استضافت ورشة الزيتون لقاءً لمناقشة رواية "حقل البيتزا" الصادرة حديثاً للشاعر والكاتب أسامة حداد، حيث أدار النقاش المترجم شرقاوى حافظ، والذى رأى أن عنوان العمل يحمل تناقضاً بين الكلمتين "حقل والبيتزا"، بينما نجده فى المقدمة قد قام بأقتباس شخصى من ديوانه "فاصل ونعود" الذى ينتمى لقصيدة النثر. تساءل شرقاوى: وهل يتبادر إلى ذهن الشاعر عندما يكتب القصيدة النثرية ويتحول لكتابة الروايه أن يحمل نصه الروائى ملامح من قصيدته النثرية، وإلى أى مدى ترتبط الرواية بعناصر قصيدة النصر فى هذه السطور. وأشار إلى أن التحول من الشعر إلى الرواية ظاهرة تفوق التحول من الرواية للشعر. كما تطرق إلى أسلوب الكاتب فى "حقل البيتزا" الذى اتسم ببراعة الوصف و الأستهلال فى الفصول الداخلية، حيث يستهل بحكمة فلسفية أو يغوص فى أعماق النفس، فضلاً عن أن الرواية ممتعة فى أحداثها ولا تأخذ نهج الكلاسيكة، بحد قوله. فى أول القراءات للناقد أسامة جاد قال: إن حتمية الأشياء تقول بأن الشعر يحتاج إلى مجموعة من العناصر التى ليست متاحة للروائى وعليه أن يتدرب عليها لكتابة القصيدة ومنها ضرورة معرفته بالوزن والعروض لكى يكتب قصيدة شعرية بينما الشاعر بما انه يعرف الوزن والعروض فمن السهل أن يكتب نصاً روائياً. وأرجع أسامة جاد سبب توجه الشاعر للرواية نتيجة وجود مخزون حى كبير لديه يحتاج إلى البوح وهو ما يحدث من خلال الرواية ولكن السبب الأهم أن الشاعر يستطيع أن يكتب روايه فلما لا؟. كما أن شاعر النثر لا يستطيع ان يتخلى عن روحه الشعرية حتى اذا حاول تطعيم العمل الروائى بالشخصيات والأحداث والحركة. ورأى جاد بأن الكاتب أستطاع أن يسلب لب القارئ لقراءة الرواية دون أن يشعر بالانتقال بين الفصول حتى إننا نشعر وكأن الرواية جاءت فى دفقة واحدة حيث استطاع أن يجعل الأحداث تتسرب أدائيا، حتى إن العمل كان يسير بمنطق التداعى الحر. كما ان معظم أجزاء الرواية تبدأ بصوت المنولوج الداخلى. ويواصل: فوجئت خلال القراءة بأسئلة "تثاقفية" من روح المؤلف ذاته مثل السؤال عن طبيعة الإسكندرية والبيتزا وطبيعة الشخصيات حيث نجد لكل منها حمولة سرديه بمفردها. وأشار جاد إلى عنصر الإيقاع فى الرواية ولفت أن المشكلة فى هذا العمل تكمن فى كونها فى الأساس رواية تجريبة. لكن الرواية فى النهاية تشكل رحلة جميلة حيث انها تقدم انتقادات لفترة السبعين عاماً الماضية والتحولات التى شهدتها. ومن جانبه قال الروائى محمد إبراهيم طه نحن أمام "رواية المثقفين" بمعنى أن قارئ هذا النص ليس قارئا عاديا حيث تطرح أطروحات تأملية وفلسفية وتسعى إلى وظائف عديدة أكثر من فكرة السرد والحكى عن هذه الشخصيات، هناك تأملات ووقفات عن الشخصيات الموجودة بالرواية. ويتابع: نحن أمام ثمانى شخصيات أبطال بالرواية تجاوزا العقد السادس، ما أمامهم قليل وما خلفهم كثير، أصبح لديهم موقف من الحياة، ولديهم تأملات وجميعهم فى حالة مراجعة. ورأى أن الكاتب نجح فى الغوص داخل هذه الشخصيات التى تعذبت بتارخها والتى تشعر شعورا غامضا تجاه المستقبل. كما أنه هو ليس معنيا برسم ملامح الشخصيات داخليا. وأكد إبراهيم طه أن "حقل البيتزا" هى رواية تجريبة، وأن للكاتب الحق فى كتابة الرواية بالطريقة التى يريدها. ولكنى أرى أن الرواية قد اكتملت فى الجزء الأول وكان يتبقى لها بعض الأشياء البسطة بشأن مصائر الأبطال. فقد رسم الشخصيات بشكل بديع فى الجزء الأول من الرواية ثم وجدنا الإيقاع بطيئا فى الجزء الثانى. أما الكاتبة سامية ابوزيد فاتفقت مع الشاعر شرقاوى حافظ فى وصف العنوان بالملغز، ورأت أن الكاتب قام بتشبه الشخصيات فى طيات الرواية وتنوعاتهم بمكونات البيتزا، كما أشارت إلى تقسيم الرواية إلى كتاب أول وثان الحضور القوى فى المعلومات وزحام فى الأفكار التى يعرضها، فضلاً عن نجاحه فى تلخيص أحول البلد فى الفصل الثانى عشر، مع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة.