيري الذي زار شانغهاي حيث التقى نظيره الصيني، قال هان إن "الصين ترحب بعودة الولاياتالمتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ، وتتوقع أن يتقيّد الجانب الأمريكي بالاتفاقية، وأن يتحمّل مسئولياته، وأن يقدّم الإسهامات المتوجّبة". إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونيينغ كانت أكثر انتقادا على تويتر إذ سلّطت الضوء على انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاقية باريس للمناخ في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ولدى توليه سدة الرئاسة، قرر بايدن على الفور إعادة بلاده إلى الاتفاقية، وهو يستضيف الأسبوع المقبل عبر الفيديو قمة عالمية حول المناخ. وقالت هوا إن عودة الولاياتالمتحدة إلى الاتفاقية "ليست مجيدة بأي شكل من الأشكال، بل أشبه بعودة متغيّب إلى الصف". وحضّت الولاياتالمتحدة على "عرض كيفية التعويض عن خسارة السنوات الأربع"، بما في ذلك الدفعات المالية المتوجّبة ل"صندوق المناخ الأخضر" الذي يقدّم الدعم للدول الأكثر تضررا من التغيّر المناخي. ومن المتوقّع أن يعلن بايدن الأسبوع المقبل في إطار القمة الأهداف الجديدة للولايات المتحدة على صعيد تخفيض انبعاثات الكربون، وذلك في خضم تزايد القلق الدولي إزاء ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة وتزايد الكوارث الطبيعية. ويشدد كيري وغيره من مسؤولي الإدارة الأمريكية على ضرورة التعاون في ملف المناخ مع الصين التي تسجّل أعلى معدل لانبعاثات الكربون في العالم (نحو 30 بالمئة من المعدّل العالمي). وقبيل توجّهه إلى شنغهاي صرّح كيري لشبكة "سي.ان.ان" الأمريكية أن رفض الولاياتالمتحدة التعاون مع الصين في ملف المناخ بسبب خلافات أخرى هو بمثابة "انتحار". وتأتي زيارة كيري إلى الصين في توقيت لا تبشّر المحادثات الأوسع نطاقا بين البلدين بانفراج في العلاقات الثنائية، بعد اجتماع عاصف عقد في ألاسكا الشهر الماضي بين كبار مسئولي السياسية الخارجية في البلدين. ومنذ عهد ترامب ووصولا إلى عهد بايدن تتّهم الولاياتالمتحدةالصين بسرقة الملكية الفكرية الأمريكية، وتندد بتوسيعها انتشارها العسكري في آسيا وبحملات القمع في هونغ كونغ وشينجيانج والتيبت.