على مسافة 15 كيلو من الكيلو 106 على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، يقع دير الأنبا بيشوى، ذلك الأثر الشهير، الذى يعود اليوم لدائرة الضوء باختيار الأنبا تواضروس الراهب بالدير ليجلس على كرسى البابوية ليصبح البابا ال 118 للكنيسة الأرثوذكسية. وكما استقبل رهبان دير الأنبا بيشوى بصحراء وادى النطرون جثمان البابا شنودة بالألحان والتراتيل الكنيسة وتلاوة الصلاة "الربانية" وقراءة الكتاب المقدس والطواف بالجثمان حول مذبح الكنيسة الرئيسية بالدير، استقبلوا اليوم بالصلوات والألحان المفرحة خبر طال انتظاره باختيار بابا جديد من بينهم عرف عنه تتلمذه على يد الأنبا باخوميوس قائم مقام البابا ليقود الكنيسة المصرية في مرحلة حرجة وحاسمة، وهو معروف عنه تمتعه بالحكمة والخبرة والذى يأمل المصريون أن يقود الكنيسة ويساعد الوطن فى الوصول إلي بر الآمان. كانت "بوابة الأهرام" قد رصدت توافد الآلاف على وادى النطرون زحفا من جميع المحافظات للمشاركة فى مراسم أسطورية لدفن الأنبا شنودة الثالث، ويومها كان يصطف على الأجناب داخل الكنيسة الأثرية 24 شابًا يرتدون الملابس البيضاء ,ويحملون المباخر وعلى باب المقبرة التى دفن بها البابا كان يقف الكهنة من جميع الكنائس الأرثوذكية. المفارقة أن الدير الأثرى يشهد اليوم عودة لتجمع الآلاف من المتوافدين من جميع المحافظات، وفى جنبات الدير شهد اليوم دق جديد للأجراس وألحان دينية سعيدة بعدما شهد ترديد موسيقى حزينة فى الأرجاء بصوت ألحان أسبوع الآلام التى تتردد يوم الجمعة الحزينة يوم دفن البابا فى الكاتدرائية، والتقت "بوابة الأهرام" يوم مراسم دفن البابا شنودة الأسطورية بالأنبا تواضروس الذى أسهب فى ذكر حكمة ومحبة الأنبا شنودة الراحل. واليوم وسط زغاريد وفرحة عارمة من ضيوف دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون خرج البابا تواضروس من "القلالي"، حيث الدير الذى كان يترهبن بداخلها، وبرفقته عدد من الآباء والكهنة بالدير متجها إلي كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية ليقوم بأداء صلاة الشكر، بعد إعلان نتيجة القرعة الهيكلية واختياره كبابا رقم 118، خلفا للبابا شنودة، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى زفة شعبية ليعود الفرح ليملئ جنبات الدير حيث شهد عودة بابا جديد في زفة من مجمع الرهبان إلي كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية ليقوم بصلاة الشكر لله ثم يقوم بزيارة البابا شنودة ليواصل مسيرته ويأخذ منه بركة. وأمام "الطافوس" هو المزار أو المقبرة الرخامية هو اسم المكان المدفون فيه جثمان البابا ومساحته "130 في 230 متر" وهى عبارة عن 3 غرف، وكان يقف امامها كهنة أرثوزكس من جميع أنحاء المعمورة، وحيث يرقد جثمان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ال117, والتى تشهد توافد الآلاف من الزوار ليتبركوا من البابا شنودة، حيث يرقد وليهنئوا ويشهدوا خروج البابا تواضروس الثانى البابا ال 118 للكنيسة المصرية. وتقع المقبرة المدفون فيها البابا شنودة الثالث فى الجهة المقابلة للكنيسة الأثرية داخل الدير وقباب المقبرة مزينة بالرسوم القبطية، وتحيط بها مجموعة من النخيل وأشجار الزينة مثل الفيكس تاكندا و"الفيكس نتدا" والجهنمية، كما يوجد بالقرب من المقبرة أقدم بئر مياه، وتسمى بدير الشهداء. وتبلغ مساحة المقبرة الخاصة بقداسة البابا داخل الكنيسة المقدسة نحو 250 مترا فى 160 مترًا، وتم تزيينها بالرخام من الداخل والخارج ، ودفنة داخل المقبرة مرتديًا كامل ملابسة الكانهوتية البيضاء والملحاه بالصلبان وفى يده عصا الرعية بالإضافة الى أيقونة لعزاء مريم، واليوم تظهر صورة الدير وآثاره ترتدى ثوب الفرح والزغاريد والاحتفال. وعاد اليوم الى ذاكرتى مشهد احتشاد الالاف علي أسوار الدير أنبا بيشوي والدير المقارب له دير السريان وفوق الأشجار رافعين صور قداسة البابا وحاملين الكاميرات في محاولة لالتقاط صور المشهد الجنائزي لمحاولة لالتقاط الصورة الخيرة لجثمان البابا شنودة، واليوم عادت أجراس الكنيسة الأثرية لتدق فرحا وترحيبا بترسيم واختيار بابا جديد. كان دير الأنبا بيشوى هو المكان المفضل للبابا شنودة ، ففى هذا الدير تم إخباره بنبأ انتخابه بطريرك للكنيسة القبطية فى نوفمبر 1971 أيضا مثلما يحدث اليوم مع الأنبا تواضروس الذى أعلن فيه عن اختياره، وهذا الدير القريب الى قلب الرهبان والقساوسة حيث كان البابا شنودة يقيم ثلاثة أيام فى الأسبوع بهذا الدير طوال السنوات الماضية وحتى وفاته . ويقول القديس أيوب الأنبا بيشوى إن دير الأنبا بيشوى يعد من أهم المناطق الأثرية بمصر، فيرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع الميلادى ، وهو أكبر أديرة وادى النطرون، وتبلغ مساحته نحو فدانين ، ويضم خمس كنائس أكبرها كنيسة "الأنبا بيشوى"، بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبه، وفيه العديد من الأماكن الأثرية المميزة مثل المائدة الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من الأماكن التى يقطن بها الرهبان. وأعيد اليوم كلمات قالتها لى أحد الحضور الذيىن التقيتهم أمام مدفن البابا شنودة، حيث قالت "سارة رمسيس": جئنا مع جميع افراد الأسرة من شبرا منذ الثالثة فجرًا لمحبتنا العظيمة للبابا لوداع، ونثق بأن البابا القادم سيسير على نهجه لأن البابا "اختيار إلهى"، وهو من سيحدد شخصيته.