مع دقات الساعة الثانية عشرة ظهرًا وعشر دقائق، استقبلت وحدة إسعاف جهينة عبر جهاز اللاسلكي، إشارة تدعو أفراد الوحدة إلى التحرك فورًا إلى موقع حادث تصادم قطارين بسوهاج، الذي وقع بقرية الصوامعة غرب التابعة لمركز طهطا، مما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا من المصابين والمتوفين. ما إن تلقى صموئيل رويس لبيب، المسعف بوحدة إسعاف جهينة، الإشارة، حتى تحرك هو وزملاؤه على الفور إلى موقع الحادث، متخذين طريقًا فرعيًا للوصول بأقصى سرعة إلى موقع تصادم القطارين رقمي 157 و2011، لإنقاذ الضحايا، ونقل المصابين والمتوفين إلى المستشفيات. يقول لبيب - عقب وصولنا إلى موقع الحادث- وجدنا بعض المصابين وأشلاء جثث ملقاة على جانبي السكة الحديد جراء الحادث، وتم التعامل مع المصابين لسرعة إنقاذهم، وتركنا الجثث لمسعفين آخرين لنقلهم إلى مشارح المستشفيات القريبة، ونقلت اثنين من المصابين إلى مستشفى سوهاج التعليمي أحدهما يعاني من بتر في قدمه، والآخر من محافظة الأقصر مصابا بجروح وكدمات واشتباه بارتجاج في المخ، وعند الوصول إلى المستشفى كان في استقبالنا الطاقم الطبي ومسئولو الأمن لإسعاف المصابين. أما حسام أحمد عبداللطيف، مسعف بسوهاج، فيقول: نقلت ثلاثة مصابين وجثة إلى مستشفى طهطا، وعودنا مرة أخرى إلى موقع التصادم، لمعاونة أفراد الإسعاف في نقل ضحايا الحادث. ووفقا لبيان صادر عن وزارة الصحة نشرته "بوابة الأهرام" فإن الحادث أسفر عن وفاة 32 مواطنا وإصابة 66 آخرين. وبينما كان يحكي أفراد الإسعاف دورهم في نقل الضحايا، كان الدكتور محمد الشندويلي، نائب مدير مرفق الإسعاف بسوهاج، يبدو عليه علامات الإرهاق الشديد، وجلس على الأرض من فرط التعب، اقتربت منه وما إن رآني هم حتى بالوقوف، ولكنني بادرته مباشرة عن دوره في إنقاذ ركاب القطارين، فيقول وهو جالس: تواصلت مع زملائي في قناوأسيوط، وطلبت سيارات دعم لنقل المصابين والجثث إلى المستشفيات، وتم على الفور تجهيز مخزن طوارئ ومستلزمات طبية من أكياس جثث وقطن ومطهرات لاستخدامها في الإسعافات الأولية وعمليات إنقاذ ركاب القطارين، وظللت مع زملائي أتابع عمليات نقل الضحايا حتى جاءت الأوناش لرفع العربات المصطدمة من فوق شريط السكة الحديد. وسط هذا كان مدير مرفق الإسعاف بسوهاج الدكتور هاني فؤاد، يوجه تعليماته إلى زملائه بالحرص والتأكد من نقل جميع ضحايا الحادث إلى المستشفيات، وإسعافهم على الفور. ويقول فؤاد: الحادث وقع في الساعة الثانية عشرة و4 دقائق، وكانت سيارات الإسعاف موجودة بموقع التصادم في تمام الساعة الثانية عشرة و10 دقائق، ولدى وصولي وجدت قطارين متصادمين من الخلف وهناك 3 عربات مقلوبة على جانبي شريط السكة الحديد، وأخطرت على الفور مديرية الصحة ووكيلة الوزارة ومرفق الإسعاف بالقاهرة بالأمر. ويضيف: نقلنا أكثر من 100 حالة ما بين متوفٍ ومصاب إلى مستشفيات طهطا والمراغة وسوهاج التعليمي وسوهاج العام والمستشفي الجامعي بسوهاج، بمشاركة نحو 93 سيارة إسعاف و186 مسعفًا تقريبًا، وقد قطع بعض المسعفين راحتهم للمشاركة في أعمال إنقاذ ضحايا الحادث. يذكر أن النائب العام، المستشار حماده الصاوي، قد أجرى قبل قليل وبصحبته فريق من المكتب الفني، معاينة موقع حادث قطاري طهطا، للوقوف على أسبابه ومعرفة كيفية وقوعه.