في إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التي تحولت إلى مشروع قومي يغير وجه الريف المصري، وتستهدف في المرحلة الثانية الاهتمام بتقديم الوعي لأهالي القرى، أطلقت وزارة الصحة عَشْر قوافل للصحة الإنجابية، تحت شعار: «حقك تنظمي» بهدف توفير خدمات ووسائل تنظيم الأسرة بالمجان للمنتفعات بالقرى والمناطق المحرومة من تلك الخدمات، أُطْلِقَت هذه القوافل بمحافظات أسيوطوالبحيرة والقليوبية والأقصر والغربية وسوهاج وأسيوط وأسوان والدقهلية والشرقية، ضمن خطة الوزارة لإطلاق ستين قافلة خدمية مجانية للصحة الإنجانية خلال العام الجارى، بالقرى التى تشملها المبادرة. «حقك تنظمي» تستهدف تقديم خدمات ووسائل تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، خصوصًا الوسائل طويلة المفعول من خلال مجموعة من إخصائيى تنظيم الأسرة المدربين وإخصائيى النساء والتوليد لتوقيع الكشف الطبى وصرف وسائل تنظيم الأسرة بالوحدات الثابتة والمتنقلة، والمراكز الحضرية والمستشفيات العامة والمركزية، ومراكز رعاية الأمومة والطفولة. كما تُقدم القوافل الطبية الكشف والعلاج مجانًا في التخصصات الطبية الخاصة بتنظيم الأسرة وأمراض النساء والولادة والباطنة والأطفال والأنف والأذن والعظام والجراحة والرمد والأسنان والقلب والجلدية وخدمات الأشعة والتحاليل. تطوير المدخلات ويؤكد الدكتور خالد عبد الفتاح مدير مبادرة حياة كريمة ومستشار وزيرة التضامن أن المرحلة الثانية تختلف عن سابقتها من حيث التدخلات المستهدفة، ففي المرحلة الأولى كان المستهدف السكن والصحة فقط، لكن في المرحلة الثانية هناك توجه بتطوير المدخلات، وذلك ما تعمل عليه الجهات المعنية الشريكة كافة. وأضاف أن هناك تركيزا على الخدمات المقدمة للأسرة بتقديم القوافل الطبية وتجهيز عيادات الصحة الإنجابية لتقديم خدمات المشورة والفحص المجاني في أثناء الإنجاب والحمل وتوزيع وسائل منع الحمل بالمجان على مستوى جميع القرى التي نعمل على تطويرها. وأشار إلى أن هناك مجموعة من الأنشطة التي تعمل عليها الوزارة تستهدف تصحيح المفاهيم والقضايا والمشكلات القومية، مثل الزيادة السكانية والإدمان والمخدرات، والقضايا التي تمس المجتمع المصري والتوعية بقضايا الزواج المبكر والهجرة غير الشرعية والتطرف والثأر، وغيرها من القضايا التي بحاجة إلى التوعية. ويوضح أن هناك العديد من الأنشطة التي تخدم الأسر بشكل مباشر مثل إدماج الأفراد في سوق العمل ومساعدة سلاسل القيمة سواء كان إنتاجًا زراعيًّا أو حيوانيًّا، أي مساعدة صغار المنتجين على رواج منتجاتهم بأفكار جديدة لتسويقها بوحدات إنتاجية توفر فرص عمل، وهناك أفكار أخرى للتمكين مثل إعداد أسر منتجة وورش تدريب حرفي. الرائدات الريفيات الحل وتقول الدكتورة سحر السنباطي الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة إن تنظيم الأسرة هو الأساس لنجاح أية أسرة ويعود على المجتمع ككل، فالأسرة الصغيرة قادرة على توفير حياة أفضل للطفل لحفظ حقه في التعليم والصحة والمشاركة، وذلك ما تسعى إليه وزارة الصحة. وتوضح أن الرائدات الريفيات التابعات لقطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة هن أفضل اختيار لتقديم الدعم للأسر والقرى لتغيير ثقافة أهالي الريف فيما يخص تنظيم الأسرة باعتبارهن سفيرات داخل البيوت المصرية، فكل رائدة تكون على دراية كاملة بسلوكيات أهالي القرى، وعلى علم بتحديات المجتمع وتكون من القرية نفسها وعلى تواصل مع كل بيت وهناك أمان في أثناء المعاملة وذلك ما نسعى إليه لتقديم المشورة والصحة الإنجابية بمحافظات الصعيد والمحافظات البعيدة. خدمات بالمجان ويؤكد الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة بالدقهلية أن هدف هذه القوافل توفير خدمات ووسائل تنظيم الأسرة بالمجان للمنتفعات بالقرى بمبادرة «حياة كريمة» والمناطق المحرومة من تلك الخدمات وذات المؤشرات المنخفضة، حيث تُقدَّم خدمات ووسائل تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، خصوصًا الوسائل طويلة المفعول من خلال مجموعة من إخصائيي تنظيم الأسرة المدربين وإخصائيى النساء لتوقيع الكشف الطبى وصرف وسائل تنظيم الأسرة بالوحدات الثابتة والمتنقلة ومراكز رعاية الأمومة والطفولة، وتُشرِف على العمل بالقوافل فرق الإشراف بمديرية الصحة وبالإدارات الصحية. ويوضح أن القوافل تأتي فى إطار الاهتمام والجهود المستمرة لوزارة الصحة والسكان بإتاحة خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية المجانية، وذات الجودة بالوحدات الثابتة على مستوى المحافظة، تحت رعاية وزارة الصحة، وبالتنسيق مع الوزارات المعنية التي تعمل في مبادرة «حياة كريمة»، واُخْتِير شعار «حقك تنظمي» للقوافل ضمن مبادرة «أيامنا أحلى» التي تنظمها الوزارة. تنظيم الأسرة يضمن حياة أفضل وتقول منى طوسون العضو السابق بالمجلس المحلي بمحافظة البحيرة إن استهداف المبادرة لتغيير الوعي لدى أهالي القرى من أهم الخطوات والأهداف المنتظرة لمبادرة «حياة كريمة»، موضحة أن تحقيق تنظيم الأسرة داخل القرى سيسهل من مهمة تطوير القرى ويضمن حق كل طفل في التربية والتعليم والصحة كما تسعى له المبادرة. وأوضحت أن تقديم وسائل منع الحمل بالمجان أمر ضروري، لأن كثيرات من السيدات بالريف ظروفهن المادية تجعلهن يهملن في شراء وسائل منع الحمل لتكون النتيجة أطفالًا يأتون إلى الدنيا ولا يجدون حقهم في التعليم والصحة والحياة السليمة، ويجب السعي وراء تغيير الثقافة لدى أهل الريف بأن «العيال عزوة»، إلى أن يقتنعوا بأن إنجاب طفل واحد أو اثنين يساوي أسرة صغيرة وسعيدة. وأكدت أن مبادرة «حياة كريمة» تستهدف تغيير وجه الريف المصري ووعي أهالي الريف، فهي مشروع يستحق الدعم من المجتمع المدني وجهود وتعاون الوزارات المعنية كافة لتحقيق هذا المشروع القومي الذي تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي ورصد له ميزانية غير مسبوقة، ليعيد إلى أهالي القرى الانتماء ويجعل كل مصري يفتخر بإنجازات بلده.